تصدّر الإرهاب كلمة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في قمة أنطاليا الأحد 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، حيث دعا إلى "ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي لجهوده لاجتثاث الإرهاب ولتخليص العالم من شروره التي تهدد السلم والأمن العالميين وتُعيق الجهود في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي".
رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر قال في تصريح لـ" عربي بوست" أنه "رغم أن هذه القمة ليست قمة قرارات ذات صفة تحولية وإنما يمكن إطلاق عليها صفة "اتفاق الراغبين" على عكس قمة مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصفة الملزمة، لافتا إلى أن الطابع السياسي طغى أكثر على هذه القمة.
وأكد أن موضوع الإرهاب كان ضمن أولويات الرياض في هذه القمة، ولعل توقيت العملية الإرهابية في باريس عزز من أجندة السعودية التي تولي مكافحة الإرهاب أهمية بالغة.
ورأى أن مسألة التطابق السعودي التركي حول الأزمة السورية كان من أهم ملامح القمة، بينما أميركا تتطلع إلى نوع من تخفيف التوتر بين السعودية وإيران خصوصا بعد توقيع الاتفاق النووي.
وأضاف أن الروس يسعون لتفعيل الاتفاقيات الموقعة مع السعودية، فضلا عن دورها في المنطقة.
زيادة إنتاج النفط
وكشف بن صقر عن اجتماعات تنسيقية تركية سعودية خلال الأسبوعين المقبلين، مؤكدا على "المستوى الثنائي بين البلدين فالعلاقات في نمو لافت وإنما على مستوى العلاقات مع دول العشرين، فالواضح أنها قمة علاقات عامة ولقاءات تنسيقية أكثر من كونها قمة تحديد مسارات".
وأوضح أن من بين المسائل الحيوية بالنسبة للسعودية هي مسألة النمو الاقتصادي، الذي يرتبط بشكل مباشر بزيادة إنتاج النفط وكذلك التنسيق مع منتج كبير مثل روسيا، لكن روسيا على ما يبدو غير راغبة في تخفيض الإنتاج وبالتالي ليس من المتوقع أن يكون هناك تنسيق على مستوى الإنتاج بين السعودية وروسيا.
اللاجئون على طاولة الحوار
أما عضو مجلس الشورى د. ثريا العريض، فقالت لـ"عربي بوست" إن اهتمام السعودية بالجانب الإنساني بالأزمة السورية وقضية اللاجئين، يفرض تنسيق عال المستوى بينها وبين تركيا، خصوصا وأن فيضان اللاجئين السوريين يمر عبر الأراضي التركية".
وأضاف أن "السعودية أحد أكبر الدول التي قدمت للاجئين السوريين سواء في تركيا أو الأردن أو لبنان، كل هذه القضايا تحتم تنسيق سعودي تركي".
كما أن الجانب الاقتصادي بين البلدين يستحوذ على نصيب كبير من لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقالت العريض "إن تركيا على ما يبدو في حالة ارتياح واضح من الاستثمار السعودي في أراضيها، كون المستثمر السعودي جدي في مشاريعه ويرى في تركيا دولة استراتيجية تجمعه روابط تاريخية وثقافية. فضلا عن قوة البلدين مجتمعتين سياسيا في مقابل إيران.
وأشار إلى أن "هذا يعطي العلاقة بينهما بعدا مهما في المنطقة في ظل محاولات إيران التوغل في المنطقة العربية سواء في سوريا أو اليمن أو البحرين".
من جهة أخرى، علمت "عربي بوست" من مصادر مطلعة أن لقاء الملك سلمان بالرئيس التركي قبل يوم من انطلاق القمة، أخذ بعدا استثنائيا من حيث طبيعة القضايا التي خضعت للنقاش وفي مقدمتها الأزمة السورية وقضية اللاجئين بعد موجات الهجرة إلى أوروبا.
وقالت المصادر أن مرحلة جديدة من التنسيق السعودي التركي خصوصا وأن عودة الدفء إلى العلاقات التركية السعودية جاء في بداية تسلم الملك سلمان لمقاليد الحكم في السعودية. وربما ينعكس هذا الأمر على القضية السورية بالدرجة الأولى.