حصل ما كان يخشاه أبناء العاصمة اللبنانية بيروت، وما كانت الجمعيات البيئية تحذر من وقوعه قبل أشهر مع تفاقم أزمة النفايات المنزلية في شوارع العاصمة وعدم قدرة الحكومة على إيجاد حل لرفعها من الشوارع قبل هطول الأمطار.
أقل من ساعة كانت كفيلة بإغراق معظم شوارع المدن اللبنانية ولا سيما شوارع العاصمة بالمياه، وتحويلها إلى برك ومستنقعات، عدا عن السيول التي جرفت معها النفايات من أماكن تكدسها في أحياء العاصمة، ودخلت إلى بعض المنازل في الطوابق السفلية، فضلاً عن قطع بعض الطرقات، كما تسببت في أزمة سير خانقة، ومحاصرة مئات المواطنين داخل سياراتهم.
وتواجه بيروت منذ عدة أشهر مشكلة جمع النفايات المنزلية من الشوارع، بسبب عدم التوافق على إيجاد مكب بين أطراف الحكم في البلد، وهو ما أدى إلى حصول تحركات شعبية غاضبة واعتصامات، قادتها مجموعات من الحراك المدني تحت اسم حملة "طلعت ريحتكم".
كارثة كبيرة
خالد الياسين وهو أحد مؤسسي حملة طلعت "ريحتكم " يوضح لـ " عربي بوست" إن "ما حذرنا منه حصل، فالنفايات تجتاح معظم شوارع العاصمة، وهي تسببت بأزمة بيئية خلال فصل الصيف، واليوم
تحولت إلى كارثة كبيرة بعد أن اجتاحت هذه النفايات كافة الشوارع".
وأضاف الياسين "الدولة اليوم منشغلة في كيفية توزيع الحصص على أركانها، ولا تهمها مصالح شعبها ونحن بالنسبة لنا حذرنا لأننا كنا نعلم أين ستذهب الأمور، وفي حال لم تسارع الدولة إلى إيجاد حل فإن لبنان سيكون أمام مشكلة كبيرة قد تسيء إلى مظهره الخارجي وتتسبب بضرر كبير لشعبه".
وكانت حملة طلعت ريحتكم بدأت وبعمل تطوعي منذ صباح الأحد 25 أكتوبر/ تشرين الأول على تنظيف مجرى نهر بيروت من النفايات التي كانت بعض بلديات العاصمة تقوم برميها بداخله للتخلص من نفايات الشوارع، حيث تم إخراج عشرات الشاحنات من النفايات وذلك بهدف تسهيل انسياب المياه وعدم اجتياحها للمنازل المحيطة بمجرى النهر.
ويقول المواطن محمد خليل من بيروت إن "هذه الفضيحة اليوم تكشف حجم العجز والفساد الذي يعشش في السلطة في لبنان، فكل العالم ينتظر الأمطار والتي من المفترض أن تكون نعمة، إلا في بلدنا فهي نقمة على الشعب".
النفايات تفرض إقامة جبرية!
ولم تكن النفايات وحدها هي التي اجتاحت شوارع العاصمة، حيث تسببت السيول على " الشوراع السريعة" بقطع تلك الطرقات بسبب عدم قيام عمال البلديات بتنظيف مسارب المياه، فضلاً عن وقوع أضرار في مناطق شعبية مختلفة في لبنان، بسبب دخول المياه إلى داخل الأسواق القديمة وتضرر الممتلكات.
وأوضح علي السعيدي من سكان العاصمة "نحن في أسوأ أيامنا، فما يحصل في العاصمة لا يمكن وصفه، أمطار حولت الشوارع الى مكبات نفايات وحاصرت أهلها في منازلهم وداخل سياراتهم وفي محلاتهم، ولا اظن ان احدا في لبنان كان ينتظر ان تصل الامور الى هذا المنحى من الاستخفاف بمصالح الناس من قبل سلطة فاسدة يجب ان ترحل قبل ان تجر علينا المزيد من الويلات".
يجدر الإشارة إلى أن "عربي بوست" حاولت التواصل مع بلال أحمد رئيس بلدية بيروت لكن موظف البلدية أكد على أن أحمد مشغول في متابعة قضية النفايات.