#الفشل_علمني| أنا تسلحت بطموحي ووقودي الأمل

أيام امتحانات آخر السنة كنّا نراجع مع بعضنا البعض إلى ساعة متأخرة من الليل دون أن نكلّ أو نملّ.. ونفرح جميعا عند النجاح لأنه ثمرة تعبنا وجهدنا وغربتنا.. مازلت أذكر أساتذتي الأفاضل على غرار الراحلة نجلاء بن محمّد والراحل أرسلان شرف الدين والدكتور المنجي المبروكي والدكتور هشام عيسى.

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/28 الساعة 06:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/28 الساعة 06:43 بتوقيت غرينتش

أنا تلك الفتاة الصغيرة بائعة النعنان، التي كانت تلف الشوارع لكي تبيعها وتشتري كتباً مدرسية وقصصاً تطالعها. أنا تلك الفتاة التي كانت منذ الصغر تحب المطالعة وتعشق الكتابة والرياضة التي مارست فيها 12 سنة كرة يد و4 سنوات سباحة والسفر. رغم إصابتها بالسكري مبكراً إلا أنها تجاوزت محنتها رغم صغر سنها لتستمر وتواصل نحو حلمها. أنا التي تحمل وراء ابتسامتها آلاماً كبيرة. أنا التي قررت أن تكون رغم المحن والكدمات. أنا التي وثقت بالله عزّ وجل وانطلقت نحو حلمها. إذا جالستني فإنك تجالس فتاة تتقد حيوية ونشاطاً.

أنا التي تسرد لك محطّات نجاحها.. ثم تصمت.. ترنو إلى الأفق البعيد.. تبتلع ريقها في حياء.. وتهمس لك: "أهدي نجاحي إلى أمّي رحمها الله.. لقد تزامنت وفاتها مع حصولي على الأستاذية". وانحنيتُ نحو الأرض أستغفر الله تعالى.
أحسّت بوقع الخبر على نفسي فأرادت أن تنقذ الموقف: "سامحني سيدي الكريم.. المعذرة".. تنهّدت وواصلت الحديث: والدي الكريم وقف إلى جانبي وصبر معي لأحقّق ما حلمت به.. والحمد لله.. كان الحصاد على قدر البذر والعمل.. شهادة الأستاذية في التنشيط الشبابي والثقافي.. الماجستير في العلوم الثقافيّة من المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي بتونس.. شهادة تخرج من مركز "إكسلنس" للتدريب فرع الجزائر التّابع للفرع الأم بنيويورك وشهادة التخرّج من مركز "الجزيرة" للتدريب والتطوير في التقديم التلفزيوني.. ومازالت البركة.

تألق وامتياز هُما جوهر الموضوع لأحسن بداية رسمتها لنفسي أذكرها لكم وكأنني أتصفّح ألبوم صور الماضي الجميل.. "درست بالمعهد الثانوي شارع الجمهورية بقابس وفيه تحصّلت على شهادة البكالوريا شعبة آداب دورة يونيو 2000 ثم التحقت بشعبة التنشيط الشبابي والثقافي بالمعهد الأعلى للتنشيط الشبابي ببئر الباي ودرست به أربع سنوات ختمتها بالأستاذية ثم أكملت فيه دراستي لمدة ثلاث سنوات أخرى تحصّلت لقاءها على الماجستير".

وخلال هذه المرحلة أعود بكم إلى أجمل اللحظات في كلّيتي لما كانت رفقة أصحابي كنت أنشط في المجال الإذاعي والثقافي من خلال تأثيث ملتقيات ثقافية وأمسيات شعريّة داخل وخارج المعهد وذلك عبر التواصل مع المراكز الثقافية والنوادي الفكريّة وعديد الكليات والمعاهد العليا.

أيام امتحانات آخر السنة كنّا نراجع مع بعضنا البعض إلى ساعة متأخرة من الليل دون أن نكلّ أو نملّ.. ونفرح جميعا عند النجاح لأنه ثمرة تعبنا وجهدنا وغربتنا.. مازلت أذكر أساتذتي الأفاضل على غرار الراحلة نجلاء بن محمّد والراحل أرسلان شرف الدين والدكتور المنجي المبروكي والدكتور هشام عيسى.

مسيرة دراسية ثرية بالعطاء والنشاط والإبداع أهلتني لدخول معترك الحياة من أوسع أبوابها وتبصم على النجاح لأنه مني وإلي.. أنا اليوم منشطة بدار شباب وأنشط في المجال الصّحفي كعضو تحريري ومراسلة للأنوال 24 المغربية.. ومديرة الإعلام والعلاقات العامة بنادي العرب للثقافة واللغة والأدب، حيث أشارك في عديد الملتقيات الإبداعية في داخل تونس وخارجها.

يغمرني الطموح والأمل والحلم وأنا أنظر إلى الأفق البعيد أستجدي أماني.. أحلم.. نعم أحلم بخوض تجربة تلفزيونية وخاصة ما تعلق بتقديم الأخبار والبرامج الحوارية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد