البرلمان المصري

الصفعة الكبرى والمقاطعة العظيمة للمشروع الهزيل، جاءت من قبل الشعب الحر المتعطش للحرية والكرامة، لتقول لجيوش الإعلاميين المؤيدين للظلم أن مصر بحاجة إلى بر أمان لا إلى برلمان، بحاجة إلى قائد نزيه موضوعي شفاف لا يميل إلى عسكر أو إعلام أو ظلمة.

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/26 الساعة 06:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/26 الساعة 06:29 بتوقيت غرينتش

يقول أهل النظام المختطف للديمقراطية في مصر ها قد حان وقت الاستحقاق الثالث وهو انتخاب أعضاء البرلمان المصري الأول في عهد السيسي، وقد كان الاستحقاق الاول هو الدستور ثم كان التالي وهو انتخاب رئيس الجمهورية. والحقيقة أنها كلها لعبة سياسية باحتراف لجماعة رأت مصالحها مهددة بالنظام الديمقراطي الجديد، أيا كانت الملاحظات عليه وأياً كان الغضب الشعبي ضده.. ثم إنك لتنظر على ما تم من خطوات بعد إراحة من جاؤوا عن طريق الانتخاب.. كيف تم التعامل معهم بالقمع والعنف والإرهاب والتخوين، وبالتحالف الضخم بين العسكر والإعلام والقضاء والأمن السري، كل هذه المنظومة تم دعمها من شخصيات بارزة مثل البرادعي وعمر موسى وسواهم من رجالات مبارك، ليتم الانقضاض على الثورة. ولم تكن الثورة هي الإخوان، إنما هي مجموعات كبيرة من الوطنيين المصريين، وتواصل العنف تجاه الجميع، فامتلأت السجون والمحابس وضجت المحاكم بأحكام بالجملة، تواصل الإعلام الخانع في تأييد المصنوع الذي خاض في دماء المصريين بعنف، وعمل على تفصيل قوانين بالجملة لتعمل على تلميعه وإبقاء كل الخيوط في يده، من هنا كان التأخير والتأجيل لقيام برلمان مصري وبعد أن تم وضع القياسات للحاكم المطلق، والذي خرب كل شئ في نفوس المصريين ، يقولون أنه قد حان موعد الاستحقاق الثالث والأخير -البرلمان-
البرلمان بأكمله معين وليس منتخبا وإن بدا للناس أنه جاء كله عبر الانتخابات.. إنها أسماء وضعتها الدولة العميقة في الظلم، ومن ثم يتم تعليق اللافتات والرموز، فكل شيء معد سلفا كما وصول السيسي للحكم.
كتاب سيناريو الثورة المضادة أحسوا بالحزن والأسى والخزي والعار لمقاطعة المصريين للصنم الذي أعده الإعلام الجائر للعبادة، فاذا بالشعب الحر الكريم قد عرف مشاهد فيلم المكر والخداع وقد فهموا محتواه وعرفوا أن بطل الفيلم خان بلاده وأغرقها في الدم ويعمل لصالح اليهود في المنطقة، وبانت كل مواقفه طوال هذا الفيلم المفجع في أحداثه..
في القاهرة وبقية المحافظات كم هو عدد الذين تعرضوا للسحل؟ وكم عدد الذين تم سجنهم وكم عدد الذين خرجوا ولم يعودوا ولم يعرف أهلهم أي خبر عنهم؟ وكم هو عدد المحكومين عليهم بالإعدام؟ وكم عدد من نفذ فيهم الإعدام حتى من دون حكم؟ وكم عدد من تضرروا في سيناء وهدمت منازلهم وشرّدوا؟ وكم هو عدد الجنود الطيبين الذين فجع أهاليهم بهم وقد دافعوا عن هذا الحاكم الطاغية؟.. إن أعداد هؤلاء ضخمة، فكيف يحلم الظالم أن ياتي الناخبون لانتخاب من يمثلونهم في البرلمان. إن هؤلاء المتضررين جيش عظيم من الناس وخذ على هذه الأعداد أعداد من يحيطون بهم ويعرفونهم من أهل وأصدقاء وجيران، وبذلك تصبح الدائرة كبيرة .. فبذلك جرت المقاطعة.
ولك أن ترصد موقف الإعلاميين المؤيدين للظلم والكراهية كيف جن جنونهم ليكون الصراخ من جهة المدعو أحمد موسى وهو في موقفه أشبه بعامل مسلخ .وترصد مصطفى بكري، وبدلا من أن يعلن تراجعه عن السير في الظلم، فإذا به يبكي على من أيدوه وفوضوه ليكون فرعون مصر الجديد..
الصفعة الكبرى والمقاطعة العظيمة للمشروع الهزيل، جاءت من قبل الشعب الحر المتعطش للحرية والكرامة، لتقول لجيوش الإعلاميين المؤيدين للظلم أن مصر بحاجة إلى بر أمان لا إلى برلمان، بحاجة إلى قائد نزيه موضوعي شفاف لا يميل إلى عسكر أو إعلام أو ظلمة، قائد يكون بصف الجميع، بجانب كل رجل وكل إمرأة وكل شاب وشابة وطالب وطالبة وكل صغير وكبير، لا أن تكون نفسيته معقدة ويعمل على الإقصاء والكراهية والخوف والدم والهدم.
وحين أقول إن مصر بحاجة إلى بر أمان لا إلى برلمان، أقول ذلك باستقراء واقع كل البرلمانات العربية الناشئة في ظل الحاكم الإله في ظل الحاكم الفرعون الذي يقول أنا ربكم الأعلى والذي يقول ما علمت لكم من إله غيري.. بالله عليكم هل تتوقعون أن يحجم البرلمان دور السيسي المتعاظم في كل شيء.. هل سيقوم البرلمان بتحجيم الإعلام في ركضه المتهافت لتقديم السيسي على أنه رسول السماء وأنه هبة مصر العظمى؟! أين برلمان صدام حسين؟ اين دور البرلمان السوري في ظل الأسد، هل عمل على وقف الأسد من طغيانه وهجمته الشرسة ضد شعبه؟ هل استطاع البرلمان التونسي في تاريخ بورقيية ثم بن علي أن يوقف الفساد؟ وهل استطاع برلمان اليمن أن يمنع صالح وعشيرته من التمدد وابتلاع الوطن؟ وهل استطاع برلمان مبارك من أن يمنع مبارك ونجليه من التمدد؟ أما برلمان عمر البشير فتلك فصول أخرى غير مسبوقة من شرعنة الفساد والخطل السياسي وكله لله؟! إنها برلمانات النفاق ونشر ثقافة الخوف والخنوع.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد