أعلنت إيران، الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أنها ستجري تحاليل طبية للتأكد من أن سفيرها السابق في لبنان توفي اختناقاً خلال التدافع في منى قرب مكة المكرمة خلال موسم الحج بعد تصريحات متضاربة في هذا الشأن.
وكانت شكوك تلفّ قضية الدبلوماسي غضنفر ركن أبادي (49 عاماً) الذي قال مسؤولون إيرانيون قبل أسبوعين إنه على قيد الحياة ومحتجز كرهينة.
لكن إيران أكدت، أمس الخميس، العثور على جثمان ركن أبادي في السعودية، وأعيد الجثمان، الجمعة، إلى طهران في نعش لُفّ بالعلم الإيراني من أجل تشييعه.
وركن أبادي هو واحد من 464 إيرانياً قُتلوا خلال الحج في أسوأ مأساة في هذا الموسم في سبتمبر/أيلول الماضي، وقد لقي 2236 مصرعهم في حادث التدافع.
لكن الالتباس الذي أحاط بوفاته أدى إلى مزيد من التوتر بين الرياض وطهران، القوتين الكبريين في الشرق الأوسط اللتين تدعمان أطرافاً متعارضة في اليمن وسوريا وغيرهما.
وكان ركن أبادي حتى العام الماضي سفيراً لطهران في بيروت، وهو منصب بالغ الحساسية في لبنان نظراً لوجود حزب الله المدعوم من إيران والمتحالف في النزاع بسوريا مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي تطلب السعودية رحيله.
وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية نقلت عن شقيقه قوله إنه تم التعرف على جثمان ركن أبادي بتحليل الحمض النووي في السعودية، لكن سيجرى تحليل ثانٍ لمعرفة ما إذا كان لقي حتفه خلال التدافع.
وقال مرتضى ركن أبادي: "إذا جاءت نتيجة الفحوص في طهران مخالفة لما تقول السعودية من أن شقيقي توفي في حادث منى فسنحتج عبر المنتديات الدولية".
وأشار إلى شائعات حول وفاة أخيه تلت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها نائب وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان، الذي قال في 11 نوفمبر/تشرين الثاني إن "معلوماتنا تفيد بأنه مازال على قيد الحياة ونطلب من السعودية إعادته حياً".
وعندما أعلن أن ركن أبادي كان بين ضحايا التدافع في منى، نفت إيران معلومات نشرتها وسائل إعلام عربية بأنه سافر إلى السعودية باسم مستعار.
وأكد حسين جابري أنصاري، الناطق باسم الخارجية الإيرانية، الجمعة، أن تحاليل أخرى ستجرى لمعرفة سبب وفاة ركن أبادي، لكن يرجح أن تكون الوفاة حدثت لأسباب طبيعية.