في انتظار تحليل بيانات الصندوق الأسود لمعرفة حقيقة ما جرى للطائرة الروسية

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/31 الساعة 17:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/31 الساعة 17:05 بتوقيت غرينتش

لا يزال الغموض يكتنف حادث سقوط طائرة الركاب الروسية التي سقطت، صباح السبت 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 في منطقة سيناء المصرية، والتي تحمل على متنها 224 شخصاً.

رغم إعلان "ولاية سيناء" (الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية) المسؤولية

عن إسقاط الطائرة كرد فعل على القصف الروسي لسوريا، إلا أن الروس والمصريين شككوا في رواية التنظيم الجهادي.

وزاد من غموض الموقف، التصريحات الصادرة من الجانب المصري والشركة المالكة للطائرة، ففي وقت سابق اليوم أعلنت مصادر أمنية مصرية أن الطائرة سقطت نتيجة عطل فني، إلا أن الشركة المالكة للطائرة استبعدت أن يكون سبب الحادث عامل بشري أو فني.

كيف سقطت الطائرة؟ سؤال سيظل بلا إجابة قاطعة، حتى يتم تحليل محتويات الصندوق الأسود الذي أعلنت السلطات المصرية العثور عليه.

داعش تعلن المسؤولية

بعد ساعات من وقوع الحادث، أعلنت "ولاية سيناء" التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) مسؤوليتها عن إسقاط طائرة الركاب الروسية بعد قليل من إقلاعها من مطار شرم الشيخ وعلى متنها نحو 224 راكبا.

وأفادت وكالة أعماق المقربة من تنظيم "الدولة الإسلامية" بأن مقاتلي التنظيم تمكنوا من إسقاط طائرة ركاب روسية من طراز (A321).

مصدر بحسب وكالة أعماق قال "إن هذه العملية تأتي رداً على غارات الطائرات الروسية التي تسببت بمقتل مئات المسلمين على الأراضي السورية غالبيتهم من النساء والأطفال".

رواية مشكوك فيها

ورغم أن ما ينشر في وكالة أعماق التي يعتبرها البعض "الناطق الرسمي لداعش" يكون صحيحاً في أوقات عديدة، إلا أن الجانبين المصري والروسي شككا في صحة رواية ولاية سيناء.

وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف قال "إن الادعاء بأن إرهابيين هم سبب تحطم الطائرة الروسية لا يمكن اعتباره دقيقا."

وقال لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء "الآن تنشر في عدد من وسائل الإعلام معلومات بأن الطائرة الروسية، يفترض أن إرهابيين أسقطوها بصاروخ مضاد للطائرات، لا يمكن اعتبار هذه المعلومات دقيقة."

مصر أيضا شككت في رواية التنظيم الجهادي إذ استبعد رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل وجود أنشطة غير عادية وراء الحادث.

وقال في مؤتمر صحفي رداً على سؤال حول ما إذا كان الحادث نتيجة عمل إرهابي إن "الخبراء أكدوا أنه فنيا لا يتم إسقاط الطائرة من هذا الارتفاع، ولذلك فالصندوق الأسود هو ما سيحدد سبب سقوط الطائرة"

وأضاف "وفي الوقت الحالي هناك تقييم فني وفق الأسس المتعارف عليها".

وكان مجلس الوزراء المصري قد أعلن العثور على الصندوق الأسود للطائرة وقال بيان لمجلس الوزراء "جاري نقل الصندوق لتحليل البيانات الخاصة بالحادث بواسطة خبراء الطيران المدني (المصريين) والخبراء الدوليين الروس وخبراء الشركة المصنعة للطائرة، وذلك وفقا للاتفاقيات الدولية المتعارف عليها".

خبراء يشككون

تشارلز ليستر الكاتب والباحث البريطاني المتخصص بشؤون الجهاديين شكك هو الآخر في رواية التنظيم الجهادي، وقال عبر حسابه على تويتر إن أفضل سلاح لدى "داعش" هو إيغلا الذي يصل مداه فقط إلى ارتفاع 10 آلاف قدم، أي أقل بكثير من ارتفاع الطائرة الروسية.

أما المحلل الاستراتيجي المهتم بشؤون المنطقة العربية مايكل هورويتز فقال عبر تويتر "إذا كانت مزاعم "داعش" بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة صحيحة، فثمة احتمالين: قنبلة داخل الطائرة أو تم إسقاط الطائرة وهي تحاول الهبوط"

عطل فني أم عمل إرهابي

الجدل بين "داعش" والطرفيين المصري والروسي لم يكن هو المشهد الضبابي الوحيد، إذ تسببت تصريحات أمنية مصرية، وتصريحات للشركة المالكة للطائرة في إضفاء مزيد من الغموض على المشهد.

ففي الوقت الذي نفت فيه مصادر أمنية مصرية في وقت مبكر اليوم أن تكون الطائرة قد وقعت نتيجة حادث إرهابي، مؤكدة أنها سقطت نتيجة عطل فني، نقلت وكالتا أنباء روسيتان عن شركة كوغاليمافيا الروسية للطيران، المالكة لطائرة الركاب الروسية، قولها إنها لا ترى سبباً يدعو للاعتقاد بحدوث خطأ بشري في الحادث.

ونقلت وكالتا "نوفوستي" و"إنترفاكس" عن المتحدثة باسم الشركة قولها إن الطيار لديه خبرة تصل إلى 12 ألف ساعة طيران، وإن الطائرة خضعت لكل إجراءات الصيانة.

وأفادت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن هيئة روسترانسنادزور الروسية للنقل ستجري تحقيقاً في مدى التزام شركة كوجاليمافيا الروسية للطيران بقواعد سلامة الطيران.

تحميل المزيد