معظم مساجدنا اليوم ما زالت تعاني من كسل الفقهاء وخذلان المسؤولين في الارتقاء بالنّهج الإسلامي وخُطب الجمعة والدروس اليومية أو بالأحرى في تجديد الخطاب الديني المِنبري. لا أعرف لم يصرّ بعض أشباه الخُطباء والفقهاء على التشبث بالمواضيع المكررة والخطب المملة الطويلة التي لا تغني ولا تسمن من جوع والقضايا التي لا تمت للواقع بصلة وهم بعيدون بعد المشرق والمغرب عن واقع اليوم وما يعيشه الشباب المسلم من اضطرابات وهموم وزعزعة في العقيدة قد تؤدي بهم إلى الإلحاد لا محالة، خصوصاً بعد أحداث الرّبيع العربي وما نتج عنها من خذلان كبار الفقهاء وسُكوت آخرين. فَعلى المَعنيين بالأمر أن ينهضوا من سباتهم العميق قبل تفاقم هذه المعضلة..
فالخطاب المِنبري يجب أن يركّز على النهوض بالمجتمع إيجابيا وغرس قيم التضامن والتكافل والتآخي بأفضل صورة، وأن يراعي اهتمامات الشباب واحتياجاته في مختلف المجالات وتوعيتهم بطرق حل المشاكل التي يواجهونها وتحصينهم من الانحراف والتطرف. كيف يعقل أن يكون منبر الجمعة -وهو الملاذ الوحيد لمعظم المسلمين نظرا لمتطلبات الحياة وانشغالهم طيلة أيام الأسبوع- لا يلبي طلباتهم ولا ينهض بهم روحيا وفكريا ولا يوقظ مشاعرهم الإيمانية ولا يجدد صلتهم وعلاقتهم بالله.
لهذا يجب الحرص على تطوير خطبة الأسبوع خاصة لتنسجم مع الواقع الحالي وروح العصر وأن تكون مؤثرة، واضحة، مشوقة ،حتى نتشوق إلى سماعها من الجمعة إلى الجمعة، بدل أن تقتل فينا روح التفاعل والتأثر نظرا لبرودة الإلقاء وعدم التحضير لها جيدا.
كل متمنياتي أن يقوم المسؤولون والجهات المعنية بترشيد هذا الخطاب وبيان أهميته وقيمته وتطوير رسالة المسجد بما يخدم مبادئ الإسلام الحنيف وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال وبث روح الأخوة والتسامح وأن يسعوا لتأطير الخطباء والأئمة وتوعيتهم بالمسؤولية الكاملة..كما أتمنى أن يشرعوا في العمل على هذا المشروع والتفكير جديا في تطبيقه لا أن يظل حبرا على ورق قبل أن تصير الأمور إلى ما لا يحمد عقباها مستقبلا..
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.