طلاب جامعة عدن يعيشون أزمة الخوف من “داعش” واليأس من مستقبلهم العلمي

يعيش طلاب الجامعة في مدينة عدن اليمنية وسط أزمات متواصلة، بداية من الحرب الدائرة في البلاد والتي تسببت في دمار مباني الكليات، وحتى وصل الأمر إلى الخوف من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وانتهاء بإعصار "تشابالا" الذي ضرب البلاد وخلف خسائر جسيمة.

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/22 الساعة 09:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/22 الساعة 09:56 بتوقيت غرينتش

يعيش طلاب الجامعة في مدينة عدن اليمنية وسط أزمات متواصلة، بداية من الحرب الدائرة في البلاد والتي تسببت في دمار مباني الكليات، وحتى وصل الأمر إلى الخوف من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وانتهاء بإعصار "تشابالا" الذي ضرب البلاد وخلف خسائر جسيمة.

"عربي بوست" تجولت داخل أروقة جامعة عدن وتحدثت إلى الطلاب اليمنيين وسمعت منهم عن معاناتهم ومشاكلهم.

خوف ويأس

طيلة الأشهر الـ7 الماضية ومحمد علي مشغول البال بدراسته الجامعية التي توقفت بسبب الصراع الدائر في محافظة عدن تلك الفترة، وما إن بدأ القبول والتسجيل في كلية الهندسة في جامعة عدن مع مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، حتى كان أول المسجلين.

محمد في حديثه لـ"عربي بوست"، قال "إن اليأس من استكمال دراستي الجامعية كان قد بدأ يقضي على آمالي التعليمية، ولا سيما أن أغلب الجامعات اليمنية مغلقة أبوابها ولحقها جزء من الدمار، لكن باب التسجيل كان بمثابة عمر جديد أُهدي إلي لأستغله في التعلم".

أما محفوظ نجيب، الذي يدرس في قسم الإعلام بكلية الآداب، فكان متخوفاً في الأيام الأولى لإعلان جامعة عدن فتح التسجيل للعام الدراسي الجديد، بسبب الحرب التي دارت في المدينة بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي وجماعة أنصار الله الحوثي، والألغام التي زرعها الأخير قبل انسحابهم من المدينة في الكثير من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، بما فيها جامعة عدن، "التي حولوها إلى مخازن لأسلحتهم".

فصل الذكور عن الإناث

"أختي المسلمة لا تختلطي بالذكور من الطلبة لأن الشيطان سيلعب بكم، ويقودكم إلى ارتكاب الخطيئة والعلاقات المحرمة"، هكذا كُتب في ملصقات علقها تنظيم "داعش" على حوائط كلية العلوم بجامعة "ولاية عدن"، كما يسميها.

وتفاجأت الطالبة مها، التي تدرس في الكلية، بطلبهم، لتفكر في ترك الدراسة، "لأن ما طلبوه يستحيل أن يتحقق في ليلة وضحاها، فضلاً عن أنه بإمكان عناصر التنظيم أن تنفذ عمليات انتحارية ضدنا"، حسب تعبيرها.

وتتساءل مها يومياً وهي خائفة عما إن "كنا سنرى تفجيرات أو مذابح لداعش التي لا تستنفذ كثيراً من الوقت في التحاور للتنازل عن مطالبها كالعادة".

وأكد رئيس جامعة عدن الدكتور حسين باسلامه أن هناك مسلحين شباباً زاروه في مكتبه بالجامعة عدة مرات، وطلبوا منه فصل الطلاب عن الطالبات في القاعات الدراسية.

وأضاف إنهم "لم يقبلوا أي نقاش، مستدلين ببضع آيات قرآنية وأحاديث لا ندري ما علاقتها بالموضوع، ولم أحاول مناقشتهم كثيراً أو مجادلتهم فعقلياتهم لم تنضج بعد".

وزاد رئيس الجامعة في حديثه مفيداً بأنه أخذ الشبان إلى الأقسام الدراسية، "وشرحنا لهم أنه رغم كونهم في نفس الحجرة، غير أن كراسي الطالبات بعيدة عن كراسي الطلاب".

الأمن

مدير أمن عدن، العميد محمد مساعد، تحدث لـ"هافنغتون بوست عربي" عن تواجد "داعش" في عدن قائلاً إن " إن عناصره قليلون في المنطقة، ومتخفون ويعملون كالخفافيش في الظلام".

وعن تهديدهم للجامعة، قال "وفرنا 10 عربات عسكرية لحماية جامعة عدن وكلياتها من أي تهديدات، وصد أي عدوان من قبل الجماعات الدينية، وسنتعامل معهم بكل قوة".

واقع الجامعة

صابرين، الطالبة في كلية الطب والعلوم الصحية، تقول إن أهم شيء في حياتها أن يكون هناك دراسة بلا توقف لكي لا تذهب سنة من عمرها هباء، "فلا تهمها الظروف التي تكون فيها".

وأبدت صابرين استعدادها للدراسة في الخيام كما يفعل الطلاب والطالبات في بعض الكليات الريفية التابعة لجامعة عدن، والتي تدمرت بشكل كامل.

وقال رئيس جامعة عدن إنه "كان لا بد من استئناف الدراسة، فالطلاب جلسوا في منازلهم بلا تعليم فترة طويلة من الزمن، ولاسيما أن الحرب قد انتهت في مدينة عدن أخيراً، وكنا قد استأنفنا قبل البدء بالتسجيل في شهر أكتوبر استكمال دراسة الفصل التعويضي الثاني".

وعن التدمير الذي لحق بالجامعة، أوضح أنه تم تصنيفه إلى 3 أنواع، فهناك تدمير كلي شلَّ عمل بعض كليات الجامعة مثل كلية التربية في محافظة الضالع جنوب اليمن والتابعة لجامعة عدن، حيث "استبدلناها بخيام يتم التدريس فيها".

النوع الثاني هو تدمير متوسط أصاب الجامعة في أجزاء من قاعاتها وكلياتها يعني تدمير جزئي.

أما النوع الثالث فهو التدمير الذي أصاب المعدات فقط، مما سبب في نقصها، "فكانت أولى الإجراءات التي تم اتخاذها إصلاح أبواب ونوافذ القاعات المدمرة جزئياً، واستجماع الكراسي".

تحميل المزيد