في محاكمة تعتبر الأولى من نوعها في السويد حكم قاضي محكمة الجزاء في مدينة يوتوبوري gothenburg غربي البلاد يوم الاثنين 13 كانون الأول/ ديسمبر بالسجن مدى الحياة على كل من حسان المندلاوي 32 عاماً وأمين سلطان 30 عاماً بعد إدانتهما بالاشتراك بأعمال إرهابية لصالح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا.
المندلاوي وسلطان يحملان الجنسية السويدية وكانا بحسب المدعي العام السويدي ينتميان لمجموعة جهادية تدعى جيش الأنصار والمهاجرين التابعة "لتنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) وتواجدا في سوريا منذ خريف عام 2012، وشاركا بحسب الادعاء بعدد كبير من المعارك ضد جيش النظام وقوات المعارضة، لكن إصابة المندلاوي بالشلل بعد تعرضه لطلقة قناص أجبرتهما على العودة إلى السويد عن طريق تركيا.
المحكمة اعتمدت على مقطع فيديو وجدته الشرطة السويدية بعد عملية مداهمة لمنزل أمين سلطان بهدف التفتيش عن المخدرات.
وكانت ذاكرة تخزين USB تحوي على مقاطع فيديو وصور لسلطان برفقة المندلاوي فيها فيديو عملية إعدام بالسكاكين وعدّة مقاطع لعمليات قتال لهما في سوريا.
الفيديو دفع المحكمة لاعتبارهما العنصرين الرئيسين في العملية، إلا أن محاميي المتهمين وصفا الحكم بغير المتوقع ورفضا التهم وأوضحا بأن موكليهما كانا في سوريا للمساهمة بأعمال الإغاثة.
جريمة إرهابية
شريط الفيديو كان مرعباً بحسب المدعي العام "أغنيتا هيلدنينك كفارنستروم" التي قالت في تصريح للتلفزيون الرسمي SVT بأن الشريط جعلنا نرى بأعيننا ما كان يحدث في سوريا، ليس فقط عملية القتل إنما نوعية الخطاب المستخدم أيضاً.
وأضافت "كان المندلاوي يقول بأنه يقتل الكفار، والقتل بناءً على الاختلاف الديني أو العرقي يعد جريمة إرهابية بحق الإنسانية، لدينا الكثير من الأدلة، كلها وجدت مع المتهمين".
ويذكر بأن سلطان قد قضى حكماً بالسجن لمدة سنة واحدة في قضايا تتعلق بالإتجار بالمخدرات في عام 2009.
تحدٍ حقيقي
بيدرو هيلاغرين خبير الإرهاب في وكالة الدفاع الوطني قال لـ"عربي بوست" إن "المحكمة شكلت تحدياً لتاريخ السويد في التعامل مع الإرهابيين الذين يرتكبون جرائم إرهابية في البلدان الأخرى".
وأضاف "سيكون لهذا الحكم بعض التأثير الرادع بالتأكيد لكن الأهم بنظري بأنه سيشكل علامة تغيير حقيقية في طريقة تعامل السويد مع هذا النوع من الجرائم".
واعتبر خبير الإرهاب أن "اليوم أصبح بمقدور السويد محاكمة أي شخص يقوم بأعمال إرهابية في سوريا أو في أي بلد آخر، بهذا الإجراء سنحمي مجتمعنا من استقبال المجرمين وسنحمي العالم أيضاً من السويديين الذين يسافرون إلى بلدان أخرى بهدف ارتكاب جرائم والعودة للعيش بسلام هنا" على حدّ قوله.