أعلنت فرنسا مقتل الجهادي البلجيكي عبد الحميد أباعود الذي يشتبه بأنه مدبر أعنف اعتداءات في تاريخ البلاد وكان ضالعاً في 4 اعتداءات أحبطت في فرنسا منذ الربيع.
وأعربت الحكومة الفرنسية بعد 6 أيام على مجزرة باريس عن ارتياحها لتصفية أباعود الوجه البارز في تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) في عملية ضخمة نفذتها الشرطة الفرنسية غير أن وجوده في قلب أوروبا دون أن يتم رصده، يكشف عن ثغرات في عمل أجهزة الاستخبارات في القارة.
لم يكن في سوريا
وقام 110 عناصر من قوات النخبة في الشرطة الفرنسية الأربعاء 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 بالهجوم على شقة في ضاحية سان دوني شمال باريس إثر شهادة أفادت عن وجود عبد الحميد أباعود في فرنسا في حين كان يعتقد أنه في سوريا.
وأكد مدعي عام باريس فرنسوا مولانس المكلف بالتحقيق في بيان "التعرف رسمياً" على جثته التي تحمل "آثار رصاص كثيف" بفضل البصمات.
ويعتبر الجهادي البالغ من العمر 28 عاماً والمعروف بكنية أبي عمر البلجيكي مدبر أو ملهم الاعتداءات التي أوقعت 129 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً مساء الجمعة في باريس وضاحيتها وتبناها "داعش".
ليست المرة الأولى
ولم تكن هذه أول مرة يتحرك فيها إذ أعلن وزير الداخلية برنار كازنوف أن "أباعود كان ضالعاً في 4 من أصل 6 اعتداءات تم إحباطها في فرنسا منذ الربيع وقد تأكد ضلوعه بصورة خاصة في مخطط للاعتداء على كنيسة في منطقة فيلجويف بجنوب باريس في أبريل /نيسان كما أنه قد يكون ضالعاً في الهجوم الفاشل على قطار تاليس في أغسطس/ آب".
من جهته قال وزير الداخلية الإسبانية خورخي فرنانديز دياث الخميس 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 أن أباعود حاول عبر شبكات التواصل تجنيد أشخاص في إسبانيا وخصوصاً نساء للانضمام إلى داعش مشيراً إلى أن "داعش تتخصص مؤخراً في تجنيد النساء".
كيف عاد إلى أوروبا؟
ويطرح حالياً السؤال لمعرفة كيف تمكن هذا الجهادي الصادرة بحقه مذكرة توقيف أوروبية ودولية من العودة إلى أوروبا والتنقل فيها والدخول خصوصاً إلى فرنسا.
وقال كازنوف بهذا الصدد "لم نتلق أي معلومات من دول أوروبية قد يكون انتقل عبرها قبل الوصول إلى فرنسا، توحي بأنه تنقل في أوروبا ووصل إلى فرنسا" وعشية اجتماع طارئ لوزراء الداخلية الأوروبيين في بروكسل دعا أوروبا إلى "تدارك الأمر وتنظيم صفوفها والدفاع عن نفسها في وجه الخطر الإرهابي".
كذلك طالب رئيس الوزراء مانويل فالس مجدداً الخميس بإقرار السجل الأوروبي لركاب الرحلات الجوية من أجل "ضمان إمكانية تتبع التنقلات".
وبعد التعرف على جثة أباعود يعمل المحققون الآن على التعرف على جثة شخص آخر قتل في الشقة في سان دوني ويعتقد الشرطيون الذين نفذوا العملية أنها جثة انتحارية فجرت سترة ناسفة كانت ترتديها.