قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، إنه لا فرق لديه بين النظام السوري، وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وجبهة النصرة في سوريا، وإنهم جميعاً يرتكبون "جرائم بحق الإنسانية".
أردوغان، في خطابه أمام حشد شعبي في ولاية "باليكسير"، التي يزورها للمشاركة في افتتاح عدد من المشاريع التنموية، دان الهجوم الذي وقع بولاية ديار بكر جنوبي تركيا، وأسفر عن وفاة رئيس نقابة محامي الولاية طاهر ألجي، وأحد أفراد الشرطة، إضافة إلى إصابة عدد من الصحفيين وعناصر أمن بجروح.
وتطرق أردوغان إلى التوتر الأخير بين تركيا وروسيا، إثر إسقاط المقاتلة الروسية التي انتهكت الأجواء التركية، قائلاً: "لا نريد أن يؤدّي التوتر بيننا وبين روسيا إلى نتائج محزنة في المستقبل، كما أننا نرغب في أن يتعامل الطرفان بشكل أكثر إيجابية مع هذه الحادثة".
ودعا الرئيس التركي في هذا الصدد إلى حل الأزمة بالطرق السلمية، دون إلحاق أضرار بالعلاقات القائمة بين البلدين، مشيراً إلى وجود احتمال لعقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة التغير المناخي، التي ستُعقد في باريس مطلع الأسبوع القادم.
وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "إف 16″، أسقطتا طائرة روسية من طراز "سوخوي 24″، في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوباً)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق – بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً – قبل أن تسقطها، فيما أكد حلف شمال الأطلسي "الناتو"، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي.
وشكك أردوغان في نوايا العديد من المنظمات الإغاثية، التي تقوم بمساعدة اللاجئين السوريين داخل الأراضي التركية، بقوله: "تنشط في تركيا هيئات إغاثية تنتمي لحوالي 100 دولة تتعامل مع اللاجئين السوريين، ونعرف جيداً أن معظم تلك الهيئات لديها حسابات أخرى، ورغم ذلك فإننا لا نعيق عملها طالما لم يحدث ما يهدد أمننا".
وأشار إلى عدم وجود فرق بين التنظيمات الإرهابية الناشطة في سوريا، ونظام الأسد قائلاً: "لا يوجد فرق بين تنظيم داعش والنظام السوري، كما لا يوجد أي فرق بين تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، ونظام الأسد، فهذا النظام قتل أكثر من 380 ألف مواطن سوري، وكافة المنظمات بما فيها النصرة، ترتكب جرائم بحق الإنسانية".
وجدد الرئيس التركي انتقاده للتدخل الروسي في سوريا، لافتاً إلى أنّ "مكافحة داعش لا تتم من خلال قصف المعارضة السورية المعتدلة التي تحارب نظام الأسد".
وفي ما يخص الاستثمارات الحكومية في ولاية باليكسير أضاف أردوغان: "الدولة التركية نفّذت عدة مشاريع تنموية وحيوية تصل تكلفتها إلى 50 مليار ليرة تركية (نحو 17 مليار دولار)"، شاكراً في هذا السياق كل من ساهم في إنجاز تلك المشاريع.