قالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، إن موسكو لا ترى بقاء بشار الأسد في السلطة كمسألة مبدأ في تصريحات تشير إلى خلاف في الرأي مع إيران الحليف الدولي الرئيسي الآخر للرئيس السوري.
ومما أثار تكهنات عن وجود خلافات بين موسكو وطهران بشأن الأسد قول رئيس الحرس الثوري الإيراني يوم الاثنين إن طهران ربما تكون أكثر التزاماً بمساندته من روسيا وأضاف إن موسكو "ربما لا تهتم بما إذا كان الأسد سيبقى في السلطة بقدر اهتمامنا".
وقد كانت روسيا وإيران أقوى الداعمين الأجانب للأسد أثناء الحرب المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات لكن أميركا وحلفاءها الخليجيين وتركيا يصرون على ضرورة تنحي الرئيسي السوري في إطار أي اتفاق سلام في نهاية المطاف.
فشل محادثات فيينا
وفشلت المحادثات التي عقدت في فيينا يوم الجمعة والتي ضمت لاعبين أجانب رئيسيين شاركوا في الجهود الدبلوماسية بشأن سوريا في التوصل إلى اتفاق بشأن الأسد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا حينما سألها صحفي الثلاثاء هل إنقاذ الأسد مسألة مبدأ بالنسبة لروسيا "لا على الإطلاق لم نقل ذلك أبداً".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنها قولها "نحن لا نقول إن الأسد يجب أن يرحل أو يبقى".
لكنها أضافت إن تغيير نظام آخر في الشرق الأوسط قد يكون كارثة "تحول المنطقة كلها إلى حفرة سوداء كبيرة".
وقالت زاخاروفا إن روسيا لم تغير سياستها بشان الأسد وإن مصيره يجب أن يحدده الشعب السوري.
خلافات مع إيران
لكن تصريحاتها بدا أنها تشير إلى خلافات في النهج بالمقارنة مع إيران التي أرسلت قوات للقتال في صفوف الجيش السوري وأمرت بإرسال مقاتلين من حزب الله اللبناني الذي تسيطر عليه.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء الاثنين عن رئيس الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري قوله إن روسيا "ربما لا تهتم إن كان الأسد سيبقى في السلطة بقدر اهتمامنا". لكنه استدرك بقوله "نحن لا نعرف أي شخص أفضل يحل محله".
الحوار الوطني
ورفض نائب وزير خارجية سوريا فكرة الفترة الانتقالية التي تسعى إليها دول غربية تريد رحيل الأسد من السلطة قائلاً أثناء زيارة لإيران أنه يجري بحث تشكيل حكومة موسعة.
وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد "نتحدث عن حوار وطني في سوريا وحكومة موسعة وعملية دستورية ولا نتحدث نهائياً عما يسمى بفترة انتقالية" مضيفاً إن هذه الفكرة موجودة فقط "في أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع".
وتدخلت روسيا عسكرياً في نهاية سبتمبر/ أيلول لدعم الأسد بشن حملة ضربات جوية ضد جماعات المعارضة التي تحاول الإطاحة به.
تدريب روسي أميركي بسوريا
وقالت وكالات أنباء روسية نقلاً عن جنرال في القوات المسلحة الروسية إن القوات الجوية الأميركية والروسية أجريتا تدريباً مشتركاً في سوريا الثلاثاء وذلك بهدف تجنب وقوع اشتباك عرضي فوق سوريا مع قيام الطرفين بحملتي قصف متوازيتين.
وقال مسؤول عسكري أميركي إن مقاتلة أميركية ومقاتلة روسيا أجريتا اختبار اتصال فوق جنوب سوريا عملاً ببروتوكولات السلامة التي اتفق عليها البلدان الشهر الماضي.
وقال المسؤول الأميركي إن الطائرتين كانتا على مسافة 8 كيلومترات بينهما في اختبار استمر نحو 3 دقائق.
جهود دبلوماسية
أظهرت موسكو في الوقت نفسه مرونة متزايدة في الجهود الدبلوماسية لحل صراع قتل فيه 250 ألف شخص ونزح ملايين الأشخاص.
وقد يجتمع مسؤولون من الحكومة السورية وأعضاء من المعارضة المنقسمة في موسكو الأسبوع القادم.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله "في الأسبوع القادم سندعو ممثلين للمعارضة للتشاور في موسكو".
وقال بوجدانوف "الاجتماع… قد يكون بمشاركة ممثلين للحكومة". ولم يذكر أي أعضاء المعارضة قد يحضرون لكن الدعوة تشير فيما يبدو إلى تغير في اللهجة من جانب موسكو التي كانت حتى الآن ترفض مثل هذه الجماعات.
وقالت محللة روسية إن هدف موسكو ليس دعم الأسد وإنما إنقاذ الدولة السورية وهزيمة الجماعات الإرهابية. وقالت إيرينا زفيجيلسكايا محللة شؤون الشرق الأوسط في الأكاديمية الروسية للعلوم "إنها بداية عملية سياسية".
وقالت وزارة الخارجية في موسكو إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا في موسكو يوم الأربعاء لبحث جهود بدء حوار بين دمشق والمعارضة.