يجتمع قادة 147 دولة الاثنين المقبل 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 المقبل بالعاصمة الفرنسية للمشاركة في الافتتاح الرسمي للدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي.
وتعقد قمة المناخ في ظروف استثنائية ووسط تدابير أمنية مشددة بعد هجمات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني التي هزت العاصمة الفرنسية وخلفت 130 قتيلاً، ونحو 350 جريحاً.
استعدادات أمنية
تعقد القمة في بورجيه بالقرب من باريس وقد أخذت فرنسا وضعية التحصين، إذ اتخذت الحكومة الفرنسية إجراءات أمنية واسعة بنشر 120 ألفاً من قوات الشرطة والدرك الوطني على كافة الأراضي الفرنسية طوال فترة انعقاد المؤتمر.
كما سيتم حشد نحو 10 آلاف شرطي لتشديد الرقابة على الحدود الوطنية للبلاد لتأمين الأراضي الفرنسية، كما تم إلغاء كافة الفعاليات الجانبية لقمة المناخ التي ستقام في أماكن مفتوحة يصعب تأمينها.
وتشكّل القمة أكبر اختبار للأجهزة الأمنية الفرنسية بعد أسبوعين فقط من هجمات باريس الدامية التي تبناها تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش)، إذ سيكون عليها ضمان أمن قرابة 50 ألف زائر بينهم نحو 147 رئيس دولة سيبدأون في الوصول إلى باريس اعتباراً من الأحد بحسب صحيفة الحياة.
حماية شبكات المياه
وتعتزم فرنسا حماية شبكات المياه من الهجمات خلال القمة، وقال مدير الأمن في شركة فيوليا الفرنسية للمياه والصرف الصحي جان لوي فيامنجي "قد يستغل أي إرهابي فرصة هذا التجمع لتنفيذ هجوم".
وركبت شركة فيوليا أجهزة استشعار في شبكة المياه تراقب الضغط ومستويات الكلور ودرجات الحرارة ومؤشرات توضح ما إذا كان هناك أي تلوث في إمدادات المياه.
وقال فيامنجي "في الوقت الراهن لا يوجد أي خطر ذي طبيعة نووية أو بيولوجية أو كيميائية في أي من مواقع فيوليا في أنحاء فرنسا".
واستخدمت شركة فيوليا أجهزة استشعار المياه في شنغهاي عام 2010 خلال معرض إكسبو وخلال دورة الألعاب الأولمبية في لندن في 2012.
وحذر رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس الأسبوع الماضي من خطر وقوع هجوم كيميائي أو بيولوجي على غرار الهجوم الذي وقع بغاز السارين في مترو أنفاق طوكيو عام 1995
دعم فرنسا
ويحرص زعماء العالم على القدوم إلى باريس ليس فقط للمشاركة في الفعاليات الأولى للمؤتمر بل للإعراب عن تضامنهم مع فرنسا في مكافحة الإرهاب.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد دعا خلال قمة (أسيان) مؤخراً في كوالالمبور العالم أن يبقى قوياً في مواجهة تهديدات الجهاديين وطلب من الناس عدم الاستسلام للهلع ومن قادتهم إلى أن يحذوا حذوه ليبرهنوا على أن العالم لا يخاف من "الإرهابيين".
وقال موجهاً حديثه لدول العالم التي ستشارك في قمة المناخ "يجب أن يظهروا أن باريس واحدة من أجمل مدن العالم والأكثر جاذبية لن تسمح بترهيبها بالأعمال الجنونية للبعض".
حياة طارئة
ومنذ هجمات باريس هذا الشهر تعيش فرنسا في ظل قانون الطوارئ الذي سيستمر مفعوله ثلاثة أشهر، حيث نفّذت الشرطة ألف عملية دهم بحثاً عن إرهابيين مشتبه فيهم.
وتختتم القمة أعمالها في 11 ديسمبر/ كانون الأول القادم وهي تسعى للاتفاق على خطة للحد من آثار تغير المناخ وتجنب التداعيات المدمرة له مثل موجات الجفاف والحر والفيضانات وارتفاع منسوب المياه في البحار.
ويشارك في المؤتمر ممثلون عن كل دولة وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لعام 1992 أي 195 دولة والاتحاد الأوروبي، كما يشارك ممثلون عن جميع الجهات الفاعلة غير الحكومية (المنظمات الحكومية وغير الحكومية والمجالس المحلية والإقليمية والنقابات والعلماء والشباب).