تراجع فرص البدء في مرحلة انتقالية بسوريا بسبب ملفي “الإرهاب والأسد”

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/19 الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/19 الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش

تتضاءل الآمال ببدء عملية انتقال سياسي في سوريا وفق مقررات فيينا بعد تشكيك الرئيس السوري بشار الأسد بالجدول الزمني المقترح لإجراء انتخابات وإصرار الرئيس الأميركي باراك أوباما على رحيل بشار الأسد لإنهاء النزاع المستمر منذ نحو خمس سنوات.

واعتبر الأسد في مقابلة مع محطة التلفزيون الايطالية الرسمية "راي" الأربعاء 18 نوفمبر/ تشرين الثاني أن الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية "يبدأ بعد إلحاق الهزيمة بالإرهاب" مضيفاً "قبل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني، لأنه لا يمكن أن تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الإرهابيون على العديد من المناطق في سوريا".

مكافحة الإرهاب أولا

ورأى الأسد أنه بمجرد تسوية هذه المسألة فإن "عاماً ونصف العام أو عامين ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية".

واتفقت الدول المشاركة في محادثات فيينا السبت، وبينها روسيا وإيران والولايات المتحدة، على جدول زمني ينص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال 6 أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً، على أن يعقد لقاء بين ممثلين عن النظام والمعارضة بحلول الأول من يناير/ كانون الثاني.

ويكرر الأسد في الأشهر الأخيرة تمسكه بأولوية "مكافحة الإرهاب" قبل الشروع في أي حل سياسي للنزاع الذي تشهده سوريا منذ منتصف آذار/ مارس 2011.

ويقول رئيس تحرير صحيفة الوطن السورية القريبة من دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية "الرئيس السوري هو أكثر واقعية من إعلان جنيف لأنه من غير الممكن أو من المستحيل لأي حكومة، حتى من وجهة نظر إدارية، تنظيم أي انتخابات في حين يسيطر الإرهابيون على مناطق بأكملها".

ويسأل "هل بالإمكان تخيل انتخابات في الرقة أو دير الزور؟" في إشارة إلى معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال وشرق سوريا.

ويضيف "علينا أولاً القضاء على هذه الآفة وأن تستعيد الدولة حضورها على كامل أراضيها قبل الشروع في العد العكسي للانتخابات".

عقدة الأسد

وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) السبت الاعتداءات الدامية التي شهدتها باريس الجمعة وأودت بحياة 129 قتيلاً.

كما أعلن الأربعاء عبر مجلته الإلكترونية "دابق" أنه أسقط بقنبلة الطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء في 31 تشرين الأول/ أكتوبر، وقضى فيها 224 شخصاً.

وأدت هذه الاعتداءات إلى تسريع المحادثات من أجل التوصل إلى حل للنزاع السوري على الرغم من الخلاف المستمر حول مصير الأسد.

وأدى إصرار الأسد على البقاء في السلطة إلى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا من جهة وروسيا من جهة ثانية.

وقال الرئيس الأميركي الخميس "لا يمكنني أن أتصور وضعاً يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة".

وتأتي تعليقات أوباما بعد أيام على لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وظهور بوادر الاقتراب من اتفاق بين الطرفين.

وشدد أوباما من مانيلا على أن السوريين لن يقبلوا ببقاء الأسد في السلطة. وأضاف "حتى لو وافقت على ذلك، لا أعتقد أن هذا الأمر سينجح".

وفي مؤشر على استمرار التباين حول مستقبل الأسد، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس في مقابلة مع إذاعة روسيا "نحن مستعدون لتعاون عملي مع دول الائتلاف وللعمل معها لتحديد الشروط التي ستحترم على وجه التأكيد سيادة سوريا والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية".

تطورات ميدانية

ميدانياً، قتل 12 شخصاً وأصيب سبعون آخرون جراء غارات جوية لقوات النظام على مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في المقابل، أصيب 16 شخصاً بجروح جراء سقوط قذائف مصدرها مواقع الفصائل على أحياء المزرعة والزبلطاني والعدوي في دمشق.

ويأتي القصف المتبادل بعد الإعلان في وقت متأخر من ليل أمس عن مفاوضات بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق بهدف التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار.

وعلى رغم التصعيد الميداني، قال مصدر أمني سوري أن "فرصة التسوية لم تنته بعد، لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة النتائج".

وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في وقت سابق الخميس استمرار الاتصالات بين الطرفين في محاولة للتوصل إلى اتفاق.

وأعلنت كل من موسكو وواشنطن في الأيام الأخيرة استهدافها صهاريج نفط في مناطق سيطرة الجهاديين في شمال وشرق سوريا، في إطار المساعي للقضاء على مصادر تمويل تنظيم الدولة الإسلامية.

تحميل المزيد