أوباما: نهج بوتين غير المبالي تجاه ضحايا غارات مقاتلاته بسوريا يقلل فرص التعاون معه

أعلن السفير الروسي في باريس ألكسندر أورلوف، الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أن بلاده على استعداد لتشكيل "هيئة أركان مشتركة" ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فيما أعرب التحالف الذي تقوده أميركا عن صعوبة تحقيق تقارب مع موسكو بسبب الإصرار الروسي على استهداف المدنيين والمعارضة المعتدلة.

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/25 الساعة 05:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/25 الساعة 05:14 بتوقيت غرينتش

أعلن السفير الروسي في باريس ألكسندر أورلوف، الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أن بلاده على استعداد لتشكيل "هيئة أركان مشتركة" ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فيما أعرب التحالف الذي تقوده أميركا عن صعوبة تحقيق تقارب مع موسكو بسبب الإصرار الروسي على استهداف المدنيين والمعارضة المعتدلة.

وقال أورلوف متحدثاً لإذاعة "أوروبا 1" الفرنسية: "إننا مستعدون للتخطيط معاً لضربات على مواقع داعش ولتشكيل هيئة أركان مشتركة من أجل ذلك مع فرنسا وأميركا وكل الدول الراغبة في المشاركة في هذا الائتلاف".

وأضاف "إن كان الأتراك يرغبون في ذلك أيضاً فإننا نرحب بهم".

صعوبات في التقارب مع روسيا

غير أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب، الثلاثاء، بعد محادثات أجراها مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في البيت الأبيض، عن تحفظات شديدة حيال إمكانية التعاون مع روسيا ما يحد من فرص تشكيل "ائتلاف" كبير يضم موسكو.

وحذر أوباما بوضوح من أن التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون "في غاية الصعوبة" طالما أنه ليس هناك "تغيير استراتيجي" في موقفه حيال الملف السوري.

وقال إن كانت أولوية روسيا "مهاجمة المعارضة المعتدلة التي يمكن أن تكون جزءاً من حكومة سورية مقبلة، فإن روسيا لن تحظى بدعم ائتلافنا".

وأضاف "على روسيا أن تتحول من التركيز على دعم الرئيس بشار الأسد لإعادة توجيه ضرباتها الجوية بعيداً عن المعارضة المعتدلة والتركيز على تنظيم الدولة الإسلامية".

وتأخذ واشنطن وباريس على روسيا تركيز غاراتها على المعارضة السورية المعتدلة وليس على مواقع "داعش" ودعمها للرئيس بشار الأسد.

ويكثف هولاند هذا الأسبوع الاتصالات على أعلى مستوى؛ سعياً لتشكيل "ائتلاف" كبير ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي تبنى اعتداءات باريس في 13 نوفمبر، أسفرت عن 130 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً.

الأمل يتراجع

وتراجع الأمل في تشكيل مثل هذا الائتلاف، الثلاثاء، حين أسقطت طائرات تابعة لتركيا، الدولة العضو في الحلف الأطلسي، مقاتلة روسية قرب الحدود السورية.

وقُتل طيار روسي في هذا الحادث الخطير، فيما نجا الطيار الثاني وبات لدى الجيش السوري، بحسب أورلوف.

وقال أورلوف بهذا الشأن، إن الطيار الثاني "تمكّن من الفرار، وبحسب آخر المعلومات فقد عثر عليه الجيش السوري وسينقل إلى القاعدة الجوية الروسية".

خسائر كبيرة بين المدنيين

مسؤولون أميركيون أكدوا أيضاً أن وجود تقارير عن وقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين جراء حملة القصف الروسي في سوريا من الأسباب الرئيسية التي تجعل من المستبعد أن تنسّق واشنطن مع موسكو غاراتها على أهداف تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك رغم أن الرئيس باراك أوباما ترك الباب مفتوحاً، أمس الثلاثاء، أمام إمكانية التعاون العسكري مع الكرملين.

مسؤولون أميركيون قالوا لرويترز إن ثمة عوائق أمام المشاركة الروسية في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويتألف من نحو 60 دولة ويوجه ضرباته للتنظيم في سوريا والعراق.

ويشعر المسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الدفاع "البنتاغون" بالقلق بشأن تقارير واسعة النطاق عن تزايد الخسائر البشرية بين المدنيين جراء الضربات الجوية الروسية، رغم أن ما لقيته هذه المسألة من اهتمام عام أقل بكثير من الاهتمام الذي أثاره استخدام حكومة الرئيس الأسد للبراميل المتفجرة ضد المدنيين العزل.

قلق من الخسائر البشرية

وقال المسؤولون الأميركيون – الذين رفضوا ذكر أسمائهم – إنهم لا يختلفون فيما يقوله نشطاء حقوق الإنسان السوريون من أن القنابل والصواريخ الروسية أصابت مساجد ومستشفيات ومنشآت مدنية لخدمات البنية التحتية، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى.

وقال الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم التحالف الذي يعمل من بغداد، إن الجيش الأميركي يعتقد أن التقديرات الخاصة من جانب جماعات غير حكومية عن أعداد القتلى من المدنيين "دقيقة نوعاً ما".

مقتل 400 مدني

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير، صدر يوم 20 نوفمبر، إن 403 مدنيين على الأقل، من بينهم أكثر من 160 امرأة وطفلاً، لقوا حتفهم في الغارات الجوية الروسية. ولدى منظمات أخرى تقديرات مختلفة.

وقال وارن عن الغارات الروسية: "هذا عمل عسكري ينمّ عن إهمال. هذا هو النهج الطائش غير المسؤول وغير الدقيق وبصراحة غير المبالي الذي أخذه الروس إزاء العمليات في سوريا".

وتقدر الأمم المتحدة أن حوالي 250 ألف شخص قتلوا في الحرب الأهلية السورية، وأن 11 مليوناً نزحوا عن بيوتهم، من بينهم أكثر من أربعة ملايين فروا إلى خارج البلاد.

ولدى الإدارة الأميركية هواجس أخرى في ما يتعلق بتوثيق التعاون العسكري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي دعا إلى تنسيق الضربات الجوية مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

تحميل المزيد