في الوقت الذي رجحت فيه مصادر استخباراتية أميركية، الأربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أن يكون سقوط الطائرة الروسية "إيرباص 321" في شمال سيناء، جراء زرع قنبلة موقوتة داخلها قبل إقلاعها، من قبل عناصر تابعة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أو مرتبطة بها، هناك تساؤلات حول موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إزاء هذه الترجيحات.
صحيفة الإندبندنت البريطانية قالت إنه وفي حال صدقت تلك التخمينات، فإن ذلك من شأنه أن يلقي بتبعات وتداعيات سلبية على الرئيس الروسي على الصعيدين الداخلي والخارجي، خاصة أن حادث سقوط الطائرة يأتي فقط بعد قرابة شهر من التصعيد الروسي عسكرياً في سوريا.
وكان الرئيس الروسي قال إن "داعش" خطر مباشر على روسيا، وسلّم بأن احتمال قيام المتطرفين الإرهابيين بأعمال انتقامية واردٌ جداً.
ويؤكد المسؤولون الأميركيون حتى هذه اللحظة أنهم لم يتوصلوا إلى استنتاج قاطع بوجود قنبلة وراء الحادث، لكن ترجيح كل من الاستخبارات الأميركية ونظيرتها البريطانية لتفسير القنبلة يشير حتماً إلى أن الأمر كذلك.
تداعيات داخلية
"الإندبندنت" اعتبرت أنه إن ثبت أن قنبلة كانت وراء إسقاط الطائرة – على الأغلب انتقاماً لضرب موسكو أهدافاً لداعش في سوريا – فإن ذلك سيكون كفيلاً بجرّ فوضى الشرق الأوسط من عناوين الصحف وأخبارها البعيدة إلى واقع أليم سيعيشه المواطن الروسي العادي ويلمسه عن قرب.
وبالتالي سيتأذى بوتين على الصعيد المحلي وهو الذي حظي بشعبية واسعة على مدار عامين تقريباً بعدما بث في صفوف مواطنيه روح الوطنية القومية التي ألهبتها مواقفه الحازمة في أوكرانيا والآن في سوريا.
غير أن الهالة الساطعة المحيطة به قد يخفت بريقها إن ثبت بالأدلة أن قنبلة بالفعل دمرت الطائرة.
التصعيد ضد "داعش"
وبهذا سيضطر بوتين عندئذٍ لتصعيد عملياته العسكرية ضد "داعش" بضربها بيدٍ من حديد واستهداف مواقع التنظيم.
جديرٌ بالذكر أن بعض المنتسبين لتنظيم داعش يتحدرون من أقاليم الجمهوريات الإسلامية الواقعة في جنوبي روسيا، ومن الشيشان على وجه الخصوص، حيث مازالت تنشطُ بعض المجموعات الانفصالية والجهادية، التي بعضها على صلة بداعش، وذلك رغم تعرضها لقمع موسكو إبان حروب الشيشان في التسعينيات.
الإعلام الروسي
وبينما لم يكن الإعلام الروسي الخاضع لرقابة صارمة قد توصل إلى تأكيدات طوال الأسبوع الماضي بمسببات الكارثة، قالت صحيفة سانت بطرسبرغ الليلة الماضية إن آثار متفجرات قد وُجِدت على جثث بعض الضحايا.