900 مرشحة سعودية يبدأن حملتهن الانتخابية الأولى من وراء حجاب

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/27 الساعة 04:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/27 الساعة 04:44 بتوقيت غرينتش

تستعد السعوديات للبدء بحملة انتخابية تمهيداً لانتخابات مجالس البلدية المحلية، التي ستكون المشاركة الأولى لهن ترشحاً واقتراعاً، في ظروف ومعايير صارمة تضعها السعودية في تعامل المرشحات مع الجمهور، ويؤمل من مشاركتهن أن تمهّد الطريق لمنحهن حقوقاً إضافية في المملكة.

وتمتد الحملات 12 يوماً تمهيداً للانتخابات المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول، علماً أنه يمنع على المرشحين عرض صورهم، وسيتاح للمرشحات لقاء الناخبات، بينما سيتولى متحدث باسمهن التواصل مع الذكور.

وتقول المرشحة عن دائرة القطيف (شرق)، نسيمة السادة: "إذا أردنا أن ننمي بلدنا أو نصلحه علينا أن نضع امرأة في كل مستويات اتخاذ القرار".

وأطلق العاهل الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الانتخابات البلدية للمرة الأولى عام 2005، وتعهد قبيل دورة 2011 بأن تشارك النساء في دورة هذه السنة.

900 مرشحة و136 ألف ناخبة

وستكون الانتخابات البلدية في 2015 أول عملية اقتراع تشارك بها النساء في السعودية، على عكس دول خليجية أخرى تتيح لهن ذلك منذ أعوام.

وبحسب أرقام اللجنة الانتخابية، فقد قارب عدد المرشحات للانتخابات 900 امرأة من أصل نحو 7000 مرشح. ويبلغ عدد أعضاء المجلس 284 شخصاً، ينتخب ثلثاهم ويعين الثلث الباقي.

وتبدي نسيمة السادة ارتياحها لعدد النساء اللواتي تقدمن بترشيحهن، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن "عدداً قليلاً" منهن تسجل للمشاركة في الاقتراع.

وبحسب اللجنة، سجل أكثر من مليون و355 ألف رجل و136 ألف امرأة، أسماءهم للمشاركة في الاقتراع. وخفضت السلطات هذه السنة سن الاقتراع من 21 عاماً الى 18.

صعوبات

وشكت بعض السيدات من صعوبات في تسجيل أسمائهن بسبب معوقات بيروقراطية، وعدم إطلاعهن بشكل وافٍ على طريقة القيام بذلك وأهميته.

وتقول سحر حسن نصيف، المقيمة في جدة: "واجهت وقتاً صعباً لتسجيل اسمي، اضطررت للذهاب مراراً لحين إنجاز ذلك"، مشيرة إلى أنه رغم ذلك فإنها شجعت العديد من معارفها على القيام بالأمر.

تضيف نصيف، وهي أستاذة جامعية متقاعدة: "هذه واحدة من الخطوات الأولى نحو حقوق النساء، هذه خطوة كبيرة بالنسبة لنا"، مضيفة: "حتى والدتي البالغة من العمر 95 عاماً سجلت اسمها".

أما لدى الرجال فيبدو أن بعضهم غير متحمّس لهذه الانتخابات.

يقول الإعلامي سلطان العوبثاني (35 عاماً): "لم أسجل اسمي في الانتخابات الحالية لأنني شاركت في الدورة السابقة ولم أرَ أي فائدة أو نتائج ملموسة على الأرض".

ويقتصر دور المجالس البلدية إجمالاً على الاهتمام بالشوارع والنظافة.

الخطوة الأولى

أما المحلل السياسي خالد الدخيل فيؤكد أنه سيفكر "طبعاً" في التصويت لامرأة في عملية الاقتراع "التي يجب أن تكون الخطوة الأولى على الدرب نحو الديمقراطية".

وعلى أهمية الخطوة لا تبدو المرشحات متفائلات باحتمال الفوز.

وتقول المرشحة صافيناز أبوالشامات: "لا أستطيع التنبؤ بفرصي في النجاح، ولكنني أعمل ما بوسعي لأنجح".

وتعتزم أبوالشامات، البالغة من العمر 33 عاماً، والمرشحة عن منطقة مكة المكرمة، إجراء حملة انتخابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تلقى رواجاً واسعاً في السعودية ويستخدمها الملايين، لاسيما موقع تويتر.

كما ستركز نسيمة السادة (42 عاماً) حملتها على الشبكات الاجتماعية، لاسيما "تويتر" و"فيسبوك"، إضافة إلى تطبيقات الرسائل المباشرة. وستخصص موقعاً إلكترونياً وصفحة تعريفية على "ويكيبيديا".

وستعتمد بشكل أقل على المنشورات واللافتات التي لا يمكن لأي منها أن تحمل صورتها، علماً أن الأمر نفسه يطبق على المرشحين الذكور.

وفي وقت لاحق من الأسبوع المقبل، ستبدأ بعقد لقاءات في دار البلدية مع الناخبين. ونظراً إلى أنظمة المملكة التي تطبق الفصل الصارم بين الذكور والإناث، يحق للمرشحة فقط لقاء الناخبات، على أن يقوم متحدث باسمها بلقاء الناخبين الذكور غداة لقائها الناخبات.

وعلى سبيل المثال، يبلغ عدد الناخبات في الدائرة التي ترشحت فيها نسيمة السادة 2000 فقط سجلن أسماءهن، ما يتطلب منها إقناع الناخبين الذكور البالغ عددهم 48 ألفاً، للفوز.

ورغم اقتناعها بأنه "من الصعب جداً بالنسبة إلينا الفوز والتواصل مع ناخبينا"، تميل السادة إلى إبداء ثقتها بأن مرشحة واحدة على الأقل ستفوز.

ويقول دبلوماسي غربي في السعودية: "صراحة، أعتقد أنها ستكون مفاجأة سارة جداً إذا فازت امرأة" في الانتخابات.

تحميل المزيد