محمد أموازي واسمه الحركي "الجهادي جون"، شاب لندني من أصل كويتي لم يكن يعاني من أي مشاكل، وكان من هواة كرة القدم وألعاب الفيديو، إلى أن تبنى فكر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ليصبح قاتلاً يوصف بـ"البارد والسادي ولا يرحم".
شن الجيش الأميركي، الخميس 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، غارة جوية استهدفت "الجهادي جون" الذي ظهر في تسجيلات فيديو لإعدام رهائن، لكن لم يؤكد مقتله.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، بيتر كوك، قال في بيان إنه لا يعلم ما إذا كان "الجهادي جون" قتل أم لا، وقال: "نحن بصدد تقييم نتائج العملية".
في وثيقة مدرسية كتب أموازي عندما كان في العاشرة من العمر: "أريد أن أصبح لاعباً لكرة القدم"، ويبدو في صورة لصفه مبتسماً يرتدي البزة المدرسية الحمراء بين رفاقه.
محمد أموازي وُلد في الكويت عام 1988، ثم انتقل والداه جاسم وغانية إلى العاصمة البريطانية في 1993 بعد حرب الخليج.
وفي لندن عاشت العائلة "الهادئة" و"المحترمة"، حسب جار قديم لها، في غرب المدينة، حيث كان والده يدير شركة لسيارات الأجرة ووالدته ربة منزل.
ووصفه صديق سابق له بأنه كان "شاباً لندنياً نموذجياً" يمضي وقته مع رفاقه، "ولم يكن متأثراً بالأفكار الدينية حينذاك".
تغيير فكر أموازي
وفي 2006 انتسب إلى جامعة ويستمينستر لمتابعة دراسة المعلوماتية، واحتفظ في مرحلة أولى على الأقل بسمعته كشاب "مهذب" يميل إلى "ارتداء ملابس الموضة"، لكن سلوكه تبدل في مؤشر ربما على بداية تغيّر فكره، فقد أرخى لحيته وتجنب النظر بشكل واضح إلى النساء.
ويبدو أن 2006 كانت سنة مهمة لأموازي الذي بدأ يثير اهتمام جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني، فبعد حصوله على شهادته الجامعية سافر مع صديقين إلى تنزانيا بحجة القيام برحلة في المحميات الطبيعية، لكنه سجن لفترة قصيرة في دار السلام، حيث كانت السلطات المحلية قد تلقت طلباً من لندن التي كانت تخشى أن يتوجه إلى الصومال.
وأُبعد إلى مطار شيبول في أمستردام، وحسب روايته التي نقلتها منظمة "كيج" للدفاع عن حقوق المسلمين التي تتخذ من لندن مقراً لها، أن جهاز الاستخبارات الداخلية مارس عليه ضغوطاً في محاولة لتجنيده، ونسبت المنظمة تطرفه إلى "مضايقات الأجهزة الأمنية" البريطانية.
ورداً على سؤال لعميل سري عن الحرب في أفغانستان، قال: "نرى كل يوم في الأخبار أبرياء يقتلون".
وتوجه أموازي بعد ذلك إلى الكويت ليعيش مع عائلة خطيبته ثم عاد إلى لندن في مايو/أيار 2010.
تحت رقابة الاستخبارات
كانت الاستخبارات البريطانية مقتنعة حينذاك بأن شيئاً ما يحدث لدى أموازي، فقد تحدثت وثائق قضائية نقلتها وسائل الإعلام البريطانية أن الشاب على علاقة بـ"صبية لندن"، وهي الشبكة المتطرفة القريبة من تنظيم الشباب الإسلامي فرع تنظيم القاعدة في الصومال.
وأصبح قريباً في لندن من بلال البرجاوي، المقاتل في حركة الشباب الذي قُتل بعد ذلك بضربة لطائرة بدون طيار في يناير/كانون الثاني 2012.
وبعد ذلك أصبحت مسيرته في بريطانيا غير واضحة، ففي 2012 حاول مغادرة البلاد، لكن السلطات البريطانية منعته قبل أن يختفي.
في 2013 أصبح أموازي في سوريا، وقد تغير نهائياً ووصفته شهادات عدة بأنه قاتل بدم بارد.
وذكرت صحيفة "الغارديان" أنه "في السنتين الأخيرتين تسلق سلم الرتب في تنظيم الدولة الإسلامية ليلعب دوراً مهماً بين المقاتلين الأجانب".
ومثل غيره من الجهاديين، غيّر اسمه ليصبح أبوعبدالله البريطاني، وظهر في الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقال عضو سابق في التنظيم الجهادي للصحيفة البريطانية نفسها: "أذكر أنني رأيته عدة مرات"، وأضاف: "بالنسبة لنا كان هو الإنكليزي الذي يقتل الناس".
كما وصفه سجين سابق بأنه "بارد وسادي ولا يرحم".