جمعت قمة مجموعة العشرين في أنطاليا التركية الأحد 15نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عددا من الرؤساء المعنيين بأزمات الشرق الأوسط، ومثل الملف السوري ومواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وما تعرضت له باريس من هجمات، أهم القضايا الساخنة في مباحثات الزعماء.
واتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، على ضرورة إجراء مفاوضات سلام في سوريا والتوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
وتحادث الزعيمان في اجتماع قصير لم يعلن مسبقا على هامش قمة مجموعة العشرين التي تجري في منتجع أنطاليا التركي.
مسؤول في البيت الأبيض، قال للصحافيين عقب اللقاء إن أوباما وبوتين اتفقا على الحاجة إلى عملية انتقال سياسي يقودها السوريون تسبقها مفاوضات برعاية الأمم المتحدة بين المعارضة السورية والنظام إضافة إلى وقف لإطلاق النار.
وأكد أن الرئيسين أجريا محادثات بناءة استمرت نحو 35 دقيقة، وقال إن إيجاد حل للحرب في سوريا هو أمر إلزامي أصبح أكثر إلحاحا بعد الهجمات الإرهابية المروعة في باريس.
خلاف موسكو وواشنطن
من ناحيته، أكد مسؤول كبير في الكرملين الأحد، استمرار الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة حول السبل التي يجب اللجوء إليها لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، حتى بعد المحادثات بينهما.
وصرح يوري أوشاكوف مستشار السياسة الخارجية للصحافيين على هامش قمة مجموعة العشرين أن موسكو وواشنطن "تتقاسمان الأهداف الاستراتيجية المتقاربة جدا حول القتال ضد داعش، ولكن الخلافات حول سبل تحقيق ذلك لا تزال ماثلة".
توافق فرنسي أميركي على قتال داعش
وفي نفس السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان ونظيره الأميركي أشتون كارتر توافقا على اتخاذ "إجراءات ملموسة" بهدف "تكثيف" العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك في بيان إن وزيري الدفاع "توافقا على الخطوات الملموسة التي على العسكريين الأميركيين والفرنسيين اتخاذها لتكثيف التعاون"، في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية، من دون أن يحدد طبيعة هذه الخطوات.
وأضاف أن الوزيرين "سيبقيان على اتصال وثيق في الأيام المقبلة".
وفي وقت سابق الأحد، أعلن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بين رودس أن الولايات المتحدة ستكثف التنسيق مع فرنسا بشأن الرد العسكري في سوريا على هجمات باريس، كما ستكثفان تبادل المعلومات الاستخباراتية.
ولفت رودس إلى أنه في حال قررت فرنسا اللجوء إلى المادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي، التي تنص على أن أي هجوم على عضو في الحلف هو هجوم على جميع أعضائه، فإن الولايات المتحدة ستدعمها "تماما".
وأشار إلى "أننا على استعداد للقيام بكل ما هو ضروري لدعم فرنسا في هذه المرحلة المأسوية".
كاميرون يدعو بوتين للتركيز على داعش
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه سيدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين لتركيز الضربات الجوية الروسية في سوريا على تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال كاميرون للصحفيين الأحد، قبل اجتماع مع بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في تركيا "لدينا خلافاتنا مع روسيا لأسباب أهمها أنهم بذلوا جهودا لتقويض فصائل معارضة للأسد ليس بينها الدولة الإسلامية وهم أشخاص يمكن أن يكونوا جزءا من مستقبل سوريا."
وتابع قوله "المحادثة التي أريد أن أجريها مع فلاديمير بوتين هي أن نقول هناك شيء واحد نتفق عليه هو أننا سنكون أكثر أمنا في روسيا، سنكون أكثر أمنا في بريطانيا إذا دمرنا الدولة الإسلامية، هذا ما ينبغي أن نركز عليه."
كما قال كاميرون إن الهجمات في باريس جعلت من الضروري هزيمة التنظيم سواء في العراق أو في سوريا.
وتشارك بريطانيا في حملة الضربات الجوية ضد التنظيم في العراق لكنها لن تمد مهمتها إلى سوريا ما لم يوافق نواب البرلمان وهو أمر يبدو غير مرجح حتى الآن.
وقال كاميرون للصحفيين إن أطرافا أخرى تقوم بأعمال في سوريا وهو أمر ندعمه ونشجعه لكن ينبغي أن نواصل التشديد على أننا سنكون أكثر أمنا في المملكة المتحدة وفي فرنسا وفي جميع أنحاء أوروبا إذا دمرنا داعش.