بثت قناة تلفزيونية حكومية روسية "بالخطأ" مقطع فيديو عن مزايا سلاح نووي بحري روسي جديد ومخيف.
بحسب موقع دايلي بيست، التقطت كاميرا قناة Channel One الإخبارية الروسية "بالخطأ" صورةً من تقرير قدمه أحد الضباط للرئيس بوتين خلال اجتماع جمعه بكبار القادة العسكريين الروس في مدينة سوتشي.
سلاح ينشر الإشعاع
الصورة التي التقطتها الكاميرا العابرة شملت خطط الكرملين المتعلقة بسلاحٍ مخيف ناشرٍ للإشعاعات يُسمى "القنبلة القذرة" التي يمكن إطلاقها من غواصة محمولة على ظهر غواصةٍ أخرى.
بثت القناة الفيديو مرتين على الأقل قبل أن يتم حذفه، ربما بأمر من الرقابة الروسية لكن المشاهدين المهتمين قاموا بتحميل الفيديو على يوتيوب، ليتم تداوله فيما بعد على الشبكات الاجتماعية.
المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديميتري بيشكوف، أكد الأربعاء 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 صحة ما جاء في مقطع الفيديو وقال "صحيحٌ أن بعض المعلومات السرية التُقطت في الفيديو، وبالتالي كان يجب حذفها، نأمل ألا يتكرر هذا ثانية".
من أنظمة الدمار الشامل
وغرد المحلل العسكري المستقل المقيم في جنيف، بافل بودفيغ، على تويتر قائلاً: "عُرض على بوتين اليوم في سوتشي سلاحٌ جديد اسمه Status 6 وهو قنبلة ذكية عملاقة من أنظمة الدمار الشامل التي يطورها مكتب تصميم روبين. يبدو أنها قنبلة بحرية تطلقها غواصة صغيرة".
وأشار "دايلي بيست" إلى أنه لم يتسن التأكد مما إذا كان السلاح المعني موجوداً بالفعل أم أنه مجرد دعاية إعلامية تهدف إلى جعلنا نعتقد أن روسيا بوتين لديها سلاح خطير جديد في ترسانتها.
وفي حال ثبتت صحة الصور التي تم بثها عن طريق الخطأ، ستكون روسيا هي الدولة الأولى التي باتت قريبة من امتلاك سلاحٍ قد لا يكون مدمراً مثل القنبلة النووية، لكنه يمكن أن ينشر إشعاعاً قاتلاً على نطاق واسع، جاعلاً المنطقة المستهدفة غير صالحة للسكن.
أما إن كان الأمر برمته ملفقاً فسيكون آخر حلقة في سلسلة تلفيقات الكرملين الإعلامي، بحسب دايلي بيست.
قلق من امتلاك القنبلة
المحلل الأميركي المتخصص في مجال ضبط الأسلحة، جيفري لويس، قال للصحيفة متشككاً: "يبدو الأمر جنوناً"، وجديرٌ بالذكر أن بعض المحللين أظهروا قلقاً أن أنظمة متمردة على النظام العالمي، مثل النظام الكوري الشمالي، قد تلجأ إلى استخدام القنابل القذرة، لكن حتى الآن، لم يُظهر أحدٌ أي قلق تجاه عودة روسيا إلى جذورها السوفييتية العميقة لتحيي أسلحةً إشعاعيةً سعت هي نفسها إلى حظرها ذات مرة.
يذكر أن الخصائص التقنية لهذا السلاح ليست معقدةً كما نتصور، "فالقنبلة القذرة" هي أي ذخيرة تحتوي على متفجراتٍ تقليدية مغلفة بمادة مشعّة، تنفجر مثل أي ذخيرة عادية، لكن الشظايا الناجمة عنها مشعّة وبالتالي فهي أخطر لوقت أطول بكثير من البقايا التي تخلفها أي قنبلة عادية.
مقارنة بالأسلحة النووية، من السهل صنع القنابل" القذرة"، كما أن استخدامها لن يكون شرارة لنهاية العالم، لكنها تبقى خطيرة لدرجة أنه في سبعينيات القرن الماضي كادت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أن تتوصلا إلى اتفاق لحظرها.