بدء الانتخابات البلدية السعودية.. وترقب حول مشاركة المرأة للمرة الأولى

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/12 الساعة 00:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/12 الساعة 00:55 بتوقيت غرينتش

يقضي السعوديون اليوم السبت 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، في المشاركة بثالث تجاربهم الانتخابية، حين بدأ منذ الثامنة صباحا نحو 1.7 مليون ناخب في التوجه لـ1500 مركز اقتراع، للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات البلدية واختيار ممثليهم من بين 6900 مرشح، من ينهم 900 امرأة يخضن التجربة لأول مرة في محاولة للفوز بمقاعد في 284 مجلساً بلدياً.

ففي خطوة هي الأولى نحو المشاركة السياسية للمرأة السعودية، بدأت عمليات التصويت في الانتخابات البلدية التي أتيح للنساء الترشح والمشاركة فيها ما قد يشكل خطوة تمهيدية لخطوات تقود المرأة السعودية نحو دور أكبر في المملكة الدولة الخليجية الأكبر.

ويدلي النساء والرجال بأصواتهم بشكل منفصل لاختيار أعضاء هذه المجالس الوحيدة المنتخبة، لكن دورها محدود ويرتبط بشكل عام بالاهتمام بالشوارع والساحات وشؤون بلدية أخرى.

وبحسب أرقام اللجنة الانتخابية سجل قرابة 1,7 مليون شخص من الذين أتموا 18 من العمر، أسماءهم للتصويت، ومن بين هؤلاء 119 ألف امرأة فقط.

ورحبت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية بالسماح للنساء المشاركة في الانتخابات اقتراعا وترشحا.

دعاية المرأة لم تصل

أحمد عبد العزيز الصليبي (78 عاما) أحد الناخبين السعوديين قال إن "المرشحين لم يبرزوا أصواتهم للناخبين لذلك انتخبت على أساس ما أحفظه من معلومات في ذهني عن المرشح"، موضحا أنه "انتخبت رجل لأنه ينقصني معلومات عن المرأة ليس عندي تحفظ على المرأة ويجب أن تأخذ دورها بالكامل".

إلا أنه أكد أن "الانتخابات مهمة ومقدمة لانتخابات أكثر ستأتي لاحقا بعد هذه التجارب البطيئة". وأضاف "نحتاج على أقل تقدير إلى 10 سنين أو 20 سنة لننتخب البرلمان بالكامل، لكن حتى لو انتخبنا 50%، سيكون جيدا".

فرص نجاح المرأة ضئيلة

عبدالرحمن عودة العطوي ١٨ عام طالب ثانوي أكد لـ"عربي بوست"، على سهولة الاقتراع وتنظيمه الجيد، رغم أنه يشارك للمرة الأولى، وتمني أن يؤدي من اختاره كممثل عن تبوك دوره على أكمل وجه.

الشاب السعودي قال إنه بالنسبة لمشاركة المرأة قال إنه حدث جيد، وتوقع نجاحها هذا العام والفوز ببعض المقاعد في الانتخابات، ولكنه أشار إلى أن ثقافة المجتمع ما زالت لا تقبل ذلك.

سلمان العطوي سعودي بالمعاش من جانبه أكد على سهولة عملية الاقتراع، وقال إن المرأة مثل الرجل ولها الحق في الترشح والانتخاب، مشيرا إلى أنه لا يجد غضاضة في التصويت للمرأة فالمهم هو برنامجها وكفاءتها.

أما علي العطوي الموظف بإحدى الشركات، فهو ضد فكرة ترشح المرأة، ولكنه يرى أنه لا ضير من كونها ناخبة.

وأضاف أنه لا يعرف أحدا من أصدقائه ومعارفه سيعطي صوته لسيدة مرشحة، وتوقع نجاح المرأة ولكن في أضيق الحدود.

فوز في كل الأحوال

وتبلغ نسبة النساء من الناخبين أقل من 10%، والتوقعات متواضعة بانتخاب سيدة، إلا أن ثلث أعضاء المجلس يتم تعيينهم، ما يترك نوعا من الأمل للنساء بتسميتهن.

رغم ذلك، ترى نساء سعوديات أن هذه الانتخابات انتصار لهن، أكان في حال الفوز أو الخسارة.

وتقول طبيبة الأطفال أمل بدر الدين الصواري "لأكون صريحة أنا لم أترشح لأفوز".

تضيف هذه السيدة البالغة من العمر 60 عاما "أعتقد أن مجرد ترشحي هو فوز"، مشيرة إلى أن خطوتها كانت ذات دوافع وطنية، ولأن الإسلام يمنح المرأة حقوقها.

وتوضح أن "الرجال والنساء متساوو الحقوق في أمور عدة"، مشيرة إلى أن كل من التقته خلال حملتها الانتخابية، شجعها فيما تقوم به.

أما المرشحة الجازي الحسيني فركزت حملتها على الإنترنت، وخصصت موقعا إلكترونيا نشرت فيه برنامجها الانتخابي.

وتقول السيدة البالغة من العمر 57 عاما "قمت بأفضل ما لدي، وقمت بكل شيء بمفردي".

ويرى ناخبون أن الولاءات والعلاقات العائلية والعشائرية ستشكل عاملا أساسيا في عمليات الاقتراع.

مراقبة حقوقية

جديع بن نهار القحطاني، رئيس اللجنة التنفيذية المتحدث الرسمي للانتخابات البلدية، أكد أن مراقبة العملية الانتخابية متاحة أمام مؤسسات المجتمع المدني، التي من أهمها جمعية حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن البلاغات حول أي مخالفة، سيتم توجيهها إلى لجنة الفصل والطعون.

ويصوت كل ناخب في دائرته الانتخابية المسجل فيها بصوت واحد، دون التصويت لمرشحين آخرين، سواءً في دائرته الانتخابية أو في الدوائر الأخرى، حسب صحيفة "الرياض".

الناخب الأمي

كما يتاح للناخب الأمي بالدخول لمركز الانتخاب مبلغاً مسؤولي تدقيق جدول قيد الناخبين بأنه "أمي" ويحتاج إلى مساعدة، وبعد أن يبصم في الجدول يتم تسليمه ورقة الاقتراع ويتوجه إلى رئيس اللجنة، ويقوم رئيس اللجنة وأحد الأعضاء، أو يكلف رئيس اللجنة عضوين من اللجنة لمساعدة الناخب الأمي في التأشير على اسم المرشح الذي يرغب الناخب التصويت له.

ولن يسمح بالتفويض أو التوكيل للتصويت، حيث على الناخب الحضور شخصياً للتصويت يوم الاقتراع، إلا في حالتين وهما "الناخب المريض أو المعوق بدنياً"، بموجب شهادة رسمية تثبت الإعاقة أو المرض، فله أن يفوض مواطناً بالتصويت عنه يوم الاقتراع بموجب نموذج التفويض بمركز الانتخاب لدى لجنة الانتخاب في مركز الانتخاب.

وبدأت السعودية خطوة الانتخابات البلدية في عهد العاهل الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أقام أول انتخابات بلدية في 2005، وتعهد بإشراك النساء في دورة 2015، وهو ما تم تنفيذه على يد الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز.

وعبر موقع تويتر عبر بعض السعوديين عن أملهم في ان تنجح المراة السعودية في مهمتها الجديدة.

تحميل المزيد