في تصعيد للانقسامات التي تعصف بالحزب القائد للائتلاف الحكومي في تونس استقال 32 نائباً من حزب نداء تونس، الاثنين 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، من كتلة الحزب في البرلمان، وهو ما يسمح لحزب النهضة الإسلامي بأن يصبح القوة الأولى في البرلمان.
وظلت الخلافات خافتة بين معسكرين داخل حزب نداء تونس إلى أن تحولت هذا الشهر إلى عراك وتبادل للعنف بالعصي والهراوات في اجتماع للحزب بمدينة الحمامات.
نجل السبسي
ويضم المعسكر الأول حافظ قائد السبسي نجل رئيس البلاد والذي يسعى للعب دور أكبر في الحزب من خلال السعي لإعادة هيكلته، بينما يتزعم المعسكر الثاني محسن مرزوق الأمين العام للحزب.
وقال حسونة الناصفي، المتحدث باسم النواب المستقيلين من نداء تونس: "قررنا الاستقالة من كتلة الحزب في البرلمان احتجاجاً على عدم عقد الهيئة التنفيذية، وهو الهيكل الشرعي الوحيد في الحزب".
وأضاف أن خطوة الاستقالة تأتي احتجاجاً على السعي لاختيار مسار غير ديمقراطي للحزب.
الإسلاميون القوة الأكبر
وبعد استقالة النواب يصبح حزب النهضة الإسلامي أكبر قوة برلمانية، إذ يشغل 67 مقعداً في البرلمان، بينما ستتقلص مقاعد نداء تونس من 86 مقعداً الى 54 مقعداً بعد الاستقالات الأخيرة.
وقال مصطفى بن أحمد، وهو من بين المستقيلين، إن الخطوة المقبلة قد تكون تشكيل كتلة مستقلة في البرلمان متكونة من النواب المستقيلين.
ويواجه الباجي قائد السبسي، رئيس البلاد، انتقادات بأنه يحاول توريث ابنه قيادة الحزب لإعداده لمنصب سياسي أهم في وقت لاحق. ولكن رئاسة الجمهورية تنفي هذا كما تنفي أي تدخل في الخلافات بين الفريقين المتصارعين وتستنكر الزج بها في الخلافات الداخلية للحزب.
وينتقد معسكر مرزوق ما يسميه "رغبة البعض في الهيمنة على الحزب بالقوة"، في إشارة لحافظ قائد السبسي ورضا بلحاج مدير ديوان الرئيس.
ويدفع فريق نجل السبسي الاتهامات عنه ويقول إن الفريق الثاني يحاول الهيمنة على الحزب وإقصاء قيادات بارزة.
واستفاد نداء تونس من استقطاب فئات واسعة من أنصار النظام السابق وجزء من الحداثيين ومعارضي الإسلام السياسي.
وأصبح نداء تونس القوة الرئيسية في البلاد بعد أن قاد احتجاجات شعبية في صيف ٢٠١٣ انتهت بتنحي النهضة عن الحكم وتكوين حكومة غير حزبية قادت البلاد إلى الانتخابات التي جرت عام ٢٠١٤.
وحظي الانتقال السلس للسلطة وصياغة دستور بإشادة غربية واسعة نالت بفضلها 4 منظمات من المجتمع المدني بتونس جائزة نوبل للسلام في أكتوبر الماضي.
لكن بعد عام واحد من فوزه سقط الحزب الجديد في أتون الخلافات الداخلية وصراع المواقع وأصبح يحتاج لمعجزة لتفادي الانفجار.
وخسرت النهضة نفوذها لحزب نداء تونس بعد انتخابات 2014 وقبلت أن تكون ممثلة في الائتلاف الحكومي بوزير واحد رغم أنها القوة السياسية الثانية، ولكنها تبدو اليوم أمام فرصة مواتية لأن تعود للعب دور أكبر.