احتشد المئات من تجار السوق المركزي بنواكشط أمام بوابة القصر الرئاسي، مطالبين الرئيس محمد ولد عبد العزيز بتوفير الأمن، وإبعاد "شبح العصابات الإجرامية الذي أضحى يطاردهم داخل متاجرهم وفي الشوارع وداخل البيوت".
ويعيش سكان العاصمة الموريتانية نواكشوط حالة من الخوف والذعر جراء انتشار عمليات سطو واسعة تقودها عصابات طالت أرواح الموطنين وممتلكاتهم، بعيداً عن أعين أجهزة الأمن، حيث كان آخر الضحايا سيدة تعمل في متجر بالسوق المركزي "كبتال" وسط العاصمة، أجهز عليها لصوص بالسكاكين وأردوها قتيلة وسط حيرة وذهول انتابت كافة تجار السوق.
احتجاجات أمام القصر الرئاسي
وقال الشيخ ولد محمد المختار، أحد تجار السوق المركزي، إن تدهور الأمن في العاصمة أصبح واضحاً للعيان، وإن "العصابات والمنظمات الإجرامية تنفذ عمليات السرقة والسطو المسلح في وضح النهار، متحدية بذلك أجهزة الأمن التي غابت عن حماية المواطنين دون إشعار".
وأضاف محمد المختارلـ"عربي بوست" أن التجار يوجهون نداء استغاثة للسلطات الأمنية، ويطالبونها بالسهر على حماية المواطن وتحمل مسؤولياتها في صد المنظمات الإجرامية التي باتت تهدد حياة المواطنين وتورعهم في منازلهم وخارجها".
تزايد نشاط العصابات الإجرامية
ويرى سائق الأجرة التراد ولد الخليفة أن العاصمة نواكشوط تعيش حالياً "حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني، حيث تزايد نشاط العصابات الإجرامية، وباتت عمليات السطو المسلح ضد المنازل والمحلات التجارية حديث السكان".
واعتبر أن "غياب رجال الأمن أصبح أيضاً محل تندر من الجميع وسط لجوء بعض سكان الأحياء الشعبية في العاصمة إلى تشكيل فرق ليلية لحماية المنازل والمتاجر في ظل غياب الأمن".
وقال ولد الخليفة إنه كان شاهد عيان على محاولة اختطاف فتاتين من مقاطعة "توجنين" وسط العاصمة ، مشيراً إلى أن ركاباً داخل سيارته نبهوه على استنجاد سيدة داخل سيارة مظللة لا تحمل لوحة أرقام، مما اضطره لمطاردتها حتى لجأ سائقها لإنزال سيدتين كان يحاول اختطافهما، ويغير اتجاه طريقه دون أن يحظى بمتابعة من أجهزة الأمن المكلف بحماية المواطن".
وقالت زينب بنت محمد فال، شابة موريتانية، إن عمليات السطو هذه الآونة تشهد تزايداً ملحوظاً في العاصمة نواكشوط، حيث هاجم مسلحون عدداً من المحلات التجارية في السوق المركزي بمقاطعة "تفرغ زينه" وسلبوا ملاكها بعض النقود، وفي مقاطعة "عرفات" جنوب العاصمة، أقدم مجهولون قبل فترة على إشعال منزلين في وقت متأخر من الليل فوق ساكنتهما ولاذوا بالفرار.
أحزاب سياسية تندد بتدهور الأمن
نددت الأحزاب السياسية بموريتانيا بتدهور الأمن في العاصمة نواكشوط، مطالبين الشرطة "بتحمل المسؤولية وتوفير الأمن للمواطنين"، ومعتبرين أن القتل والترويع والسرقة بين أمور عديدة أصبحت تمارسها العصابات الإجرامية بكل حرية وأريحية".
وأدان حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ما سماه "غياب الأمن وانتشار الجريمة الخطيرة" التي وصلت حد القتل في العاصمة، مشيراً إلى أنه يضع السلطات أمام مسؤولياتها التي "أبانت عن عجز واضح في القيام بها"، حيث شهدت أحياء كثيرة من العاصمة نواكشوط تدهوراً متسارعاً في وتيرة انتشار الجريمة.
وأضاف الحزب أن التدهور الأمني الذي تشهده العاصمة أسفر عن عمليات قتل وسرقة و ترويع للآمنين كان من آخر "تطوراتها المؤلمة" عملية القتل البشعة التي كانت ضحيتها إحدى السيدات في سوق العاصمة".
واعتبر حزب التناوب الديمقراطي المعارض أن العاصمة نواكشوط تشهد وضعاً خطيراً، معبراً عن إدانته الصارخة لهذه "الأعمال الإجرامية التي تعرض لها سكان العاصمة وبعض سكان المدن الداخلية"، معتبراً إياها "دليلاً واضحاً على فشل السياسات الأمنية للنظام".
واعتبر الحزب أن الاعتداء على المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم في وضح النهار "مؤشر خطير على تدهور الأوضاع الأمنية بداخل البلاد ودليل قاطع على غياب السلطة والقانون".