طلب المؤتمر الوطني العام في طرابلس توضيحاً عاجلاً من الأمم المتحدة ومجلس الأمن حول تعيين المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا برنارد ليون، في وظيفة بدولة الإمارات الداعمة لحكومة طبرق، ما رآه المؤتمر يشكك في مصداقية ليون ودور البعثة الأممية في ليبيا.
المؤتمر الوطني الحاكم في العاصمة الليبية طرابلس والمتنازع مع حكومة عبدالله الثني في طبرق، وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن الدولي ماثيو رايكروفت، أكد فيها أنه فوجئ بقرار الإمارات العربية المتحدة بتعيين ليون.
وكانت الإمارات قد أعلنت عن التعاقد مع المبعوث الأممي الذي أنهى مهامه الجمعة الماضية ليشغل منصب مدير أكاديمية الإمارات للدبلوماسية براتب شهري يصل إلى 35 ألف جنيه إسترليني إلى جانب بدل سكن سنوي يزيد عن 120 ألف جنيه إسترليني وكشفت صحف بريطانية أن المفاوضات بينهما بدأت أثناء توليه الوساطة بين الفرقاء الليبيين الذين تدعم الإمارات طرفاً منهم.
شبهة غير مسبوقة
واعتبر "المؤتمر" الذي يتخذ من العاصمة الليبية طرابلس مقراً له، أن قرار التعيين "يعد شبهة غير مسبوقة ويأتي في الوقت الذي يطلب فيه من الشعب الليبي القبول والتسليم باقتراحات المبعوث الأممي السابق.
واقترح ليون بعد أشهر من المحادثات، على الأطراف الليبية المتنازعة تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن الصيغة المطروحة لتقاسم السلطة لم ترضِ الأطراف، ما أدى إلى تعثر المحادثات.
وتدعم الإمارات ومصر الحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني، وتتمركز في طبرق شرق البلاد، فيما يحظى المؤتمر الوطني بدعم دول مثل تركيا وقطر.
تفاصيل المفاوضات
وكانت صحيفة "غارديان" البريطانية قالت إن أبو ظبي عرضت على المبعوث الأممي برنارد ليون راتباً يومياً مقداره ألف جنيه إسترليني لتدريب الدبلوماسيين الإماراتيين، ولدعم السياسة الخارجية الإماراتية.
وكشفت الصحيفة عدداً من المراسلات حول الاتفاق تعود إلى منتصف صيف 2015 أحدها أرسله الوزير الإماراتي سلطان الجابر إلى وزير الخارجية عبدالله بن زايد طالباً توفير بدل سكن سنوي للمسؤول الأممي السابق في أبو ظبي بمبلغ 360 ألف درهم (63 ألف جنيه إسترليني.
وقال الوزير في رسالته إن ليون يريد ضعف هذا المبلغ لاستئجار منزل لعائلته في جزيرة السعديات الراقية والتي بني فيها فرع لمتحف اللوفر وغاغينغهام.
وذكر تقرير الغارديان أن المبعوث الأممي لليبيا قضى الصيف في التفاوض حول وظيفة في الإمارات التي تدعم اللواء خليفة حفتر وبرلمان طبرق في الحرب الدائرة في ليبيا، بينما يقوم هو بدور التوسط بين أطراف النزاع فيها.
وذكرت أن الوظيفة الجديدة تثير تساؤلات حول حيادية ليون كونه مبعوث سلام يمثل الأمم المتحدة.
وحاول ليون إثناء الغارديان عن نشر القصة مؤكداً أنه لم "يوقع العقد بعد"، وعرض مقابلة محرر الصحيفة لشرح الأمر إلا أن الإمارات أعلنت عن قبوله الوظيفة قبل أن تتم المقابلة.