أثارت مسألة فيزياء طرحها معلم المادة على طلابه في مدينة بياليستوكي، شرقي بولندا، استياء أهالي الطلاب بسبب استخدامه مأساة غرق اللاجئين السوريين في البحر كنموذج لإحدى المسائل في شرحه لنظرية "الطفو فوق الماء".
القصة بدأت حينما طلب المعلم "زيغورز نويك" من طلابه إيجاد حل للمسألة التالية: "ركب 4 لاجئين سوريين في مركب خشبي صغير متوجهين نحو اليونان، طول المركب 2 متر وعرضه 1 متر وسمكه 20 سنتيمتراً، وتبلغ كثافته 800 كغ/م3. لو افترضنا أن وزن كل لاجئ سوري هو 60 كغ، فكم عدد اللاجئين الذين يجب رميهم من القارب حتى يبقى المركب عائماً؟".
وعند رؤية والدة أحد الطلاب هذه المسألة، توجهت للمدرسة وتقدمت بشكوى ضد المعلم، مطالبة بتفسير منطقي، وما لبث الأمر أن انتشر على الشبكات الاجتماعية، بعدما قامت الأم بتصوير المسألة ونشرها على صفحتها الشخصية، مسببة جدلاً دفع بالمعلم إلى عقد مؤتمر صحفي لتوضيح موقفه.
AUTENTYKLekcja fizyki – szkoła społeczna w Białymstoku. Osobiscie intersuje mnie waga inteligencji nauczyciela. Po interwencji rodziców dostał upomnienie, ustne!!! Co zrobilibyscie z tym przypadkiem?
Posted by zaradna-mama.pl on 10 نوفمبر، 2015
لم تكن لي مقاصد سيئة!
دافع معلم الفيزياء عن نفسه بقوله إنه أراد فقط أن يشد انتباه الطلاب، وذلك بالاستعانة بإحدى القضايا التي تشغل الاهتمام العالمي حالياً، وأنه لم تكن له مقاصد سيئة أبداً.
وأضاف المعلم أنه أخبر طلابه أثناء شرح المسألة بأنها مجرد مزحة ليحظى بانتباههم، حيث إن الطلاب لا يهتمون كثيراً عندما تشرح لهم عن قطعة خشب تطفو على سطح الماء.
لكن أسر الطلاب لم ترَ الأمر مضحكاً، بل طالبت باستقالة المعلم؛ لأنه حتى ولو كان الأمر مزحة فهي تفتقر كثيراً للذوق في ظل حوادث الغرق وأعداد الوفيات الكبيرة بين صفوف المهاجرين السوريين.
إدارة المدرسة من جهتها أصدرت بياناً قالت فيه إنها تعتبر ما وصفته بـ"مزحة" المعلم غير ملائمة، في حين وجّهت له إنذاراً بعدم تكرار ما قام به، مهددة بإنهاء مهامه كأستاذ.
ووجهت آنا ميرزينسكا، وهي من جمعية "بيالستوك" التي تدافع وتروج للتعددية الثقافية، انتقادات حادة للوظيفة المدرسية التي تم طرحها علي الطلاب، وقالت إن السؤال ينطوي علي دلالات أخرى لم يعبر عنها مباشرة ومفادها أن: كم لاجئ على سطح القارب ينبغي أن يموت كي يبقى الآخرون أحياء، معتبرة أن السؤال يدعو للقتل.