كشفت مصادر سورية مطلعة لـ"عربي بوست" الاثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أن جواز السفر السوري الذي عثر عليه في أحد مواقع الهجمات في باريس، غير مسجل في السجلات الرسمية للدولة.
وكانت الشرطة الفرنسية عثرت على جواز السفر قرب جثة انتحاري باسم أحمد المحمد (25 عاماً) من مواليد إدلب في سوريا. وهذا المهاجم كان قد تم تسجيله في اليونان في أكتوبر/ تشرين الأول بحسب بصماته. وهو لم يكن معروفاً لدى أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية.
ورغم الشكوك التي طالت صحة جواز السفر، إلا أن السلطات الفرنسية لم تعلن حتى الآن ما إذا كان حقيقياً أم مزوراً.
"عربي بوست" استطاعت الوصول إلى مصدر مطلع لدى دائرة الهجرة والجوازات بدمشق، ورفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، وأكد أن الجواز غير مسجل ولا يوجد أحد يحمل نفس البيانات الظاهرة عليه، وبذلك يكون "الباسبور" السوري بريئاً من تهمة "الإرهاب"، وبدأت التفسيرات تتجه أن وضعه في مسرح الهجمات ربما كان متعمداً.
عاقبة التضييق على المعارضين
ويذكر أن تجارة جوازات السفر السورية المزورة راجت كثيراً بعد أن لجأت السلطات السورية إلى التضييق على المعارضين وعدم منحهم وثائق رسمية تساعدهم على السفر.
وازدادت أهمية هذه الجوازات بعد أن فتحت بعض الدول الأوربية أبوابها للاجئين السوريين، الأمر الذي وجده الكثيرون من الجنسيات الأخرى فرصة للحصول على وضع اللاجئ في أحد البلدان الأوروبية التي تستقبلهم بتقديم إثباتات سورية مزورة من بينها جواز السفر أو الهوية الشخصية أو شهادة قيادة السيارة أو حتى غيرها من الوثائق مثل شهادات الثانوية أو الجامعة.
ونشرت العديد من التقارير الصحفية تحذيرات من احتمال تسرب جهاديين بين اللاجئين باستخدام مستندات مزورة للوصول إلى أوروبا وتنفيذ هجمات هناك.
وكانت بعض مراكز "الهجرة والجوازات" السورية الرسمية قد تعرضت للنهب بعد أن تمكنت فصائل معارضة من طرد قوات الجيش التابع للنظام من مدن مثل إدلب وأجزاء من حلب.
جوازات سفر أصلية بـألفي دولار
وباتت دفاتر جواز السفر التي تم الاستيلاء عليها تباع بعد تزويرها بمبلغ ألفي دولار بحسب تقرير نشرته الاثنين صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتمكن مراسل الصحيفة من إخراج جواز سفر سوري وهوية شخصية وشهادة قيادة السيارة من أحد المزورين في مدينة تركية قريبة من الحدود السورية.
ويقدم المزورون جوازات سفر حقيقة لكن المعلومات التي يتم إدراجها تكون مزورة، ولا يكون رقم جواز السفر مسجلاً في السجلات الرسمية للدولة.
جوازات سفر متشابهة
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، أعلنت الشرطة الصربية أنها اعتقلت لاجئاً بحوزته جواز سفر سوري يحمل نفس الاسم الموجود على جواز السفر الذي عثر عليه بموقع الهجمات في باريس.
وقالت صحيفة "بليتش" الصربية إن "الوثيقة التي تتضمن الاسم والبيانات نفسها لكن مع صورة شخصية مختلفة، عثر عليها السبت في مركز استقبال في بريشيفو وتم توقيف الشخص الذي كانت بحوزته".
من جهتها، رفضت وزارة الداخلية الصربية التعليق على هذه المعلومات.
وتم تسجيل مهاجر كانت هذه الوثيقة بحوزته في جزيرة ليروس اليونانية في 3 أكتوبر/ تشرين الأول، وقدم طلباً للجوء في صربيا، في مركز استقبال "بريشيفو"، وشوهد للمرة الأخيرة في كرواتيا.
ويبدو أن الرجلين اشتريا كل على حدة جواز سفر سوري مزوراً من المصدر ذاته في تركيا.