"كنت جالساً في منزلي مع عائلتي، كان الهدوء يطغى على المكان، لم تكن إلا لحظات حتى اخترق ذلك الصمت صوت انفجار قوي"، هذا ما قاله مازن مالك صاحب بيت قريب من المنزل الذي قتل فيه الجهادي جون "جلاد داعش" في الرقة السورية، فجر الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
مقتل جون فرح به أهالي الرقة، لكنهم في الوقت ذاته واجهوا حملة من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي قرر إلى جانب قطع الاتصالات والإنترنت عن المدينة حرمان الأهالي من مشاهدة التلفزيون ومصادرته من جميع المحلات في المدينة، بدافع أنه ينقل "أخبار الكفار".
مازن وصف لـ"عربي بوست" لحظة وقوع الانفجار ومقتل جون قائلاً إن "المكان بأكمله اهتز خلال الضربة التي استهدفت المنطقة، وتكسر زجاج المنزل وعلى الفور انتشرت عناصر من التنظيم في المكان".
خرج مازن مهرولاً إلى مكان الانفجار بدافع الفضول، على حد قوله، ووجد عناصر من التنظيم يصرخون ويطلقون النار بالهواء لتفريق المجتمعين، ومنهم من يحاول إطفاء 3 سيارات اشتعلت نتيجة التفجير.
"أخي أخي استشهد جون.. استشهد جون بغارات الصليبيين.. الله أكبر"، ليعيد عنصر آخر على جهاز اللاسلكي قوله: "كرر أخي كرر"، هي العبارات التي سمعها مازن، والتي "أكدت أن الذي قتل هو السفاح جون"، على حد قوله.
ويضيف مازن "قام عناصر من التنظيم بمنع أي أحد من الاقتراب، وأمروني بالعودة إلى المنزل وإغلاق الباب".
لم يكن كأي خبر يسمعه أهالي الرقة شمال سوريا، فقد شعروا بفرح كبير فور إعلان المتحدث باسم قوات التحالف مقتل "الجهادي جون" خلال غارة جوية فجر الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
"الجهادي جون"، وهو بريطاني ينتمي إلى "داعش" كان قد ظهر في تسجيلات فيديو لإعدام رهائن، السبب الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام العالمية لقب الجلاد جون.
منع مشاهدة التلفاز!
وما أن بدأ خبر مقتل "الجهادي جون" ينتشر عبر محطات التلفزيون، حتى بدأت عناصر من "الحسبة" بالتجول على المحلات في سوق الرقة الشعبي مهددة كل من يشاهد التلفاز بمصادرته، وكان مبررها في ذلك "أنه يعرض كلام الكفار ولا يجب مشاهدته"، وبالفعل تمت مصادرة عدد من الأجهزة من المحلات والمنازل.
أبورغد، وهو الاسم الذي اختاره خلال حديثه مع "عربي بوست" خوفاً من أن يكتشف التنظيم هويته، قال إن "صدمتي الكبيرة كانت عندما دخل إلى المحل أحد عناصر الحسبة وطلب مني إطفاء التلفاز، ولم يكتف بذلك بل أيضاً أمرني بعدم وضعه في المحل".
وعلى الرغم من أن أبورغد، وهو رجل بسيط في ملابسه وحديثه، لم يكن على دراية بأن "الجهادي جون" يقطن في الرقة، إلا أنه "شعر بفرح كبير لخبر مقتله لِمَ قام به من عمليات قتل وإعدامات"، على حدّ قوله.
"عين الشيطان" بهاتين الكلمتين يصف عناصر داعش التلفاز، وقد بدأت بالآونة الأخيرة وتحديداً بعد مقتل جلاد داعش حملة تهديدات بمصادرة جميع أجهزة التلفاز في المدينة صلة الوصل الوحيدة بين القاطنين هناك والعالم الخارجي وخاصة مع انقطاع الاتصالات الهاتفية.