عراك بالعصي في اجتماع حزب نداء تونس الحاكم وبوادر انشقاق وشيكة

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/01 الساعة 15:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/01 الساعة 15:06 بتوقيت غرينتش

وقع شجار بالعصي اليوم الأحد 1 نوفمبر/ تشرين الأول، بين أنصار محسن مرزوق، أمين عام حزب نداء تونس الحاكم، وأنصار حافظ قائد السبسي، ونائب رئيس الحزب، ونجل الرئيس التونسي، وذلك خلال اجتماع عقده قياديون في الحزب بأحد النزل بمدينة الحمامات، شرق العاصمة، من أجل حسم تاريخ عقد المؤتمر العام.

وخلف الحادث تساؤلات بين أنصار نداء تونس والتونسيين بصفة عامة حول مصير الحزب، والذي بدأت تعصف به رياح الخلاف وبوادر الانقسام الداخلي، في صراع وصف بالمحموم بين محسن مرزوق ونجل الرئيس السبسي على من سيفوز برئاسة الحزب في الانتخابات القادمة.

انشقاق في الأفق

القيادية في نداء تونس بشرى بلحاج حميدة، استنكرت في تصريح "لعربي بوست" ما حدث اليوم من أحداث عنف في اجتماع الحزب بالحمامات، مضيفة أنه "لا مستقبل لحزب فيه أناس تشرع وتبرر للعنف، وتحرض على الاعتداء على قيادات الحزب، ونحن في اجتماع طارئ اليوم للخروج من هذا المأزق، وهناك توجه كبير للانشقاق ولتكويننا كتلة برلمانية مستقلة عن كتلة حزب نداء تونس".

النائبة عن النداء، أكدت أنها كانت حاضرة خلال اجتماع اليوم ولم تتمكن من الدخول للنزل إلا بعدما تدخل رجال الأمن وسط أجواء من الفوضى والشتائم التي وجهت لها شخصيا وضد قيادات الحزب ومن بينهم محسن مرزوق، على حد قولها.

وحول استعمال الهراوات خلال أحداث اليوم بين أنصار النداء، أكدت بلحاج حميدة، أن الأمر كان "للدفاع عن النفس بعد تهجم مجموعات دخيلة وتهشيمها لباب النزل".

وختمت ذات المتحدثة قائلة "إن ما حصل اليوم في اجتماع الحزب من عنف وهمجية وفوضى جعلني أخرج من منطق التوافق والحوار داخل نداء تونس وأقطع نهائيا مع هؤلاء الأشخاص المحرضين على العنف".

دوامة عنف خطيرة

من جانبه حمل النائب عن حزب نداء تونس خميس كسيلة كلا من رئيس الحزب محمد الناصر وأمينه العام محسن مرزوق مسؤولية أحداث العنف التي حصلت خلال الاجتماع.

وأضاف أنهما "من أصرا على الدعوة لانعقاد اجتماع المكتب التنفيذي خلال 24 ساعة، رغم أنهما أدرى الناس بأن هذا الهيكل أصبح عاجز عن حل الأزمة القيادية في الحزب، وكان من الأجدر بهم تجميع الهيئة التأسيسية التي تعتبر الجهة الوحيدة المخول لها قانونا اتخاذ قرارات حاسمة لعقد مؤتمر الحزب في أقرب وقت".

واعتبر كسيلة أن ماحصل اليوم من اعتداء على قيادات من الحزب ومناضلين وإطارات جهوية ومنعهم من دخول الاجتماع باستعمال الهراوات "أمر غير مقبول"، مستنكرا ماجاء في بيان لتيار الأمين العام محسن مرزوق، والذي حمل المسؤولية التامة لما حدث اليوم لمن وصفها "بميليشيات" نائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي، ولمدير ديوان الرئيس رضا بلحاج، معتبرا أنها "اتهامات باطلة وظالمة لرجلين مؤسسين للحزب".

وحول غياب التدخل الأمني لفض الشجار الحاصل بين الطرفين، اعتبر كسيلة أن الأمن "لا يتدخل في مثل هذه المشاكل السياسية التي تحدث بين أنصار نفس الحزب، لأن الأمر وقتها سيزيد تعقيدا".

وختم كسيلة قائلا إن "دوامة العنف التي وصل إليها النداء خطيرة، وأدعو رئيس الحزب محمد الناصر إلى تدارك الأمر والدعوة إلى اجتماع الهيئة التأسيسية، لأن فكرة الانشقاقات والانقلابات موجودة في تيار محسن مرزوق".

المعارضة تستنكر وتحذر

واعتبر محمد عبو، رئيس حزب التيار الديمقراطي المعارض، أن ما يحصل داخل نداء تونس من خلاف أمر متوقع.

وأضاف عبو "اتصلت شخصيا بحكومة الترويكا في سنة 2013، وطلبت منهم القيام بإجراءات قانونية ضد حركة نداء تونس باعتباره حزب دعا سابقا قبل وصوله للسلطة إلى ضرب مؤسسات الدولة ولحل المجلس التأسيسي وإلى الفوضى، لكن حالة التراخي والسكوت سمحت لحزب لا يؤمن بدولة القانون ولا يحمل قيم الديمقراطية أن يصل للسلطة ويمارس كل ثقافته".

ووصف عبو عدم تدخل الأمن لفض الشجار بين أنصار النداء في اجتماع اليوم بـ "الخطير"، مشير إلى أن "ما لاحظناه كمعارضة خلال أحداث العنف التي حدثت بين أنصار نداء تونس هو عدم تطبيق القانون رغم تطور الشجار إلى عراك بالعصي، وهو مؤشر على خوف الجهاز الأمني من الحزب الحاكم، لنكون بذلك قد شرعنا لدولة الفوضى"، على حد تعبيره.

عريضة لرئاسة الحكومة

أحداث العنف التي وقعت اليوم بين أنصار الحزب الحاكم في تونس وجدت لها صدى على الشبكات الاجتماعية، إذ استنكر أغلب المغردون ما وقع في ظل الانقسامات داخل الحزب.

كما قام الناشط السياسي والمدون التونسي ياسين العياري بكتابة عريضة لرئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد ضد نداء تونس، دعا خلالها إلى محاسبة الحزب بسبب "مخالفته للقانون المنظم الأحزاب".

تحميل المزيد