لجأ سكان مدينة تعز اليمنية إلى الحمل فوق ظهورهم لكسر الحصار المفروض من قبل مسلحي الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على جميع منافذ المدينة الرئيسية، والذين يمنعون دخول الأدوية والمواد الغذائية ومياه الشرب.
وبعد يوم من إعلان مستشفى "الثورة" العام، أنه مهدد بالتوقف جراء انعدام الأكسجين عن غرف العناية المركزة، كانت المستلزمات الطبية قد وصلت إلى المشفى ولكن على ظهور السكان.
طرق خاصة لكسر الحصار
تسبب الحصار الخانق وعدم وصول الأدوية والمشتقات النفطية لقلب المدينة التي تسيطر عليها القوات المناهضة للحوثيين، في إغلاق 16 مستشفى حكومياً وخاصاً من أصل 20، وحفاظاً على ما تبقى بادر الناس من الداخل لفك الحصار.
يقول الدكتور أحمد الدميني، وهو طبيب متطوع في مستشفى الثورة أكبر المشافي الحكومية بالمدينة، إن "المنظمات صرحت أنها عاجزة عن كسر الحصار الذي يفرضه الحوثيون، فلجأنا إلى وسائل خاصة"
ويضيف الدميني لـ "عربي بوست" إن "الأدوية وأسطوانات الأوكسجين ومحاليل المختبر وصلت إلينا عبر طريق فرعية ترابية في جبل صبر، جنوبي المدينة".
السكان قاموا بنقل قرابة 100 أسطوانة أكسجين على ظهورهم، مروراً بطرق جبلية شاهقة، حتى وصلت إلى المستشفى في قلب المدينة، ولكن هذه الكمية التي وصلت "لن تكفي سوى 3 أيام حيث يحتاج المشفى إلى 40 أسطوانة يومياً" على حدّ قول الطبيب الدميني.
أسلحة على الظهور أيضاً
قبل تنفيذ عملية تهريب الأدوية في مدينة تعز اليمنية، كانت عملية تهريب السلاح من التحالف العربي للقوات التي تسمى "المقاومة الشعبية" الموالية للحكومة الشرعية المنفية في الرياض، قد سبقت، وبذات الطريقة.
انتشرت مؤخراً على الشبكات الاجتماعية صور لرجال يمنيين متقدمين في السن، يحملون على ظهورهم أسلحة وقذائف دبابات في قمة جبل صبر المطل على مدينة تعز.
يقول قائد ميداني للمقاومة، طلب عدم الإفصاح عن هويته، لـ "عربي بوست" قام "أنصار المقاومة" بشق طرق ترابية من أجل مرور 3 مدرعات عسكرية، وبعد أن اكتشف الحوثيون ذلك قاموا باجتياح الطريق، واستحدثوا نقاطاً جديدة هناك لإكمال الحصار".
وأضاف "تطوع عدد كبير من السكان لنقل الذخيرة للمقاومة، واخترنا أشخاصاً نثق بهم لنقل الأسلحة، وخصوصاً كبار السن ممن لهم باع في التكيف مع ظروف الحرب".
ووفقاً للقائد الميداني، فإن الذخيرة التي وصلت كان لها دور في المعارك بعد أن كانت المعدات بلا ذخيرة لأسابيع، كما أن عدداً من مدرعات التحالف وصل "ونتمنى أن تكون ساعة الصفر قد اقتربت لتحرير المدينة من الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح".
وتنوّع الدعم المقدم لـ"المقاومة" من قوات التحالف العربي، المرابطة في محافظات جنوبية، بين مدرعات عسكرية وصواريخ حرارية "تاو" مضادة للدروع والمعروفة بـ "صائدة الدبابات".