لا يمكن أن تتضمن دعاياتهن الانتخابية صوراً شخصية ولا يتم السماح لهن بمخاطبة الرجال بصورة مباشرة خلال حملاتهن الانتخابية، ومع ذلك، فقد تم نشر أسماء أولى المرشحات لانتخابات المجالس المحلية في السعودية.
ووفق ما ذكرته صحيفة التليغراف البريطانية، فإن الانتخابات المقررة في ديسمبر/ كانون الأول هي الثالثة في تاريخ السعودية الحديث، ولكنها الأولى التي تشارك فيها المرأة بالتصويت والترشح معاً، وذلك بموجب المرسوم الملكي الصادر عن الملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز.
وفي حالة فوزهن، سوف تتمثل مهامهن في تنفيذ الأعمال المعتادة للمجالس في مختلف الأنحاء، على غرار الإشراف على صيانة الطرق، وتحسين الخدمات.
وترشح أكثر من 1000 امرأة في مختلف أنحاء البلاد، وهو عدد أكبر كثيراً مما كان متوقعاً.
لجين الهذلول
تقول لجين الهذلول وهي المرشحة الأولى بالمنطقة الخامسة بالرياض عن مشاركتها، "أركز على زيادة أعداد النساء المترشحات والمشاركات بالانتخابات".
الهذلول، ناشطة سعودية كان قد تم إطلاق سراحها بعد قضاء 73 يوماً في الحجز جراء المشاركة في حملة تدعو للسماح للمرأة بقيادة السيارة.
هيفاء الحلبي
فيما تقول المهندسة المعمارية هيفاء الحلبي، التي درست وعملت في لندن وغلاسغو باسكتلندا قبل العودة إلى السعودية منذ عامين "لقد بدأت العمل العام منذ عودتي، وأنا أسافر للخارج ولا يطلب مني أحد موافقة الوصي على الإطلاق."
وتخوض الحلبي الآن الانتخابات عن المنطقة الرابعة بالرياض وتكتب عموداً بإحدى الصحف المحلية يتضمن صورة شخصية لها دون حجاب، وهي ترتدي "تي شيرت" يحمل شعار "Punk's Not Dead"، أو "الشرير لم يمت".
الحلبي، تبلغ 38 عاماً؛ وهي متزوجة من محام، وتؤكد أنها تسعى لتطبيق أفكارها في مجال الهندسة المعمارية، والمتمثلة في أن التصميم الجيد يعد أسلوباً للحياة.
ورغم أن كلاً من الهذلول والحلبي درست خارج السعودية، إلا أنهما تمثلان فصيلين مختلفين.
حيث تختلف وجهتا نظر السيدتين حول بعض قواعد الانتخابات، بما في ذلك حظر استخدام المرشحين للصور الشخصية ومنعهم من مخاطبة الجنس الآخر.
وترى الهذلول أن حظر الصور ومنع المرشحين من التواصل مع الجنس الآخر هو نوع من التمييز ضد المرأة.
وتقول إن حصر دعاية المرشحات في حملاتهن الانتخابية في أماكن خاصة، يمنح المرشحين من الرجال فرص الدعاية في مختلف أماكن العمل والشبكات الاجتماعية أيضاً، وهو ما لن تصل إليه النساء.
فيما تقول الحلبي إن حظر الصور الشخصية أمر محمود لأنه يمنع المرشحين الرجال من إظهار مدى تقواهم من خلال استعراض اللحى الطويلة.
نسيمة أسدة
أما نسيمة أسدة، إحدى 9 سيدات من بين 62 مرشحاً على 12 مقعداً في مدينة القطيف الواقعة شرقي البلاد، ترى أن الانتخابات تتسم بالحساسية الشديدة، وخاصة في منطقتها التي وصفتها بالبؤرة الساخنة.
أسدة، كانت قد شاركت في الحركة المطالبة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة بالسعودية، كما تنشط في نشر حالات المتظاهرين الذين يتم اعتقالهم بالقطيف.
وقد قامت الشرطة السعودية باستدعائها مرتين لمطالبتها "بالتهدئة" في مواقفها حينما تتعلق الأمور بالحكومة.
وتقول "أهتم بحقوق الإنسان، وبخاصة الحقوق السياسية؛ وأعتبر أنها هامة جداً بالنسبة للمرأة".
أما الانتخابات بالنسبة لأسدة فهي مجرد "لعبة"، قائلة "إنها مجرد خطوات صغيرة على الطريق والناس يريدون المزيد من الخطوات، فالأمر لا يتعلق بحصولنا على حقوقنا، ولكن توعية النساء وأفراد المجتمع بصفة عامة حول ماهية تلك الحقوق".
تعزيز حقوق المرأة
وحظي الملك عبد الله، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 91 عاماً في يناير/ كانون الثاني الماضي، بسمعة جيدة خلال سنوات حكمه الأخيرة فيما يتعلق بزيادة الفرص التي تحصل عليها المرأة في السعودية.
وجاوزت أعداد النساء في الجامعات أعداد الرجال، بينما أصدر الملك أيضاً مرسوماً يسمح للنساء بالعمل كبائعات في المحال التجارية؛ ومنذ ذلك الحين، انضم مئات الآلاف من النساء إلى سوق العمل.
ومنحت المملكة أيضاً 750 ألف طالب تقريباً منحاً دراسية للدراسة في الخارج على مدار العقد الماضي، وكان العديد منهم من الإناث.