دعا قادة الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الأوروبية إلى ضرورة مناهضة اليمين القومي المتطرف في جميع أنحاء أوروبا.
وحسب الوكالة النمساوية الرسمية، طالب المستشار النمساوي فيرنر فايمان، خلال اجتماع الاشتراكيين الديمقراطيين الأوروبيين، الذي اختتم أعماله في العاصمة الألمانية برلين، مساء السبت 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، بضرورة منافسة الاشتراكيين اليمين المتطرف ومواجهته ومنع صعوده.
وشدد فايمان، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على ضرورة تطوير الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في أوروبا حركتها السياسية بشكل واسع، مشيراً إلى وجود تحدٍّ كبير يتمثل في أزمة اللاجئين.
لماذا يصعد اليمين
من جهته قال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، خلال الاجتماع: "يتعين علينا أن نجد إجابات لصعود اليمين القومي"، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى أوروبا عالمية تدافع عن قيمها".
وشدد فالس على ضرورة أن "تثبت أوروبا الاستقرار عند التعامل مع اللاجئين"، مشيراً إلى أن "كثيراً من الناس يرى أن الإرهابيين يمكنهم بسهولة أن يتعدوا الحدود".
حرب أهلية
وكان فالس قد حذر، الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول 2015، من انزلاق البلاد إلى "حرب أهلية" إذا فاز حزب الجبهة الوطنية، المنتمي لليمين المتطرف، في انتخابات محلية ستجرى جولتها الأخيرة مطلع الأسبوع المقبل وتمثل مؤشراً لانتخابات الرئاسة 2017.
ويخوض فالس الذي يقود حكومة الاشتراكيين معركة ضارية لإبقاء مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة، بعيداً عن السلطة، حتى أنه دعا المنتمين لليسار إلى دعم مرشحي التيار الرئيسي لليمين في مناطق يمكن لمعسكر لوبان تحقيق انتصارات بها.
وقال فالس: "وصلنا للحظة تاريخية الأساس فيها بالنسبة لبلدنا هو الاختيار بين خيارين، أحدهما اليمين المتطرف الذي يمثل الانقسامات بشكل أساسي، انقسام قد يؤدي لحرب أهلية".
وأضاف في مقابلة إذاعية أن الخيار الآخر هو التصويت لما يسميه الفرنسيون قيمَ الجمهورية، أي بلد منفتح للناس من ثقافات متنوعة ماداموا يقبلون القواعد الأساسية والسلطة في هذا البلد العلماني.
وحصل حزب الجبهة الوطنية، المعادي للمهاجرين والمعارض للاتحاد الأوروبي والراغب في التخلي عن العملة الأوروبية الموحدة، على أكبر عدد من الأصوات بنسبة 27.7% في الجولة الأولى من التصويت يوم الأحد الماضي.
العداء للمسلمين
معاداة الإسلام والهجرة شكلت وقوداً لحملة اليمين المتطرف التي فازت مؤخراً في الانتخابات المحلية بفرنسا في جولتها الأولى، وتتأهب للجولة الثانية الأحد 13 ديسمبر/كانون الأول.
فحزب مارين لوبان منذ تأسيسه من قبل والدها جون ماري لوبان المعروف بعدائه للمهاجرين، صعّد من لهجته المعادية لـ"الإسلام المتطرّف"، ولكن أيضاً للمهاجرين المسلمين، وذلك إثر الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية.
وبات من الواضح أن اليمين المتطرف الفرنسي، غداة تقدمه التاريخي في الجولة الأولى، قدّم نفسه في موقع قوة كبديل للسلطة الحالية، ملقياً بثقله وراء زعيمته مارين لوبان ليقرّبها من قصر الإليزيه أو يوصلها إليه في الانتخابات الرئاسية عام 2017.