اتهمت تركيا روسيا الأحد 6 ديسمبر/ كانون الأول 2015، باستفزازها بعد رصد بحار على متن سفينة تابعة للأسطول الروسي وهو يحمل قاذفة صواريخ على كتفه أثناء مرور السفينة عبر مضيق البوسفور موجهاً إياه نحو إسطنبول المدينة الأكبر في تركيا.
كما اتهمت تقارير مخابراتية تركية روسيا باستهداف المعارضة السورية والتركمان بالقصف الجوي وأنها وتساهم في تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي امتداد منظمة "بي كا كا" في سوريا.
وتدهورت العلاقات بين موسكو وأنقرة بشدة بعد اسقاط تركيا مقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي أثناء تحليقها فوق سوريا، وقتل أحد طياريها وهي المرة الأولى التي تسقط فيها دولة عضو بحلف شمال الأطلسي طائرة روسية منذ أكثر من نصف قرن.
وبثت محطة (إن. تي. في) التلفزيونية التركية صورا قالت إنها تظهر بحارا روسيا يحمل على كتفه قاذفة صواريخ وهو على متن سفينة الانزال (سيزار كونيكوف) أثناء عبورها أمس السبت مضيق البوسفور الذي يقسم إسطنبول، وأشارت المحطة إلى أن السفينة ربما كانت في طريقها إلى سوريا.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة (حريت) التركية عن وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو قوله للصحفيين "أن يحمل جندي روسي قاذفة صواريخ أو نحو ذلك أثناء مرور سفينة حربية فهذا استفزاز." وأضاف "إذا اعتبرنا أن الوضع ينطوي على تهديد سنرد بالشكل المناسب."
ويشكل البوسفور المنفذ الوحيد لأسطول البحر الأسود الروسي إلى محيطات العالم، وتلزم معاهدة أبرمت خلال الحرب العالمية الأولى تركيا بالسماح لجميع السفن بالمرور عبر المضيق في وقت السلم.
وذكرت محطة (إن. تي. في) أن 3 فرقاطات تابعة لحلف شمال الأطلسي ترفع الأعلام الكندية والإسبانية والبرتغالية كانت ترسو في اسطنبول أثناء مرور (سيزار كورنيكوف).
تقارير استخباراتية: روسيا تدعم "بي كا كا"
وفي نفس السياق وحول الأزمة التركية الروسية، كشفت تقارير استخباراتية تركية، أن "روسيا استهدفت بغاراتها الجوية مناطق شمالي محافظة حلب السورية، فصائل معارضة منها التركمان، وليس تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)".
التقارير التي أعدتها الاستخبارات التركية، أشارت إلى أن المقاتلات الروسية تقصف كل منطقة تحررها قوى المعارضة السورية من قبضة داعش، وأنها تساهم أيضًا في تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي امتداد منظمة "بي كا كا" في سوريا.
وبينت أن "صور الأقمار الصناعية، أثبتت أن المناطق التي تقصفها روسيا ليست مصافي بترول، وإنما صوامع قمح ومحطات معالجة مياه، وأهداف مدنّية أخرى".
لافتةً أن "وزارة الدفاع الروسية، لم تعط أيّة معلومات عن إحداثيات تلك الصور، رغم مطالبتها بذلك، ولم تشارك بأي شيء يتعلق بها".
التقارير الاستخباراتية، أوضحت أيضاً أن "مروحية روسية هبطت في معسكر تدريب تابع لحزب الاتحاد الديمقراطي، يقع شمالي الطريق الواصل بين بلدتي اعزاز وعفرين السوريتين، بتاريخ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي"، مشيرة أن "عناصر الحزب أنزلوا منها أسلحة وذخائر، ونقلوها إلى مستودعاتهم في المنطقة".
وذكرت أن "طائرات حربية روسية نفّذت غارات جوية على منطقة (أحرص، وكفر ناصح) التابعة لحلب، والتي تشكل خط التماس، بين داعش، وقوات المعارضة السورية، بتاريخ 2 كانون أول/ديسمبر الحالي، وقدّمت دعمًا واضحًا للتنظيم من خلال قصف المعارضة، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من مقاتلي المعارضة والمدنيين الموجودين في المنطقة".
وأظهرت التقارير الاستخباراتية التركية أيضاً أن شركة "هيسكو" التي يملكها "جورج حسواني" الذي يحمل الجنسيتين السورية والروسية، تعمل كشركة وسيطة لشركة "ستروي ترانس غاز" (Stroytransgaz) الروسية في سوريا، وتتولى بيع نفط "داعش" للنظام السوري.