اعتقلت الشرطة البريطانية الخميس 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 مواطناً ليبياً بتهمة التآمر على قتل شرطية بريطانية لقت حتفها في لندن أمام السفارة الليبية عام 1984.
وذكرت شرطة سكوتلانديارد للمرة الأولى أنها تعتقد أن الشرطية البريطانية تمت تصفيتها في لندن ضمن مؤامرة تم تدبيرها في ليبيا خلال فترة حكم العقيد معمر القذافي، وفق ما نشره موقع دايلي بيست.
وكان قد تم إلقاء القبض على شخص ليبي في الخمسينيات من عمره بجنوب شرقي إنكلترا الخميس 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بتهمة التآمر على قتل إيفون فليتشر، الشرطية البريطانية البالغة من العمر 25 عاماً.
كما تم اعتقال شخصين آخرين يرتبطان بذات القضية –رجل وامرأة – بتهمة غسيل الأموال.
وجرت عمليات الاعتقال في وقت ذكرت فيه سكوتلانديارد أنها كشفت النقاب عن العمليات الخارجية "سيئة السمعة لنظام القذافي"، بما يمكن أن يؤدي إلى تحديد هوية العقل المدبر وراء تفجير لوكيربي، بالإضافة إلى المؤامرة التي أدت إلى عمليات إطلاق النيران في شوارع لندن عام 1984.
وكانت فليتشر لقت حتفها في ميدان "سانت جيمس" بوسط لندن خلال احتجاجات خارج السفارة الليبية. وقد تعرض عشرة من المحتجين المناهضين لنظام القذافي أيضاً لإصابات من جراء إطلاق النار.
تحريات
وبعد انقضاء التحريات التي دامت على مدار 31 عاماً، يقول ضباط مكافحة الإرهاب أنهم توصلوا أخيراً إلى أدلة تشير إلى أن الاعتداءات تم التخطيط لها في طرابلس.
ووفقاً لاسكوتلانديارد، تم إطلاق النيران صوب المتظاهرين من داخل السفارة الليبية صباح 17 أبريل/ نيسان 1984.
وأشارت تقارير صدرت خلال الثمانينيات إلى أنه قد تم إعدام الرجل الذي أطلق النيران لدى عودته إلى ليبيا؛ ومع ذلك، ترى الشرطة أن جريمة القتل كانت بإيعاز من الدولة.
حادثة مقتل الشرطية البريطانية سبقت حادث إسقاط طائرة بان آم 103 فوق لوكيربي بأسكتلندا بأربع سنوات، وهو الحادث الذي أودى بحياة 270 شخصاً.
وذكر رئيس شعبة مكافحة الإرهاب بسكوتلانديارد رتشارد والتون أن سقوط نظام القذافي في ليبيا قد سمح لهم بالتأكد من أن المؤامرة التي يُعتقد أنها تضمنت حشد أنصار القذافي خارج السفارة، كانت جزءاً من عملية "الكلاب الضالة" التي تم تدبيرها في طرابلس.
ووصف والتون مقتل فليتشر بقوله "يظل يوم مقتل إيفون أحد أكثر الأيام المحزنة والحالكة في تاريخ الشرطة البريطانية. لم نفقد إصرارنا على كشف غموض هذه الجريمة وتقديم هؤلاء الذين تآمروا على اقتراف هذه الجريمة مطلقاً".
مكافأة 75 ألف دولار
وقبل عمليات الاعتقال التي جرت صباح الخميس، كان ضباط شرطة العاصمة قد سافروا إلى ليبيا 7 مرات منذ عام 2012.
وأفاد "دايلي بيست" أن شرطة سكوتلانديارد عرضت مكافأة قدرها 75 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد واعتقال ومحاكمة رجال آخرين متورطين في هذه المؤامرة.
يأتي ذلك بينما كشفت الشرطة البريطانية عن صور لعشرة من المتظاهرين الموالين للقذافي، والذين كانوا متمركزين خارج السفارة الليبية خلال المظاهرة.
يذكر أن فليتشر التي انضمت إلى قوات الشرطة في عمر الـ19، كانت تقوم بحراسة الاحتجاجات ضد نظام القذافي عندما تم إطلاق النار عليها.
وأعقب إطلاق النار حصار لمدة عشرة أيام للسفارة الليبية حيث تحصن 30 دبلوماسياً تم ترحيلهم في نهاية المطاف إلى ليبيا، ولكن لم تتم مساءلتهم بسبب الحصانة الدبلوماسية.