استبعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 حدوث انفراجة في الملف السوري خلال محادثات فيينا السبت المقبل، فيما أعلنت الخارجية الروسية، أن الاجتماع لن يتطرق إلى مصير بشار الأسد.
كيري قال خلال كلمة له أمام المعهد الأميركي للسلام قبل أن يبدأ زيارة إلى أوروبا "الولايات المتحدة لا تتوقع الاتفاق على خطة لإنهاء الحرب في سوريا خلال المحادثات الدولية التي ستجري السبت وسط الخلاف بين المشاركين فيها حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد".
أرضية مشتركة
إلا إنه استدرك قائلاً "يوجد ما يكفي من الأرضية المشتركة بين الأطراف الرئيسية واشنطن، وموسكو، والرياض، وطهران، لإكمال المساعي لوضع جدول زمني للتحرك بناء على خطوات أولية".
وستكون محادثات فيينا التي تشارك فيها 17 دولة و3 منظمات دولية، ثاني جولة من المفاوضات بين الأطراف الخارجية المعنية بالحرب المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات في سوريا.
وتهدف هذه الجولة إلى الاتفاق على هيكل الانتقال السياسي في سوريا، وتحديد الجهات من الحكومة السورية وفصائل المعارضة السورية التي ستشارك في هذه العملية.
وفي الجولة الأولى من المحادثات والتي جرت الشهر الماضي لم يتفق كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على دور الأسد المستقبلي، ما ألقى بالشك على نجاح المحادثات النهائية.
جدران سميكة
وقال كيري "لا أستطيع القول اليوم إننا على عتبة التوصل إلى اتفاق شامل، لا يزال أمامنا الكثير من العمل".
وأضاف "إن جدران انعدام الثقة في سوريا والمنطقة والمجتمع الدولي مرتفعة وسميكة".
وقال "ان يتم اختراق هذه الجدران إلا إذا بذلنا جهداً جماعياً وخلّاقاً للتغلب عليها".
وجدد التأكيد على رأي بلاده بأن قمع الأسد الدموي للاحتجاجات المنادية بالديموقراطية في بدايتها، مهّد الأرضية لظهور تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش)، وأن تنحيه هو وحده الذي يمكن أن يوحد السوريين.
وفي فيينا سينضم إلى كيري ممثلون عن الجامعة العربية وبريطانيا والصين ومصر والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيران والعراق وإيطاليا والأردن ولبنان وسلطنة عمان وقطر وروسيا والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة.
مصير الأسد
إلى ذلك أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الخميس 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، أن "مستقبل الرئيس السوري ليس هو المادة الأولى في حل المشكلة السورية، ولن تتم مناقشة ذلك في اجتماع السبت".
وذكرت زاخاروفا في ردها على سؤال حول تقييمها لظلم الأسد لمئات آلاف السوريين، أن موسكو "لم تنظر أبداً إلى الأسد على أنه رئيس دولة مثالي، ووجهت له العديد من الانتقادات على ممارساته".
وادعت زاخاروفا أن موسكو "أقنعت الأسد بعدم استخدام البراميل المتفجرة"، مشيرةً إلى وجود أدلة لدى روسيا حول "وصول تنظيم "داعش" لتكنولوجيا إنتاج أسلحة كيميائية".
ولفتت زاخاروفا إلى أنهم "تفاجؤوا بأنباء اعتزام الولايات المتحدة الأميركية تشكيل مجموعات عمل حول سوريا، في فيينا يومي 12 و13 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري".
استياء روسي
وكانت مجموعتا عمل حول سوريا شكلتهما الولايات المتحدة قد التقتا اليوم الخميس، الأولى مكلفة بتحديد "المجموعات الإرهابية" والثانية "قائمة المعارضين" الذين يمكن أن يشاركوا في المفاوضات مع النظام، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي، بينما تبدأ مجموعة ثالثة، إنسانية عملها الجمعة.
وتختلف إيران وروسيا مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والعرب حول المجموعات التي يجب تصنيفها "إرهابية" وتلك التي يمكن اعتبارها جزءاً من المعارضة السورية.
وأبدت موسكو استياءها من واشنطن واتهمتها بـ"تنظيم لقاءات مجموعات العمل على عجل يومي 12 و14 نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا دون استشارة روسيا".
وأشار دبلوماسي أوروبي في بيروت إلى أن "موسكو أرادت التعبير عن استيائها لقيام واشنطن على حد قولها بإضافة دول في اللحظة الأخيرة مثل اليابان وأستراليا والنمسا وهولندا دون استشارة روسيا".
وطبقاً لنسخة مسرّبة من آخر مسودة اقتراح روسي، ترغب موسكو في بقاء حليفها الأسد في منصبه خلال الفترة الانتقالية التي مدتها 18 شهراً، وهو ما تعارضه واشنطن التي ترغب في ذهابه.
وتبدأ جولة ثالثة من اجتماعات فيينا في 14 الشهر الجاري، بهدف إيجاد حل للأزمة السورية، حيث من المنتظر أن يشارك ممثلون عن 12 بلداً.