كشفت مصادر أمنية مطلعة على سير تحقيقات الانفجارين اللذين استهدفا الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت يوم أمس أن نوعية العبوات المستخدمة في التفجير تدل على تطور في عمل المجموعات الجهادية "الأمر الذي يطرح فرضية انتقال العديد من خبراء التفجير إلى لبنان".
3 انتحاريين، اثنان منهم من فلسطين وواحد سوري هم المشتبه بهم حسب ما أشار إليه المصدر الأمني الذي فضل عدم الإشارة إلى اسمه، وأكد أن "العمل جار لتحديد هوية الانتحاريين والجهة التي أتوا منها".
القوى الأمنية اللبنانية كانت أوقفت قبل يوم واحداً من التفجيرين شخصاً لبنانياً في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان وبحوزته حزام ناسف زنته (5 كيلوغرامات)، وقد تبيّن أن نوعية المتفجرات مشابهة لتلك التي عثر عليها مع الانتحاري الذي لم ينفجر حزامه في الضاحية.
الانفجار ليس الأول الذي يستهدف الضاحية الجنوبية، إلا أن التفجير المزدوج الذي وقع أمس في أحد الأحياء السكنية المكتظة يعتبر الأعنف والأكبر نظراً لعدد الضحايا الذين سقطوا.
وقد وصل عددهم وفق آخر الإحصائيات إلى 45 قتيلاً و240 جريحاً، فضلاً عن تضرر 12 مبنى و55 محلاً تجارياً و10 سيارات و30 دراجة نارية.
تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تبنى العملية عبر بيان له، وهو التفجير الأول الذي تتبناه حيث كانت التفجيرات السابقة تبنتها جبهة النصرة وكتائب "عبد الله عزام".
تفاصيل حادثتي التفجير
الرواية الأمنية التي تعززها بعض شهادات المواطنين الذين كانوا في موقع التفجير تقول أن ثمة انتحاريين نفذا الهجوم على حي عين السكة في برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، وأن الأول كان يستقل دراجة نارية مفخخة اقتحم بها الشارع باتجاه أحد الأفران المكتظة بالمواطنين وهو يصرخ الله أكبر، فانفجرت الدراجة قبل أن يتمكن من تفجير الحزام الذي كان مربوطاً فيه مع قنبلة يدوية وأكياس من القطع المعدنية بهدف إيقاع أكبر عدد من الإصابات.
وتضيف الرواية أن التفجير الأول تزامن مع انتهاء أهالي المنطقة من أداء الصلاة في الحسينية الموجودة فيها فهرعوا إلى مكان التفجير للمساعدة في أعمال الإنقاذ، وفوجئوا بأن الانتحاري الأول الذي عثر على جثته داخل الفرن لم ينفجر حزامه الناسف كونه قتل بفعل انفجار الدراجة النارية، فسارعوا الى إخلاء الفرن.
مات مع طفلته
بعد نحو 7 دقائق على التفجير الأول وتجمّع المواطنين اقتحم الانتحاري الثاني المكان، لكن القيادي في حزب الله عادل ترمس الذي كان متواجداً مع طفلته انتبه لوجوده، فأطلق النار عليه وقفز باتجاهه ورماه أرضاً.
الانتحاري تمكن من سحب الصاعق وتفجير الحزام الناسف فقتل القيادي ترمس مع طفلته، ومعه العشرات بفعل قوة الانفجار.
الخوف من انتحاري ثالث
بدأت الورشات التابعة لبلدية برج البراجنة ووزارة الأشغال اللبنانية وتلك التابعة لحزب الله أعمال رفع الأنقاض من مكان التفجير.
أبو علي أحد سكان الحي قال لـ "عربي بوست" إن "الانتحاري الأول والذي لم ينفجر حزامه كان يحاول الاقتراب من الفرن، فضلاً عن أن الحي يضم مدرسة كان طلابها الذين يداومون بعد الظهر قد انصرفوا قبل نصف ساعة، وإلا لكانت الكارثة كبيرة علينا".
"المشهد كان مروعاً" كما يصفه محمد العلي لـ "عربي بوست" ويضيف "القتلى والجرحى كانوا على الأرض والصرخات كانت تصدر من كل مكان، والخوف كان من وجود انتحاري ثالث، وهذا ما دفع القوى الأمنية إلى إطلاق الرصاص في الهواء لتفريق الناس خوفاً على حياتهم".
وقال علي الحسين" لقد خسرنا الكثير في التفجير، فلقد قتل حسين مصطفى وزوجته وكان معهما ابنهما حيدر (5 سنوات) الذي أصيب بعينه، هذا ليس من الدين".