لا يزال سعيد محمد عقاد تحت تأثير الصدمة بعد علمه من وسائل الإعلام الفرنسية الأربعاء 9 ديسمبر/ كانون الأول 2015 أن الانتحاري الثالث، منفذ هجوم مسرح "باتكلان" في الـ13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بباريس ليس سوى ابنه فؤاد.
والد الانتحاري الثالث تحدث لصحافي قناة بي إف إم الفرنسية BFMTV دون الكشف عن وجهه قائلاً "لم أكن أتوقع أن يقوم ابني بهذا الهجوم، لو كنت أعلم لكنت قتلته قبل أن يرتكب فعلته"، قبل أن يضيف "توقعت أن يأتيني في أي لحظة خبر وفاته، وتمنيت لو قتل في سوريا بدل عودته لفرنسا وارتكابه جريمته هذه".
والد الانتحاري أكد أنه كان على علم بأن ابنه غادر الأراضي الفرنسية وانخرط في صفوف الجهاديين في سوريا سنة 2013، لكنه لم يكن على علم برجوعه، وأضاف "لقد كذب علي، كان أوهمني بأنه سيسافر في رحلة خلال العطلة لكنه سافر لسوريا".
واسترجع سعيد العقاد بعض التغييرات التي طرأت على سلوك ابنه كتربيته للحية، لكنه لم يعتبرها مبرراً كافياً للاشتباه بكونه أصبح جهادياً. وأكد أن ابنه كان هادئ الطبع ولم تظهر عليه أي علامة تشدد، وبأنه راح ضحية عملية غسل دماغ.
وكان الانتحاري الثالث فؤاد يعيش مع والدته المنفصلة عن والده، حيث أكد سعيد أن آخر اتصال هاتفي تلقاه من ابنه كان في صيف أغسطس/آب الماضي، حيث طلب منه العودة من الأراضي السورية لكنه رفض.
وأضاف بلهجة يائس "ماذا علي فعله؟ّ، لقد طلبت منه العودة لفرنسا لكنه رفض وأصر على البقاء في سوريا".
وكانت السلطات الفرنسية قد حددت الأربعاء 9 ديسمبر/ كانون الأول 2015 هوية الانتحاري الثالث منفذ هجوم مسرح باتكلان، مشيرة إلى أنه فرنسي يدعى فؤاد عقاد في ال23 من عمره وكان قد توجه إلى سوريا نهاية 2013.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام فرنسية، فإن الانتحاري فؤاد محمد ينحدر من مدينة ستراسبورغ (شرق) وكان توجه إلى سوريا رفقة شقيقه ومجموعة من أصدقائه. كما تم إيقاف أغلبهم إبان محاولتهم العودة لفرنسا في 2014 باستثناء فؤاد الذي أصر على البقاء في سوريا.
وحددت السلطات الفرنسية في وقت سابق عن هوية الانتحاريين الآخرين في الهجوم على مسرح باتاكلان وهما الفرنسيان عمر إسماعيل مصطفاوي وسامي عميمور.