هل تسببت قنبلة في إسقاط الطائرة الروسية؟

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/02 الساعة 06:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/02 الساعة 06:51 بتوقيت غرينتش

رجح خبراء ومراقبون أن يكون سبب تحطم الطائرة الروسية التي سقطت فوق شبه جزيرة سيناء المصرية، السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، هو وجود قنبلة على متن الطائرة ما أدى إلى تحطمها أشلاء في الجو قبل سقوطها وتناثر أجزائها أرضاً.

ترجيحات المراقبين جاءت على خلفية تصريحات أدلى بها ألكسندر نيرادكو، رئيس وكالة الطيران الفيدرالي الروسية، قال فيها إن الطائرة تحطمت قطعاً وهي على علو مرتفع في منطقة نائية من صحراء سيناء، حيث تدور معارك بين الجيش المصري وعناصر تنظيم القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وكانت صحيفة دايلي ميل البريطانية ذكرت في تقرير لها أن التحقيقات التي تجرى بشأن الحادثة أثبتت أنها انفجرت جواً أثناء تحليقها على ارتفاع 31 ألف قدم.

الطائرة من نوع إيرباص A321 كانت قد اختفت شارتها من شاشات الرادار بعد 23 دقيقة من إقلاعها قرابة الـ4 فجر السبت الماضي من مطار شرم الشيخ متجهة إلى سانت بطرسبرغ في روسيا، وعلى متنها 224 مسافراً جلهم من الروس.

من جانبه، قال البروفيسور الخبير مايكل كلارك، مدير المعهد الملكي للخدمات، متحدثاً لإذاعة "بي بي سي"، إنه لا يرجح احتمال وجود عطل فني أو تقني في المحرك مثلاً؛ لأن الأمر لو كان كذلك لصدرت عن الطائرة نداءات استغاثة، إلا أن التحقيقات الروسية التي قامت بمسح منطقة حطام الطائرة أوضحت في صورها أن الطائرة تحطمت قطعتين سقطت كل منهما على بعد كيلومترين عن الأخرى، ما يعني حسب قراءة كلارك أن الطائرة انشطرت قسمين في الجو قبل سقوطها، ولا تفسير لذلك أنسب من وجود قنبلة على متنها.

استبعاد ضلوع "داعش"

وعلى خلفية تبني "داعش" إسقاط الطائرة الروسية حسب ما أعلنته على حساب لها على تويتر، فقد استبعدت السلطات الروسية ذلك الاحتمال، وقد ضم كلارك صوته إلى هذا الرأي رغم أن البقعة التي سقطت فيها الطائرة منطقة لا تُحكِم القوات المصرية السيطرة عليها وتعد مرتعاً لعناصر تنظيم داعش.

ويشرح كلارك نظريته قائلاً: "إن المنطقة تستخدم لعبور الأسلحة القادمة من ليبيا بعد ثورة عام 2011، فهناك 600 مخزن للأسلحة مفتوح بلا حراسة. إنها مخازن أسلحة نظام العقيد القذافي، وقد وجدت هذه الأسلحة طريقها للعبور إلى الشرق الأوسط عبر سيناء إلى سوريا وغيرها".

لكنه يستبعد إسقاط الطائرة بأي من هذه الأسلحة بقوله: "حسب معلوماتنا لا يمتلك عناصر التنظيمات المسلحة أسلحة قادرة على إسقاط طائرة من ارتفاع كهذا، فلديهم صواريخ محمولة على الكتف لا تقوى إلا على إسقاط الطائرات أثناء الإقلاع والهبوط حينما تكون سرعة الطائرة بطيئة وارتفاعها منخفضاً، أما ارتفاع 8000 و9000 قدم فما فوق فهو خارج نطاق الأسلحة التي بحوزتهم".

وقد أشار كلارك إلى أن طائرة على الارتفاع ذاته كانت قد أسقطت في أوكرانيا العام الماضي لكن السلاح المستخدم كان صاروخ BUK مضاد للطائرات روسي الصنع، وهو سلاحٌ لا يبدو أنه في جعبة جهاديي الشرق الأوسط، حسب كلامه.

عطل فني

صحيفة "ديلي ميل" نقلت عن أرملة مساعد الطيار سيرغي تراخاتشيف قولها خلال مقابلة على التلفزيون الروسي إنه كان قد أبدى استياءً من حالة الطائرة الفنية في مكالمة هاتفية أجراها مع ابنته قبل الكارثة.

لكن مهندس طيران مصري قال إنه قضى أكثر من نصف ساعة في التحقق من صيانة وسلامة الطائرة قبل إقلاعها الساعة 3:50 فجراً، مشيراً إلى أن أعطالاً سابقة كانت قد ألمّت بالطائرة قبل 3 أشهر لكنها "مجرد أعطال روتينية". يذكر أن الطائرة ذات سجل طويل به أكثر من 56 ألف ساعة طيران خلال 21 ألف رحلة.

لكن صحيفة "غارديان" البريطانية نقلت عن شبكة أمن الطيران أن الطائرة المتينة التي خدمت 18 سنة كانت قد تضررت في حادث في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2001 من إصابة في ذيلها على مدرج مطار القاهرة. ويعمل المحققون الآن لاستبيان ما إذا كان لهذه الإصابة القديمة ضلعٌ في تحطمها السبت الماضي.

وتقوم السلطات المصرية بتمشيط منطقة الحطام بحثاً عن أشلاء الضحايا، وقد قامت بتوسعة رقعة البحث 15 كم إثر عثورها على جثة طفلة على بعد 8 كم بعيداً عن منطقة الحطام الرئيسية.

أما الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فقد وصف الكارثة بأنها "أمرٌ معقّد ويحتاج لتقنيات متقدمة وتحقيقات واسعة قد تستغرق شهوراً".

لجنة التحقيق: الطائرة لم تتعرض لهجوم

مصدر في لجنة تحقيق تحطم الطائرة قال لوكالة رويترز إن الناقلة لم تتعرض لهجوم خارجي، كما لم يصدر قائدها أي إشارات استغاثة قبل اختفائها من على شاشات الرادار.

ورفض المصدر الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنه اعتمد في تصريحاته على الفحص المبدئي للصندوقين الأسودين للطائرة.

عمل خارجي

ولكن ألكسندر سميرنوف، المسؤول بشركة متروجيت للطيران الروسية، قال في مؤتمر صحفي، الاثنين، إن "الطائرة كانت في حالة تقنية ممتازة. نستبعد (حصول) مشكلة تقنية أو خطأ في القيادة"، مضيفاً "السبب الوحيد المحتمل هو عمل خارجي".

كل الاحتمالات واردة

ومن جانبه قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، الاثنين، رداً على سؤال حول ما إذ كان عمل إرهابي وراء تحطم طائرة روسية في مصر، إنه ليس هناك مبرر بعد لاستبعاد أي نظرية وكل الاحتمالات ورادة.

وكانت عدة شركات طيران منها طيران الإمارات وقطر والبحرين والكويت، قد علقت طيران رحلاتها فوق سيناء بعد الحادث، كما حذر الطيران البريطاني جميع رحلاته من الطيران فوق سيناء على ارتفاع أقل من 25 ألف قدم تجنباً لتهديدات الأسلحة المضادة للطيران.

تحميل المزيد