أعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) مسؤولية التنظيم عن الهجوم الذي وقع الأربعاء الماضي 2ديسمبر/ كانون الأول 2015 في ولاية كاليفورنيا الأميركية وراح ضحيته 14 قتيلاً.
وأفادت الوكالة مساء الجمعة 4 ديسمبر/ كانون الأول 2015 بأن اثنين من أنصار "داعش" هاجما مركزاً في مدينة سان برناندينو في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
وأضافت الوكالة "وأطلق المهاجمان النار داخل المركز مما تسبب بمقتل 14 شخصاً وجرح 17 آخرين، ولاذا بعدها بالفرار، قبل أن يُقتلا في وقت لاحق بعد تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الأميركية التي طاردتهم لعدة ساعات".
بايعت داعش
وقتلت تشفين مالك (27 عاماً) وزوجها سيد رضوان فاروق (28 عاماً) بعد ساعات من الهجوم خلال حفل بمنشأة لذوي الاحتياجات الخاصة في سان برناردينو التي تبعد 100 كيلومتر إلى الشرق من لوس أنجليس.
والهجوم هو أكثر حوادث إطلاق النار دموية في الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات.
وتأتي هذه العملية بعد هجمات باريس الدامية التي نفذها "داعش" في 13 نوفمبر الماضي والتي أودت بحياة العشرات.
وكان مصدران بالحكومة الأميركية قد أعلنا في وقت سابق الجمعة إن المرأة التي شاركت زوجها في إطلاق نار قد بايعت فيما يبدو "داعش".
وقال مسؤولان أميركيان لرويترز إن المحققين الأميركيين يدرسون دليلاً على أن تشفين -وهي باكستانية الأصل كانت تعيش في السعودية حين تزوّجها فاروق- قد بايعت أبا بكر البغدادي زعيم "داعش".
آلاف الذخائر
وقال المسؤولان إن هذا الزعم إذا ثبت فسيقلب الأمور رأساً على عقب في التحقيقات.
وقال مسؤولون إن الزوجين حازا بندقيتين هجوميتين وآلاف الذخائر لمسدسين سريعي الطلقات و12 قنبلة أنبوبية في منزلهما وكانت تلك الأشياء معهما حين قتلا.
وقال المصدر الحكومي الأميركي إنه بالنظر لهذه الكمية الكبيرة من الأسلحة والذخيرة فإن المحققين يحاولون الجزم إن كان الاثنان اعتزما شن المزيد من الهجمات.
وكان فاروق وهو مواطن أميركي من مواليد ولاية إيلينوي وابن لمهاجرين باكستانيين يعمل كمفتش في إدارة الصحة البيئية بمقاطعة سان برناردينو وهي الهيئة صاحبة الحفل الذي يتهم مالك وفاروق بشن الهجوم فيه.
وقال مصدر الحكومة الأميركية إن المحققين يراجعون تقريراً بأن فاروق تشاجر مع أحد زملائه بالعمل حين أدان ذلك الشخص ما قال إنها "مخاطر كامنة في الإسلام" قبل وقوع الحادث.
وقال كريستيان نواديكي الذي زامل فاروق في العمل لخمس سنوات متحدثاً لمحطة (سي.بي.إس) الإخبارية إن فاروق تغير منذ عودته من السعودية.
تزوج إرهابية
وقالت مصادر بالحكومة الأميركية إنه بينما قد يكون الهجوم مستلمهماً من فكر الدولة الإسلامية فإنه لا يتوفر أي دليل على أنه نفذ بتكليف مباشر من التنظيم.
ونقلت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية اليوم الجمعة عن مسؤول أميركي أن تشفين قد بايعت البغدادي في تدوينة على موقع فيسبوك يوم الأربعاء وهو يوم الهجوم في حساب استخدمت فيه اسماً مختلفاً.
التحقيق يمتد لباكستان
قال أحد أفراد عائلة تشفين مالك إن مسؤولين من المخابرات الباكستانية اتصلوا بالعائلة في باكستان في إطار التحقيق.
وقال جواد رباني وهو عم تشفين في مقابلة "عرفت بأمر هذه المأساة اليوم حين اتصل بي بعض المسؤولين من المخابرات ليسألوني عن علاقتي بتشفين."
وأضاف "سمعت في الأخبار بوقوع هذه المأساة لكني لم أتخيل أبداً أن تكون واحدة من أفراد عائلتي. نحن في صدمة بالطبع."
وقال رباني إن شقيقه -والد تشفين- انتهج التشدد منذ انتقلت عائلته إلى السعودية قبل 25 عاماً.
وقال مسؤولان باكستانيان لرويترز إن تشفين عادت لباكستان قبل خمس أو ست سنوات لتدرس الصيدلة.
وقال مصدر بالحكومة الأميركية إن الزوجين قبل ارتكاب المذبحة يوم الأربعاء حطما أقراصاً صلبة لأجهزة كمبيوتر وأجهزة إلكترونية أخرى.