شهدت الحكومة الكندية التي شكلها رئيس الوزراء الجديد جاستين تردوا الأربعاء 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 تعددية هي الأكبر في تاريخ حكومات البلد، إذ ضمت وزراء من مختلف الأصول والأديان، عاكسة بذلك واقع المجتمع الكندي المتعدد الثقافات.
ولم تقتصر تعددية الحكومة الكندية الجديدة على الثقافات، بل امتدت لتشمل أيضاً أشخاصاً لديهم عوائق صحية كوزير المحاربين القدامى الذي يستخدم كرسياً متحركاً، ووزيرة "الرياضة والمعاقين" التي تعاني من ضعف شديد في البصر منذ ولادتها.
الحكومة ضمت أيضاً أشخاصاً ذوي مسارات مهنية مميزة، كأول رائد فضاء كندي، المعين وزيراً للنقل، إلى جانب وزير البنى التحتية الذي كان يعمل سائقاً لحافلة نقل ركاب بمدينة أدمنتون، قبل أن يُنتخب رئيساً لبلدية المدينة.
وزيران من الشعوب الأصلية
تنحدر جودي ولسن راي بولاد وزيرة العدل الجديدة، من الشعوب القديمة والأصلية في كندا الناطقة بلغة "كويكويلا".
ولدت جودي عام 1971 في مدينة فانكوفر بمقاطعة "برتش كولومبيا" (غرب البلد)، وهي حاصلة على شهادة جامعية في القانون، وتعرف في الأوساط الحقوقية بدفاعها عن حقوق السكان الأصليين لكندا، كما حصلت في وقت سابق على جائزة أفضل امرأة في مقاطعة كولومبيا.
أما الوزير الثاني فهو هنتر توتو والذي ولد عام 1963، وهو من سكان مقاطعات القطب الشمالي من مقاطعة نونفت الأصليين.
ترأس عدة لجان محلية في مدينته، وكان مدافعاً عن قضايا السكان الأصليين .
"سيخي" وزيراً للدفاع
هارجيت ساجان هو أول سيخي كندي يعين قائداً لفوج في الجيش الكندي، ينتمي لمنطقة "هوشيربور" البنجابية في الهند.
هاجرت أسرة "هارجيت" إلى كندا عندما كان في الـ15 من عمره، نشأ وترعرع في مدينة فانكوفر، وانضم إلى الجيش الكندي عام 1989، حيث شغل منصب كولونيل، كما شارك مع الجيش، فوج الملكية الكندية، في أفغانستان والبوسنة والهرسك .
وزير على كرسي متحرك
ولد كينت هير، وزير المحاربين القدامى عام 1969 في مدينة كالكاري بمقاطعة ألبرتا، حصل على شهادة في الحقوق، و تعرض في عام 1991 عندما كان ماراً في أحد الشوارع إلى إطلاق نار عشوائي من إحدى السيارات، ما تسبب له بشلل في رجليه.
وظل كينت يدافع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن أصبح رئيساً لكثير من الجمعيات المتعلقة بهذا الشأن، مثل الجمعية الكندية للمعاقين والمشلولين في مقاطعة ألبرتا.
وزيرة مسلمة
مريم منصف هي أول وزيرة مسلمة في الحكومة الكندية وأصغر أعضائها، فهي من مواليد 1985، في مدينة "هراتا" بأفغانستان.
بعد مقتل والدها، انتقلت والدتها رفقة بناتها الثلاث للعيش في إيران ثم سورية، قبل أن تقرر الهجرة إلى كندا عام 1996، وكانت مريم حينها في الـ11 من عمرها.
استقرت مريم في مدينة بيتربورو وحصلت على بكلوريوس في العلوم من جامعة "ترينت"، كما انخرطت في العمل المدني والإنساني، حيث جمعت مبلغ 150 ألف دولار لمساعدة نساء أفغانيات، من خلال منظمة The Red Pashming Campaign
سائق حافلة وزيراً
ولد أمارجيت سوهي عام 1964 بننهوار في البنجاب بالهند، قبل أن يهاجر إلى أدمنتون في كندا برعاية أخيه عام 1981، ودرس ضمن برامج اللغة الإنكليزية التي تقدمها الحكومة الكندية للمهاجرين.
عمل أمارجيت كاتباً وممثلاً مسرحياً في مسرح البنجاب في كندا، ثم عاد إلى الهند والتحق بحركة كاهلستان المدافعة عن حقوق السيخ، واعتقل هناك لمدة تقارب السنتين بدون توجيه تهمة له.
ويرفض سوهي لبس عمامة السيخ وإطلاق اللحية، ليرجع إلى كندا، وبالتحديد إلى مدينة أدمنتون، حيث عمل سائقاً في حافلة نقل الركاب، قبل أن يتم انتخابه في مجلس بلدية أدمنتون .
وزيرة "معاقة"
ولدت كلارا كولاترف عام 1971، ومنذ ولادتها كان نظرها ضعيفاً جداً، لكن ذلك لم يمنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي. درست الحقوق وحصلت على شهادة البكلوريوس من جامعة فيكتوريا، لتعمل كمحامية ومدافعة عن حقوق الإنسان، ثم كمستشارة في اللجنة الكندية لحقوق الإنسان.
حصلت كلارا على وسام اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية عام 2012، ولها أيضاً أربع ميداليات أولمبية في السباحة ورياضة ذوي الإعاقة.
رائد فضاء وزيراً للنقل
ولد جوزيف جان بيير مارك غارنو عام 1949، وبدأ حياته المهنية في البحرية الملكية الكندية عام 1974، وفي عام 1986 تمت ترقيته إلى كابتن.
وهو أول كندي صعد إلى الفضاء عام 1984، وأول كندي شارك بثلاث رحلات إلى الفضاء على مراكب وكالة ناسا الأمركية. وفي عام 2011 تم تعيينه نائبا للرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء الكندية.
