عبر عدد من المحللين والساسة الأردنيين عن تأييدهم المطلق لتشكيل الحلف الإسلامي، الذي أعلنت عنه الرياض مؤخراً، مؤكدين أنه بمثابة الرصاصة الأخيرة في يد المسلمين، إن أرادوا إنقاذ الأمة، معتبرين أن التحالف "سيعزز من الدور التركي في قيادة المعسكر السُنّي".
وأشاروا في أحاديث منفصلة لـ"الأناضول"، أن الحلف الذي تقوده السعودية سيعمل على وقف زحف القوى العظمى، والتحالفات المذهبية، والتنظيمات المتطرفة التي تسعى لابتلاع المنطقة، ونهب خيراتها، وتقسيمها.
وقف مخطط استنزاف المنطقة
خليل عطية، النائب في البرلمان الأردني، قال إن "هذا التحالف العربي الإسلامي يأتي في زمانه ومكانه، وهو خير ضمانة لوقف حالة الاستنزاف التي باتت تعاني منها الأمة عبر البوابة السورية والعراقية".
عطية أشار إلى أن هناك مخططاً يسعى "لاحتلال المنطقة ونهب خيراتها، وتشويه صورة دينها الوسطي، مستخدماً الإرهاب والتنظيمات المتطرفة كذريعة من أجل إعادة تقسيم المنطقة واحتلالها، على غرار ما تفعله إيران وحلفاؤها في سوريا والعراق واليمن والبقية تأتي إن لم يلتئم الحلف سريعاً على شكل قوى عسكرية حقيقية ونوعية من حيث العدد والعتاد والتمويل والتنسيق وغيره".
وأضاف عطية "إن وجود قوى وازنة في هذا الحلف، مثل تركيا على سبيل المثال، يكسبه قدرة أكبر على التأثير والردع، وتحقيق توازن القوى الذي لا بد منه في المنطقة، إن أردنا تعزيز أمننا العربي والإسلامي، في وجه قوى الشر الآخذة في التعاظم".
كما أعرب عطية عن أمله في أن يشكل الحلف الجديد قوة ضغط على إسرائيل، بحيث يسهم في وقف الظلم والقهر والاستبداد الذي يرتكب ضد الفلسطينيين منذ أكثر من 60 عاماً.
في مواجهة أطماع إيران
بدوره لم يشكك الكاتب الصحفي شاكر الجوهري في قدرة الحلف الجديد على إحداث الفارق، وتحقيق التوازن المطلوب أمام مساعي القوى العظمى المستمرة لإنتاج أنظمة عالمية جديدة، والسيطرة على ما وصفها بـ"المياه الدافئة" في إشارة منه إلى نفط الخليج العربي.
إلا أنه علق نجاح ذلك على مدى المصالح التي قد تجنيها بعض الدول المنضوية تحت لواء هذا الحلف، ولاسيما تلك التي لا تواجه معه عدواً مشتركاً، ولا تهددها ذات المخاطر.
الجوهري قال إن فكرة محاربة الحلف لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ستعطي مصداقية أكبر لهذا الحلف السني في مواجهة الإرهاب الحقيقي الذي تمارسه إيران وحلفاؤها في العراق وسوريا واليمن.
وألمح الجوهري أن هذا الحلف "قد يدفع القوى العظمى لكي تعيد النظر في أكذوبة المفاضلة المفترضة بين بشار الأسد أو داعش، إذ إن بقاء نظام الأسد سيشكل خطراً وجودياً داهماً على أمن وسيادة المنطقة، لاسيما بعد أن جعل الأخير من بلاده ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية وحروب الوكالة، لا لشيء سوى ليبقى في سدة الحكم".
قد لا ينال رضا واشنطن
أما نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني، النائب هايل ودعان الدعجة فقال، إن هذا الحلف الإسلامي الجديد "تشكل بعد أن أعلن الغرب عن نيته عدم إرسال قوات برية إلى المنطقة لوقف النفوذ المتعاظم لبعض القوى المدعومة من قبل روسيا، بدليل أنه (أي الحلف) لم يضم إيران أو النظام السوري أو العراق".
هايل لفت إلى أن "العالم العربي والإسلامي أدرك ضرورة الاعتماد على الذات في وجه التدخل الأجنبي الذي لا يحدث على الأرض دون أن تكون له مآرب أخرى، كتقسيم المنطقة ونهب خيراتها، فضلاً عن أننا أدركنا عدم جدية المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله ومذاهبه ومن يقفون وراءه".
وأكد أن الحلف الجديد ذا الصبغة السنية "يبعث برسائل لإيران، وقد لا يعجب أميركا لكونه قد يشكل على المدى البعيد خطراً على إسرائيل، من وجهة نظر واشنطن على الأقل".
وبين الدعجة أن التحالف "سيعزز من الدور التركي في قيادة المعسكر السُنّي"، معرباً عن أمله في "زيادة حجم التنسيق بين القوى المنضوية تحت لوائه لكونه تشكل كرد فعل، في حين أن نجاحه يتطلب بناء ميثاق مؤسسي، على أساس من التخطيط الاستراتيجي القريب والمتوسط والبعيد المدى".
وأعلنت السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب يشمل حتى الآن 34 دولة، وتأسيس مركز عمليات مشترك في الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية ضد الإرهاب.