ضغوط لرد عسكري ضخم على “الدولة الإسلامية” بعد اعتداءات باريس

من المرجح أن تؤدي هجمات باريس الإرهابية إلى بلورة رد عسكري عالمي أقوى على تنظيم الدولة الإسلامية، بعد أن استمرت حرب جوية بقيادة الولايات المتحدة أكثر من عام دون أن تتمكن من احتواء التنظيم الذي ثبت أنه خطر متزايد على المستوى العالمي.

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/15 الساعة 05:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/15 الساعة 05:10 بتوقيت غرينتش

من المرجح أن تؤدي هجمات باريس الإرهابية إلى بلورة رد عسكري عالمي أقوى على تنظيم الدولة الإسلامية، بعد أن استمرت حرب جوية بقيادة الولايات المتحدة أكثر من عام دون أن تتمكن من احتواء التنظيم الذي ثبت أنه خطر متزايد على المستوى العالمي.

وتتعرض الولايات المتحدة -التي توجه إليها منذ فترة طويلة اتهامات بأنها تتخذ نهجاً تدريجياً إزاء التصدي للتنظيم- لضغوط سياسية متنامية في الداخل والخارج لبذل المزيد ومن المتوقع أن تعكف على دراسة سبل تصعيد الحملة بما في ذلك توسيع نطاق الضربات الجوية.

مزيد من القوة العسكرية

ويقول مسؤولون أميركيون إن واشنطن ستتطلع بالتحديد لحلفائها من الأوروبيين والعرب لزيادة مشاركتهم العسكرية في الحرب في كل من سوريا والعراق.

ومازال من غير الواضح ما إذا كانت باريس وواشنطن سترغبان في توسيع مجال مشاركتهما العسكرية الحالية بشكل كبير، في ضوء العزوف الشديد عن الانزلاق إلى حرب برية واسعة النطاق في الشرق الأوسط.

لكن الرئيس باراك أوباما خصص المزيد من الإمكانيات للقتال في الأشهر الأخيرة، ويرى أعضاء في الكونجرس وخبراء في مكافحة الإرهاب أن هجمات باريس ستعزز الآراء المؤيدة لاستخدام المزيد من القوة العسكرية.

وقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجمات التي وقعت يوم الجمعة وأسفرت عن سقوط 129 قتيلاً في باريس في أسوأ عمليات من نوعها في فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وفي الأسبوعين الأخيرين وقعت هجمات كبرى أعلن التنظيم أيضاً مسؤوليته عنها، فقد أسفر تفجيران انتحاريان في الضاحية الشيعية في جنوب بيروت عن مقتل 43 شخصاً كما لقي 224 شخصاً مصرعهم عندما سقطت طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء المصرية.

القتال يمتد بسرعة إلى الخارج

وقالت ديان فاينستاين عضو مجلس الشيوخ وهي أكبر الديمقراطيين في لجنة المخابرات بالمجلس إنه اتضح أن استراتيجية أوباما التي تقوم على شن ضربات جوية محدودة بالإضافة إلى تقديم الدعم لقوات برية في سوريا والعراق "ليست كافية لحماية بلادنا وحلفائنا."

وقالت "القتال يمتد بسرعة خارج العراق وسوريا ولهذا السبب يتعين علينا أن ننقل المعركة إليهم."

وقال بروس ريدل وهو خبير سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية في شؤون المنطقة كما عمل مستشاراً لأوباما إن سلسلة الهجمات الأخيرة حسمت الجدال الدائر حول ما إذا كان تركيز تنظيم الدولة الإسلامية سيظل منصباً على الحرب في العراق وسوريا.

وقال ريدل الذي يعمل الآن في مؤسسة بروكينجز "هذا يغير قواعد اللعبة من هذا المنطلق. فقد كان هناك من يتجادلون عما إذا كانت الدولة الإسلامية ستظل مركزة على الوضع المحلي أم تتجه للتوسع على المستوى العالمي. وأعتقد أن الجدال انتهى الآن."

حاملة فرنسية في الطريق

كما زاد الجمهوريون الساعون للفوز بترشيح حزبهم لخوض انتخابات الرئاسة لعام 2016 الضغوط بعد هجمات باريس.

فقد قال جيب بوش الحاكم السابق لولاية فلوريدا إن الإرهابيين الإسلاميين يشنون "جهدا منظماً لتدمير الحضارة الغربية" وإن الولايات المتحدة بحاجة لأخذ موقع القيادة في الحرب عليهم.

وقال بوش في برنامج إذاعي مساء يوم الجمعة "هذه الحرب هي حرب عصرنا."

ومن الممكن أن تعزز فرنسا -التي وصفت الهجمات بأنها عمل من أعمال الحرب- مساهمتها في الحملة الجوية على أهداف الدولة الإسلامية على نحو سريع.

وحتى قبل وقوع هجمات باريس أعلنت فرنسا أن حاملة طائراتها الوحيدة شارل ديجول ستتجه إلى الشرق الأوسط لتصل إلى المنطقة في 18 نوفمبر تشرين الثاني.

وقال مارتن ريردون المسؤول السابق في مكتب التحقيقات الاتحادي الذي يعمل الآن لدى مجموعة سوفان الاستشارية "لا تفصلنا سوى أيام عن رحيل الحاملة الفرنسية واتجاهها إلى الخليج الفارسي لبدء توجيه ضربات. أعتقد أن فرنسا ستفعل المزيد."

وفي الشهر الماضي وافق أوباما على إرسال قوات خاصة إلى سوريا للتنسيق مع مقاتلي المعارضة على الأرض وهو أمر كان مستبعداً من قبل. كما أمر بإرسال المزيد من الطائرات الأمريكية إلى قاعدة "أنجرليك" التركية.

ويقول مسؤولون أميركيون إنهم يجرون مشاورات مع الحلفاء بما في ذلك دول عربية لزيادة مشاركتهم في الحملة الجوية. كما تجري المحادثات حول احتمال قيام الحلفاء بنشر قوات خاصة في العراق وسوريا.

توسيع نطاق المعركة

وقال ريدل ومسؤولون أميركيون آخرون إن أحد الأساليب السريعة التي تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها اللجوء إليها هو زيادة الضغوط على قيادات تنظيم الدولة الإسلامية. وتتزايد مثل هذه الضغوط على نحو مطرد من خلال الضربات الموجهة بدقة في الأشهر الأخيرة.

وفي اليوم الذي توالت فيه هجمات باريس نفذت الولايات المتحدة عملية قتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا. وقبل ذلك بيوم واحد أعلنت مقتل "الجهادي جون" الذي تولى إعدام رهائن غربيين كما اتضح من خلال تسجيلات الفيديو.

ويقول مسؤولون أميركيون إن مثل هذه الهجمات تظهر أن بوسع الولايات المتحدة أن توسع نطاق المعركة.

وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تبحث استهداف التنظيم في أي مكان يمكنها استهدافه فيه.

غير أن الولايات المتحدة أحجمت حتى الآن عن القصف المباشر للمباني التي تمثل مقار التنظيم في عاصمته المعلنة الرقة في سوريا.

وقال مطلعون على بواطن الأمور إن هذا يرجع في جانب منه إلى خطر وقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين.

ولم يتضح بعد ما إذا كان ضبط النفس سيستمر وما إذا كانت إدارة أوباما ستخفف بصورة عامة قواعد الاشتباك التي وصفها بعض الأعضاء في الكونجرس وغيرهم بأنها مقيدة بشدة.

وقال المسؤولون والمحللون إن أحد الأسئلة الأخرى يتمثل فيما إذا كانت بريطانيا ستوسع نطاق الضربات الجوية وقدرات جمع المعلومات المحمولة جواً المستخدمة حالياً في سماء العراق وسوريا.

ولم توجه لندن ضربات للدولة الإسلامية في سوريا ورغم ما يتردد عن حرص رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على مثل هذه الخطوة فهو يواجه معارضة من أعضاء البرلمان.

وقال المسؤول الأميركي "السؤال في الواقع هو هل سيغير ذلك البرلمان البريطاني؟"

تحميل المزيد