التحالف العربي: الهدنة في اليمن قد تنهار في أي وقت

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/16 الساعة 14:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/16 الساعة 14:01 بتوقيت غرينتش

واجه وقف إطلاق النار في اليمن بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية خطر الانهيار، الأربعاء 16 ديسمبر/كانون الأول 2015، باتهام كل طرف للآخر بخرق الهدنة، بينما استمرت محادثات السلام في سويسرا لليوم الثاني.

وقال العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، إن الحوثيين المدعومين من إيران خرقوا مراراً وقف إطلاق النار الذي يفترض أنه بدأ ظهر الثلاثاء، وإن قوات التحالف ردّت.

وبدأ وقف إطلاق النار الذي يستمر 7 أيام ظهر أمس الثلاثاء مع انطلاق محادثات في سويسرا بين ممثلي الحكومة والحوثيين، في محاولة لوقف القتال المستمر منذ 9 أشهر بين حركة الحوثي المتمركزة في الشمال ومقاتلي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي تدعمه السعودية، المتمركزين في الجنوب والشرق.

وقتل في الحرب نحو 6 آلاف شخص وتشرد مليون.

150 انتهاكاً

وقال عسيري لقناة "الإخبارية" التلفزيونية السعودية: "بلغت الانتهاكات حوالي 150 انتهاكاً للهدنة من قبل الميليشيات الحوثية، وهذا لا يعبر عن نية صادقة".

وأضاف: "نهيب بالأمم المتحدة أن توضح للجانب الحوثي أنه لن يكون هناك صبر على هذه الممارسات، وقد تنهار الهدنة في أي وقت؛ لأن حدود المملكة خط أحمر ولن يسمح للميليشيات الحوثية بأن تستغل هذه الهدنة لتضر به".

وجاءت تعليقاته بعد أن اتهم متحدث باسم القوات الحكومية اليمنية الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح – حليف الحوثيين – قوات التحالف بممارسة "تصعيد خطير بري وبحري وجوي"، وفقاً لما ورد في وكالة سبأ للأنباء التي يسيطر عليها الحوثيون.

ونقلت وكالة سبأ عن المتحدث العميد الركن شرف غالب لقمان قوله: "البوارج الحربية تقصف الآن مدينة اللحية في الحديدة بشكل كثيف، وفي محافظة تعز تجري محاولات زحف من قبل قوات العدوان مسنودين بالطيران باتجاه الجحملية، مستغلين التزام الجيش واللجان الشعبية بالهدنة".

وأضاف "إننا لن نظل مكتوفي الأيادي، بل سنرد بقوة تجاه ما يحدث من اختراقات من قبل دول تحالف العدوان".

وقال مصدر قبلي عبر الهاتف من محافظة مأرب (وسط اليمن): "طائرات التحالف شنت غارة جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في منطقة نجد بمنطقة صرواح بعد الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار".

وأورد سكان في مدينة تعز (جنوب غربي البلاد) نبأ غارة جوية نفذت بعد أن أطلقت قوات الحوثيين صواريخ على المنطقة. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الحوثيين قتلوا أحد الضباط السعوديين في منطقة حدودية بعد سريان وقف إطلاق النار.

تأخر صفقة تبادل سجناء

وقال مسؤولون محليون إن رجال قبائل تسببوا في تأخير صفقة تبادل سجناء بين الحوثيين ومقاتلين جنوبيين.

وقطع مسلحون قبليون من محافظة البيضاء (وسط اليمن) الطريق المؤدي للمبنى الذي كان مقرراً أن يستضيف عملية التبادل، وطالبوا بأن يطلق الحوثيون سراح أقاربهم في إطار الصفقة.

وقال مسؤولون من الجانبين في وقت سابق اليوم إن نحو 360 سجيناً من الحوثيين محتجزون في عدن، و265 سجيناً من المدنيين والمقاتلين الجنوبيين في طريقهم لإتمام عملية التبادل على الحدود بين محافظتي يافع والبيضاء عند الظهر.

وقال سكان إن الوسطاء حاولوا إقناع رجال القبائل من البيضاء بالسماح بإتمام الصفقة.

ومثلت صفقة تبادل السجناء، التي توسط فيها زعماء قبليون يمنيون، واحدة من أهم المؤشرات الإيجابية في الصراع حتى الآن.

وغالبية السجناء الحوثيين أعمارهم بين 13 و16 عاماً احتجزوا لدى استعادة الجنوبيين السيطرة على عدن في يوليو/تموز الماضي.

ولم يعرف الكثير عن سير المحادثات الدائرة في سويسرا بوساطة الأمم المتحدة، لكن الوفود التي أمكن الوصول إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدت متفائلة بعد أول يومين من التفاوض.

ويعتقل الحوثيون قيادات عسكرية وسياسية من الصف الأول موالية للحكومة، على رأسها وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، ووزير التعليم الفني الدكتور عبد الرزاق الأشول.
وأشارت مصادر لوكالة الأناضول إلى رفض الحوثيين الإفراج عن اللواء الصبيحي كون البلد ما زالت في حالة حرب، وقد يؤثر ذلك على سير المعركة ضدهم، حيث تفتقر القوات الموالية للحكومة قيادة ميدانية على الأرض.

خلافات في فيينا

وعلى الصعيد السياسي قال مراسل قناة الجزيرة إن وفد الحوثيين وقوات الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح رفض صيغة تسوية تقدم بها المبعوث الدولي حول مسألة إطلاق المعتقلين، وسط مساع لتعزيز بناء الثقة بين الطرفين خلال اليوم الثاني من المباحثات اليمنية في مدينة بيال السويسرية.

وأضاف مراسل الجزيرة أن جلسة مشاورات أشرف عليها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بين وفد الحوثيين وصالح من جهة والوفد الحكومي من جهة أخرى، انتهت دون التوصل إلى اتفاق بشأن مسألة إطلاق المعتقلين.

تحميل المزيد