سائحون روس يلجؤون إلى مضادات الاكتئاب بعد منعهم من تركيا وشرم الشيخ

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/25 الساعة 12:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/25 الساعة 12:23 بتوقيت غرينتش

حسمت الروسية ستيفانا ناومينكو من سانت بطرسبرغ أمرها وقررت أن تتصل مع عيادة طبيبها النفسي، لتحجز موعداً بهدف الحصول على مضادات الكآبة، فهي تعلم الآن جيداً أن هذا الشتاء سيكون مختلفاً تماماً بعد انقطعت الرحلات السياحية إلى مصر أولاً ثم تركيا ثانياً والمغرب الذي خرج منذ أمد من قائمة السياح الروس الذين يعدون من ذوي الدخل المحدود.

"سأبدأ بمراجعة الأخصائي النفسي" تقول ناومينكو التي كانت تنوي السفر إلى مصر قبل حادث تفجير الطائرة الروسية نهاية الشهر الماضي، وتضيف "لن يعوضني أي شيء عن أشعة الشمس الدافئة سوى مضادات الاكتئاب" بحسب ما ذكره موقع "يودنيوز" الروسي.

الاستلقاء على شاطئ رملي والاستمتاع بالشمس والطقس الدافئ والسباحة في البحر بسعر رخيص هو الجنة بالنسبة للروس الذين يعيشون في بلد يعتبر ثاني أبرد مكان على وجه الأرض.

لكن هذه الجنة التي يختصرها الروس بـ"شرم الشيخ"، باتت صعبة المنال بعد أن حُرموا منها على إثر توقف كل الرحلات الجوية الروسية إليها منذ 31 أكتوبر/تشرين الأول تاريخ سقوط الطائرة ومقتل 224 شخصاً.

العيادات النفسية أرخص

الروس الذين وجدوا خياراً آخر وإن كان أغلى ثمناً في تركيا، وقعوا بين نارين بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية التركية مقاتلة روسية اخترقت مجالها الجوي، ما دفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى الطلب من مواطنيه بعدم الذهاب إلى تركيا.

الآن بعد تقلص الخيارات أمام السياح الروس ذوي الدخل المحدود الذين لا تتجاوز رواتبهم الشهرية 700 دولار، سيجد الكثير منهم أنفسهم في العيادات النفسية لتلقي مضادات الكآبة من الشتاء الطويل والقاسي الذي سيواجهونه هذا العام.

ماريا بادون، الباحثة في أحد معاهد علم النفس المختص بـ"التوتر بعد الصدمة"، تقول إن "الشتاء سيكون صعباً جداً ولن يتحمله الروس وسيكون سبباً في انتشار الكآبة على مستوى واسع".

وخاصة أن مناطق في روسيا قد تصل درجة حرارتها إلى 82 درجة تحت الصفر، ولا ترى الشمس إلا شهرين في العام، وهو أمر يستدعي إلى الكآبة!

إن "أغلب الروس لن يكون باستطاعتهم السفر خارج روسيا خلال الأشهر القادمة" كما يرى أرتور موراديان الرئيس التنفيذي لشركة سياحية SpaceTravell والسبب أنهم بحاجة "للادخار من أجل السفر برحلات طويلة أغلى ثمناً " على حدّ قوله.

مصر.. تمدّني بالقوة

مصر وبالتحديد الغردقة كانت تعتبر الوجهة الأكثر شعبية بالنسبة للروس، بسبب انتشار فنادق ذات شهرة عالمية وبأسعار أقل بكثير من مثيلاتها في دول أخرى، لذلك كان يسافر إليها كل من الشاب والمسن والفقير والغني ومحب الاسترخاء كما توضح لاريسا أخونوفا، مديرة العلاقات العامة في شركة تيز تور السياحية.

تمارا إرمين وهي من موسكو تقول إنها سافرت لمختلف بلدان العالم، ولكن تبقى مصر وجهة مفضلة بالنسبة إليها وخاصة أن "قضاء شهر كامل في أحد المنتجعات لن يكلفها أكثر من 800 دولار".

"الفواكه الطازجة والجو الدافئ كفيلان بشعوري بالراحة وإمدادي بالقوة" توضح تمارا وتضيف "مصر كانت بالنسبة لي هواية ومحطة مهمة ضمن محطات سفري".

القطار أو الباص هما الحل

أن يتم حظر الرحلات الجوية إلى مصر لا يعني عدم السفر إليها كما ترى غليب سيرجيان الروسية من مدينة نوفوسيبيرسك فهي "وجدت وسيلة النقل البديلة".

طريق السفر الذي سوف تنطلق منه سيرجيان الشهر القادم نحو مصر تبدأ بالقطار صوب صوفيا، وهناك تركب الباص إلى إسطنبول التركية ومنها إلى مصر.

"خوض مغامرة الغوص والسباحة بين الشعاب المرجانية يستحق" توضح غليب حتى لو اضطرها الأمر "السفر إلى مصر سيراً على الأقدام" على حد تعبيرها وخاصة أنها اعتادت على هذه البقعة من الأرض على مدى 12 عاماً الماضية.

الروس في خطر بتركيا

تركيا المعروفة بمدنها الساحلية كأنطاليا وبودروم كانت على خارطة السياحة الروسية أيضاً على الرغم من أن الفنادق هناك أغلى ثمناً من فنادق مصر ولكنها من وجهة نظرهم أرخص من جزر بمناطق أخرى.

ديمتر غورين رئيس رابطة منظمي الرحلات السياحية في روسيا يقول إن "تكاليف السفر زادت بحوالي 10% إلى تركيا بعد سقوط الطائرة في سيناء، ولكن ذلك كان قبل أن يحذر الرئيس الروسي فلاديميير بوتين الروس من السفر إلى تركيا.

بوتين أشار في تصريحات نقلها التلفزيون الى أن هذا تحذير للمواطنين من السفر إلى تركيا التي تعد إحدى الوجهات السياحية للروس، إجراء ضروري بعد ما سمّاها وقائع مفجعة، في إشارة إلى تدمير الطائرة ومقتل الطيار.

وأضاف "بعد ما حصل بالأمس لا يمكننا استبعاد حوادث أخرى، وإذا وقعت، سيكون علينا الرد، إن مواطنينا الذين يتواجدون في تركيا قد يجدون أنفسهم في خطر".

مع العلم أنه زار أكثر من 3 ملايين سائح روسي تركيا عام 2014، ثاني أكبر مجموعة من السياح الأجانب بعد الألمان.

"الآن لن أستطيع حمل طفلي والسباحة معاً في المياه الدافئة" تقول أولغا شرتي السيدة الروسية وأم لولدين، وتضيف "أخشى أن ينعكس ذلك سلباً على صحتهما" بحسب ما قالته لموقع "يود نيوز" الروسي.

أولغا والتي لا يزيد دخلها الشهري عن 50 ألف روبل أي ما يعادل 750 دولاراً شهرياً، كانت تسافر مرتين سنوياً إلى الغردقة تقضي إجازتها هناك لأنها "لا تستطيع احتمال البقاء في فصل الشتاء البارد فترة طويلة" بالإضافة إلى التكاليف "الرخيصة" في الفنادق المصرية والتي تتأمل أولغا أن تستطيع السفر مجدداً إليها بالفترة القادمة.

تحميل المزيد