تباينت ردود أفعال عائلات ضحايا البريطاني "جون الجهادي" الذي ينتمي إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والمعروف بـ"جلاد داعش" وظهر في تسجيلات فيديو لإعدام رهائن، إزاء الأنباء التي ترددت الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 عن شن الجيش الأميركي، غارة استهدفته، لكن لم يتأكد مقتله.
الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل "داعش" قال في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الجمعة "إنه يعتقد بأن محمد إموازي قتل في مدينة الرقة السورية في غارة نفذتها طائرة أميركية بدون طيار أطلقت صاروخاً من نوع هلفاير لكن الجيش مازال بحاجة لعملية تحقق بشكل نهائي".
صحيفة الإندبندنت البريطانية رصدت في تقرير لها ردود فعل عدد من عائلات الضحايا الذين لاقوا حتفهم على يد الجهادي البريطاني، ومن بينهم الصحافي الأميركي جيمس فولي وآلان هينينغ، سائق التاكسي البريطاني الذي كان يعمل في المجال الإنساني وزميله ديفيد هينس، والصحافي الياباني، كينغي غوتو.
وبينما كانت ردود أفعال البعض تعبر عن الفرح تجاه الخبر، لم تكن عائلات الضحايا تشعر بذلك، وفق ما ذكرته الإندبندنت.
"عزاء بسيط" للعائلة
ديان فولي والدة الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي تم ذبحه في الفيديو الدعائي الأول الذي ظهر فيه محمد إموازي، وهو الاسم الحقيقي لجون، قالت إن موته يشكّل "عزاءً بسيطاً" للعائلة.
وقالت فولي لشبكة ABC الإخبارية إن "هذا الجهد الهائل لمطاردة هذا الرجل المختل المليء بالحقد لا يمكن أن يُضاهي نصف الجهد الذي كان لازماً لإنقاذ الرهائن، حين كانوا لا يزالون أحياء".
مشاعر محيرة
من جانبه قال ستيوارت هينينغ، نجل شقيق سائق التاكسي البريطاني، آلان هينينغ، أنه يشعر "بمشاعر محيرة" تجاه الضربة.
وكتب على تويتر: "أردتُ أن أرى ذاك الشخص الجبان المختبئ وراء القناع وهو يعاني نفس المعاناة التي واجهها آلان وأصدقاؤه، لكني أيضاً سعيدٌ أنه قُتل".
أما شقيق هينينغ، ريغ هينينغ، فقد قال: "لنأمل أن هذه هي نهاية المأساة، سعيدٌ لأنه قُتل، كنت أفضّل أن يواجه العدالة، لكن ربما هذا أفضل، إن كانوا اعتقلوه وأخذوه إلى المحكمة، لاستغرق الأمر شهوراً طويلة".
لماذا اختار والدي؟
أما ابنة ديفيد هينس، بيتاني، فقالت لشبكة ITV الإخبارية أنها بقدر ما كانت تتمنى موت إمزاوي بقدر ما كانت تتمنى الحصول على أجوبة حول سبب موت والدها.
وقالت بيتاني: "بعد رؤيتي للخبر، انتابني شعورٌ لحظيّ بالراحة، إذ أدركت أنه لن يظهر في أية فيديوهات مرعبة أخرى، كان مجرد بيدق في لعبة داعش، لكن معرفة أن الأمر انتهى وأنه ميتٌ أخيراً يبقى شيئاً لم أستوعبه بعد، بقدر ما كنت أود موته، بقدر ما أردت أجوبة حول سبب قيامه بما فعل، لماذا اختار والدي؟".
أما والدة الصحافي الياباني، كينغي غوتو، السيدة جونكو إيشيدو، فقد أخبرت شبكة تلفزيون NHK أنها عندما سمعت بخبر الضربة الجوية، كانت تتمنى فقط أن يتوقف العنف من الجانبين.
وقالت: "أتمنى فقط ألا تبقى صراعاتٌ من هذا النوع في العالم، لأن ابني كان يريد رؤية السلام وهو يعمُّ العالم".
يذكر أن "جون الجهادي" أصبح رمزاً لوحشية تنظيم داعش، وقد ظهر في عدة تسجيلات فيديو لقطع رؤوس رهائن غربيين، مرتدياً ملابس سوداء وملثماً ومسلحاً بسكين.
وظهر الرجل في لقطات لرهائن أميركيين وبريطانيين ويابانيين بملابس برتقالية اللون قبل إعدامهم، مطلقاً تهديدات بالإنكليزية وبلكنة بريطانية ضد حكومات بلدانهم. ولم يكن ظاهراً منه سوى عينيه.