كلينتون: لسنا في حرب مع الإسلام بل مع المتطرفين.. ومنافسها: واشنطن مسؤولة عن ظهور داعش

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/15 الساعة 02:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/15 الساعة 02:31 بتوقيت غرينتش

دعت هيلاري كلينتون السبت 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، خلال مناظرة للمرشحين الديموقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، العالم إلى الاتحاد "للقضاء على الفكر الجهادي المتشدد"، مؤكدة "اننا لسنا في حرب مع الاسلام بل مع المتطرفين العنيفين".

فيما اعتبر منافسها الأبرز "الاشتراكي الديموقراطي" بيرني ساندرز ان أميركا تتحمل جزءا من المسؤولية عن ولادة تنظيم الدولة الإسلامية.

وكان من المفترض أن يركز المرشحون الثلاثة للانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي كلينتون والسناتر بيرني ساندرز والحاكم السابق لماريلاند مارتن أومالي على مواضيع اقتصادية في هذه المناظرة التي جرت في دي موين بولاية آيوا (وسط) وهي الثانية قبل الانتخابات التمهيدية.

إلا أن اعتداءات باريس الدامية التي وقعت الجمعة الماضي التي تبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والقضايا الشائكة المتعلقة بالأمن القومي والإرهاب وأزمة اللاجئين طغت على نصف الساعة الأولى لهذه المناظرة التي استمرت ساعتين ونظمتها شبكة "سي بي اس".

دقيقة حداد

واستهل الصحافي الذي أدار المناظرة اللقاء بالطلب من المرشحين الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح ضحايا باريس.

وعلى غرار الرئيس الأميركي باراك أوباما، رفضت كلينتون الأوفر حظا للفوز ببطاقة الترشيح الديموقراطية لانتخابات البيت الأبيض في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 الحديث عن "اسلام متطرف" كما يقوم بذلك يستخدمها الجمهوريون.

وقالت كلينتون "لسنا في حرب مع الإسلام بل مع التطرف العنيف. نحن في حرب ضد الذين يستخدمون الدين بهدف الوصول إلى السلطة وممارسة القمع".

وتابعت "علينا أن نكون مصممين على توحيد العالم والقضاء على الفكر الجهادي المتشدد الذي يحرك تنظيمات مثل الدولة الإسلامية، التنظيم الإرهابي العنيف والهمجي والعديم الشفقة"، مضيفة أن "المعركة لا يمكن أن تكون معركة أميركا وحدها مع أن القيادة الأميركية ضرورية فيها".

مسؤولية أميركية

أما منافسها الأبرز "الاشتراكي الديموقراطي" بيرني ساندرز فرد بالقول ان أميركا تتحمل جزءا من المسؤولية عن ولادة تنظيم الدولة الإسلامية لأنها اجتاحت العراق في 2003، في هجوم مباشر منه على كلينتون التي صوتت انذاك في الكونغرس لصالح السماح للرئيس في حينه جورج بوش الأبن باستخدام القوة العسكرية ضد نظام صدام حسين.

وقال ساندرز إن "الاجتياح الكارثي للعراق والذي عارضته بشدة زعزع بالكامل استقرار المنطقة وأدى إلى صعود تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية".

حذر حول مسالة اللاجئين

واعتبر ساندرز الذي يحظى بتاييد الجناح اليساري في الحزب لكن لا يزال متأخرا وراء كلينتون في استطلاعات راي ناخبي الحزب، أن التهديد الاساسي للأمن القومي لأميركا يظل الاحترار المناخي.

وقال إن "تنامي الإرهاب مرتبط بشكل مباشر بالتغييرات المناخية".

وجدد المرشحون الثلاثة تأييدهم لاستقبال لاجئين فارين من النزاع في سوريا لكنهم شددوا على ضرورة اخذ احتياطات للحؤول دون تسلل متطرفين بينهم.

ويطرح موضوع اللاجئين جدلا في الحملة الرئاسية منذ الجمعة اذ يدعو عدد كبير من الجمهوريين إلى منع وصول اللاجئين الذي يتم اصلا بشكل بطيء وبعد اجراءات تحقق مطولة.

واعربت كلينتون عن الأمل في استضافة 65 ألف لاجئ من سوريا بدلا من 10 الاف كما اعلنت الإدارة الأميركية لكنها اشترطت أن يتم ذلك "بموجب آلية للتحقق والمراقبة".

وتابعت كلينتون "لا اريد بأي شكل أن نسمح بدخول أشخاص يريدون اذيتنا".

واثارت علاقات كلينتون مع قطاع الأعمال في وول ستريت نقاشا حادا في المناظرة التي اتسمت بالهدوء بشكل عام.

تلقي هبات

فقد ذكر ساندرز بان كلينتون تلقت خلال مسيرتها السياسية الطويلة وخصوصا عندما كانت سناتورا عن ولاية نيويورك هبات بقيمة ملايين الدولارات من مصرفيين.

واضاف "يجب الا نكون ساذجين، فهم يتوقعون شيئا بالمقابل".

إلا أن كلينتون سارعت إلى الرد "لحظة من فضلك، لقد استغل رده للتعرض لي شخصيا"، وحاولت أن تدافع بشكل غير موفق من خلال الاشارة إلى اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 وجهودها للمساهمة في إعادة أعمال حي مركز التجارة العالمي في مانهاتن.

إلا أن ساندرز شدد على أن "وول ستريت تتمتع بنفوذ اقتصادي وسياسي هائل. والنموذج الاقتصادي الذي تنتهجه يقوم على الجشع والفساد".

ورغم هذا الجدل الا أن المناظرة لن تغير فعلا معايير السباق اذ عرفت كلينتون كيف تستغل الاسئلة الامنية لإبراز خبرتها الطويلة في السلطة.

ومن المقرر أن تتم المناظرة المقبلة في 19 ديسمبر/ كانون الأول بينما ستنطلق الانتخابات التمهيدية اعتبارا من الأول من فبراير/ شباط 2016.

تحميل المزيد