الدمشقيون يفشلون في ضبط إيقاع حياتهم على حركة الدولار.. والمتهم البنك المركزي

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/19 الساعة 12:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/19 الساعة 12:40 بتوقيت غرينتش

لم تستفد "رولا حلاوة" شيئاً من انتظار قدوم الشهر الحالي لشراء الموبايل الذي تحتاجه، فالسعر الذي ذكره لها البائع في الشهر الفائت تغيّر مرة أخرى ولم يتغيّر معه راتبها، والمبلغ الذي ادخرته لتأمين ما كان ينقصها من احتياجات، لم يسعفها هذه المرة أيضاً، لأن الأسعار ارتفعت والحجة كما العادة ارتفاع الدولار.

تُؤكد "حلاوة"، وهي موظفة في إحدى الشركات الخاصة، أن الصعود المفاجئ الجديد الذي أصاب الدولار أخيراً والذي وصل لحوالي الـ 380 ليرة تسبب في قفزة جديدة للأسعار، وأضافت حلاوة لـ"عربي بوست" أن "الطامة الكبرى في الأسواق السورية ليست الدولار وحده وإنما عدم توحيد الأسعار فأي منتج وإن كان مُصنعاً محلياً لا يمكن تحديد سعره اليوم، وهو يختلف ما بين محل وآخر في المنطقة نفسها، وهذا ما يسبب أزمة كبيرة في حياة الناس".

علبة الحليب من 50 إلى 400 ليرة سورية

كلما ارتفع الدولار ارتفعت معه الأسعار وخاصة تلك المرتبطة بالاستيراد، كالتقنيات والمشروبات وهو ارتفاع غير موحد يختلف من سلعة لأخرى.

الحليب المستورد هو أكثر ما شكل أزمة عند أهالي دمشق كما يرى فادي الشيخ أحمد، أحد أهالي منطقة المهاجرين، ويوضح "وصل سعر علبة الحليب الواحدة سعة الليتر لحدود 400 ليرة سورية وهو رقم غير مقبول بالنسبة للدخل السوري، خاصة في الوقت الذي لم يكن يتعدى سعرها 50 ليرة سورية قبل الأزمة".

الدولار الواحد يساوي 375 ليرة

وسجل الدولار الأميركي قفزة جديدة في الأسواق السورية منذ حوالي الأسبوعين مرتفعاً حوالي 30 ليرة ليصل إلى 375 ليرة ليُعيد بذلك حالة القلق من جديد للشارع السوري والاقتصاد المحلي.

حاكم مصرف سوريا المركزي د. أديب ميالة أعلن عن بدء حملة موسعة غير محددة المدة لزيادة معروض القطع الأجنبي في السوق ببيع شركات ومكاتب الصرافة كافة الطلبات المقدمة من قبلها لشراء القطع الأجنبي بسعر 365 ليرة سورية للدولار.

وفي الوقت الذي توجه أصابع الاتهام للبائعين لقيامهم بالتلاعب بالأسعار، يدافع التجار عن أنفسهم بالتأكيد على أن الأزمة على الجميع وهم متضررون مثلهم مثل الزبون، ويشير عبد الله الدهان أن "الأرباح لم تعد كما كانت، وخاصة أن حركة البيع تراجعت".

عبد الله وهو بائع ملابس أضاف لـ"عربي بوست" أن "بداية كل موسم نشتري بسعر معين للدولار ونحدد الأسعار بالليرة السورية مع زيادة متوقعة 10 ليرات، الأمر الذي يتغير مع ارتفاع الدولار، ولكن المشكلة أن الزبون اعتاد على الشراء بسعر معين ولا يتقبل رفعها".

البضائع وبشكل خاص الملابس كانت أكثر بكثير عما هي عليه اليوم، والسبب كما يوضح عبد الله تعود إلى "المعامل التي لم تعد تعمل بطاقتها الإنتاجية السابقة من جهة، ولصعوبة الاستيراد من جهة أخرى".

استغلال تجار السوق السوداء.. مستمر!

خبير اقتصادي، فضل عدم ذكر اسمه، قال لـ"عربي بوست" إن "الناس قلقون بسبب الدور السلبي الذي يمارسه تجار السوق السوداء ممن يستغلون هذه النقطة، ويشجعون الناس على شراء الدولار وعدم الادخار بالعملة المحلية".

وانتقد الخبير سياسات المصرف المركزي، وبيّن أن الأخير يعلن دائماً نيته التدخل لكنه لا يتدخل، لأن تأثيره على الفعاليات الاقتصادية العاملة بمجال العملات بات محدوداً.

إن تغير الأسعار وارتفاعها مباشرة مع كل زيادة دولار فيه "مبالغة وخطأ في التسعير على الدولار، فرغم وجود علاقة ما بين سعر الدولار وقيمة العملة لكن التجار يستغلون الأمر بشكل عشوائي ولغايات شخصية" على حدّ قول الخبير.

ما يزيد الأمور سوءاً وبعيداً عن سياسة العرض والطلب، كما يرى الخبير "توجه قوى المعارضة في بعض المناطق السورية لفرض عملات أخرى غير العملة المحلية السورية ومحاربة من يستخدمها للضغط على الأخيرة وإضعافها، يضاف إليها موجة الهجرة وما يتبعها من حراك محموم لشراء العملات الأجنبية".

تحميل المزيد