أثارت "جهادية" روسية شابة غضباً بين أبناء جلدتها الذين دفنوا الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أول جندي لهم قتل في سوريا، وذلك بعد أن نشرت بوستات على أشهر شبكة اجتماعية في البلاد تدافع فيها عن هجمات باريس وإسقاط الطائرة فوق سيناء.
والدتها تبكي بينما كانت تشرح محاولة منع ابنتها من الانضمام لداعش
فاطمة دجافاروفا (20 عاماً)؛ الشابة الجميلة التي قررت على حين غرة أن تترك شغفها بالموضة والأزياء، لتلتحق بـ"جهادي" في سوريا وتصبح زوجته الرابعة بحسب ما أبلغته السلطات الروسية للوالدة المنكوبة.
بحسب الوالدة، فإن فاطمة بعد أن انتقلت للدراسة في جامعة "سورغوت" بسيبيريا، تعرّفت عن طريق الإنترنت على أحد الجهاديين في سوريا يدعى "عبد الله"، وسرعان ما أضحت الفتاة مغرمة به رغم محاولات الوالدة الحثيثة لثنيها عن الأمر، بحسب ما تحدثت به لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
فاطمة تمكنت فيما بعد من الهرب من الحصار الذي فرضته والدتها والالتحاق بزوجها المستقبلي في سوريا وبدأت تبث بوستات من "أرض الخلافة" في مدينة الرقة السورية، على أشهر شبكة اجتماعية في روسيا.
الترجمة: لرقة المدينة التي أحبها رغم وابل الصواريخ والقنابل
بوستات "الجهادية" الشابة كانت ستمر دون أن يلحظها أحد، لولا أن بلادها تخوض حرباً شرسة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا منذ نهاية أيلول/سبتمبر 2015.
فاطمة خلال حفلة موسيقية في مدرستها
ودفعت روسيا ثمناً باهظاً عندما تمكن فرع تنظيم داعش في مصر (ولاية سيناء) من تفجير طائرة روسية مليئة بالسياح في شبه جزيرة سيناء قبل نحو أسبوعين، وراح ضحيته 224 قتيلاً، وتلته بعد ذلك هجمات باريس التي خلفت 132 قتيلاً وعشرات الجرحى، ثم أخيراً مقتل طيار روسي على يد مسلحي المعارضة السورية بعد أن أسقطت تركيا طائرته لخرقها مجالها الجوي.
الترجمة: نعم، إنهم إخوتنا الذين أسقطوا الطائرة في سيناء، إنهم أخوتنا الذين قتلوا الجميع في باريس.
ولكن بسبب كل هذه التوترات علق العشرات من الروس على بوستات فاطمة ونعتوها بصفات عديدة ليس أقلها "داعرة داعش".
وكتب المعلقون الذين اكتشفوا فاطمة الآن رغم أن قصتها تعود لأشهر عديدة مضت، وقال أحدهم أسفل أحد بوستاتها: "حثالة سخيفة"، بينما أضاف آخر "ستموتين من الغضب" وتمنى ثالث أن تُقتل قائلاً "أتمنى لو أطلق النار بين عينيك".
شغف بالموضة والأزياء
شاكلا بوشكاريوفا (41 عاماً)، قالت لصحيفة دايلي ميل أنها حاولت بشتى الطرق الحيلولة دون فكرة هروب ابنتها إلى سوريا.
وتضيف "سأفقد صوابي إن هي شاركت في أعمال القتل. الموت أهون علي من أن أكون أماً لإرهابية."
وتقول الأم إن طفولة ابنتها كانت طبيعية وسعيدة وتمتعت بعلاقة دافئة معها رغم طلاقها من زوجها.
وتوضح "كانت تضج بالحياة وتبدي شغفاً بالموضة والأزياء، حيث كانت تفضل الأناقة في كل شيء والظهور بمظهر حسن دوماً".
وعبثاً حاولت الأم منع ابنتها من مغادرة البيت والبلاد والالتحاق بداعش في سوريا، حتى أنها مرة شدت وثاقها إلى المنزل لمنعها من ذلك.
تقول الأم "قالت لي: سيأتي إخوتنا ويقتلون أشباهكم أيها الكفار. سيجزون رؤوسكم بالسكاكين، ولن يهتز لي رمش أمام ذلك. عندها نظرت إلى ابنتي في إشفاق وأدركت أني لا أنظر إلى ابنتي بل إلى شبح."