تركيا تكثف حربها على “الإرهاب” عشية الانتخابات التشريعية

نفذت فرق مكافحة الإرهاب التركية عملية أمنية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الثلاثاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2015، في حي "سلطان بيلي" بإسطنبول.

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/27 الساعة 02:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/27 الساعة 02:44 بتوقيت غرينتش

كثفت الحكومة التركية حربها "على الإرهاب" قبل 5 أيام من الانتخابات التشريعية الحاسمة لمستقبل البلاد، مع تنفيذ عمليات مداهمة ضد تنظيم الدولة الإسلامية على أراضيها وضرب المقاتلين الكرد في سوريا.

الشرطة التركية أوقفت 30 شخصاً يشتبه في انتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية خلال عملية مداهمة كبرى، نفذتها صباح الثلاثاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2015، في مدينة قونيا (وسط البلاد).

كما ألقي القبض على 14 مشتبهاً بهم آخرين في عملية مداهمة مماثلة في قوجه ايلي (شمال غرب)، بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية.

وتأتي عمليات الدهم هذه غداة مقتل شرطيين تركيين و9 عناصر يشتبه في انتمائهم الى تنظيم الدولة الإسلامية، أمس الاثنين، خلال تبادل لإطلاق النار في ديار بكر (جنوب – شرق) في أخطر الحوادث التي تقع على الأراضي التركية، منذ أن انضمت أنقرة الى التحالف المناهض للجهاديين الصيف الماضي.

ومنذ أيام عدة، كثفت الشرطة التركية عملياتها ضد التنظيم الجهادي مع اقتراب الانتخابات التشريعية الاحد المقبل، التي تجري وسط توتر شديد بعد أسبوعين على الهجوم الانتحاري الذي نُسب الى تنظيم الدولة الإسلامية وأوقع 102 قتلى وسط أنقرة وعلى خلفية تجدد المواجهات بين قوات الأمن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني.

وجعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داوود أوغلو الانتخابات المرتقبة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني بمثابة استفتاء على الأمن ووحدة البلاد بأسلوب "نحن أو الفوضى".

وتوعد أردوغان، الاثنين، بمواصلة الحملة "ضد كل التنظيمات الإرهابية" التي تهدد تركيا من تنظيم الدولة الإسلامية الى المتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني وصولاً الى تنظيمات اليسار المتشدد.

من جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي، مساء الاثنين، أن الجيش التركي "ضرب مرتين" في الآونة الأخيرة مواقع لمقاتلين أكراد في سوريا.

وقال داوود أوغلو: "لقد حذرنا مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي من العبور إلى غرب نهر الفرات وضربنا مرتين".

التهديد الكردي

ومنذ الاثنين، اتهمت وحدات حماية الشعب، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، أنقرة باستهداف مواقعها خلال نهاية الأسبوع، وهو ما لم تؤكده تركيا على الفور.

والحكومة التركية قلقة منذ أشهر من تقدم القوات الكردية في شمال سوريا، وهذه القوات قريبة من حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً مسلحاً منذ عام 1984 في تركيا. وتخشى تحديداً من أن يستفيد هؤلاء من الحرب الدائرة في سوريا لإعلان منطقة حكم ذاتي على طول حدودها الجنوبية.

وحذر أردوغان القوات الكردية في سوريا مراراً. وقال، السبت الماضي، إن "كل ما يرغبون فيه هو الاستيلاء بالكامل على شمال سوريا. ذلك يشكل تهديداً لنا".

والمجموعات الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة تشكل رأس حربة القوات البرية التي تحارب الجهاديين في سوريا. والأسبوع الماضي أعلنت ضم مدينة تل أبيض التي استعادت السيطرة عليها من الجهاديين في يونيو/حزيران، تحت "إدارة الحكم الذاتي" التي تمارسها في القسم الشمالي من سوريا.

وقال مدير مكتب صحيفة "حرييت" في أنقرة، سيركان دمرتاش، لوكالة فرانس برس إن "الحكومة التركية تريد أن تظهر قبل الانتخابات أنها لم تتراجع في مواجهة الإرهابيين، وهذا عرض للقوة قبل أي شيء".

وهذه الانتخابات حاسمة لحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 13 عاماً، ويأمل أردوغان عبرها باستعادة الغالبية التي خسرها في انتخابات 7 يونيو.

ومنذ تفجير أنقرة، تتهم المعارضة الموالية للأكراد الحكومة بـ"حماية" التنظيم المتطرف.

لكن رغم الجهود التي يبذلها العدالة والتنمية لجذب الناخبين، يبدو رهانه فاشلاً. فاستطلاعات الرأي الأخيرة قدرت حصوله على ما بين 40 و43% من نيات التصويت، أي أقل من نصف مقاعد البرلمان البالغ 550.

وهذا السيناريو سيلزم مجدداً حزب أردوغان تقاسم السلطة، أو تنظيم استحقاق جديد في حال فشل السيناريو الأول.

تحميل المزيد