مع بدء موسم احتفالات عاشوراء في العراق تعود المخاوف إلى العاصمة بغداد من احتمال استهداف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للمواكب، بحسب خبراء.
وترجح هذه الاحتمالية عودة الخلايا النائمة للنشاط في بعض مناطق العاصمة بموازاة الضربات الموجعة التي يتعرض لها التنظيم في صلاح الدين والأنبار.
فمع بداية شهر محرم من كل عام تبدأ في العراق الاحتفالات بذكر الإمام الحسين بن علي التي تمتد حتى نهاية شهر صفر تقريباً.
القائمون على المواكب الحسينية المنتشرة في أغلب مناطق العاصمة بغداد يضعون تأمين هذه المواكب على رأس قائمة أولوياتهم.
أغلب هؤلاء من الشيعة وهم بالأساس عناصر في القوات الأمنية العراقية، أو في فصائل الحشد الشعبي.
يقول علي الموسوي (صاحب موكب)، إن "الإرهاب وداعش لا يخيفانا ولا يمنعانا من إقامة هذه المواكب والاستمرار في إحياء الذكرى".
ويضيف إن "حماية المواكب مسؤوليتنا ومسؤولية أبناء القوات الأمنية والحشد الشعبي، وهم كفيلون بذلك".
الحال العام الجاري يشي باحتمال قيام الخلايا النائمة بمحاولة للفت النظر بعيداً عن خسائر التنظيم في صلاح الدين والأنبار، ولذلك فالإجراءات الأمنية هنا على أشدها، بحسب مراسل الأناضول.
وكشف مصدر أمني عن خطة أمنية وُضعت لتأمين المناسبة، مع الأخذ في الاعتبار المعطيات التي ترجح احتمال استهداف المواكب الحسينية بشكل أكبر من كل عام.
ووفقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن الخطة الجديدة ستركز على الجانب الاستخباري المدعم بالتقنيات الحديثة، التي لم يوضح ماهيتها، بالإضافة الى تكثيف الجهد البشري.
وتعليقاً على هذه الخطة، يقول أحمد الشريفي، الخبير الاستراتيجي بمركز الدراسات الاستراتيجية في بغداد، إن "الخطة التي أعدت أخذت بالاعتبار التطورات الميدانية ومحاولة تنظيم داعش المناورة بالملف الأمني للعاصمة بغداد".
ويضيف أن "التنظيم كلما تعرض إلى ضربات في ميدان المعركة يناور على الملف الأمني، لذلك فالمخاوف موجودة"، مبيناً أن "هنالك انتشاراً وكثافة في الجهد الاستخباري لاختبار أي تعرض أو أي مشاغلة يمكن أن تحصل".
وتابع "إذاً فالخطة المقررة وضعت في الحسبان تكثيف الجهود الاستخبارية وتدعيمها بالعامل التقني، لاسيما أن العاصمة بغداد في خط المواجهة الأول ضد التهديدات المحتملة".
وتتمتع بقية محافظات الجنوب العراقي، على سبيل المثال، بأجواء أمنية لا تسمح بحركة هذه الخلايا بشكل واسع، بينما تبقى محافظتا ديالى وصلاح الدين تحت وطأة التهديد مشاطرة العاصمة بغداد مخاوفها.
وكانت الاحتفالات قد تعرضت في أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية إلى استهداف أعلن تنظيم داعش خلال العام الماضي وتنظيمات مشابهة خلال الأعوام التي سبقته مسؤوليتها عنها.