أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول 2015 أن موسكو تؤيد اجراء محادثات بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد "وجميع اطياف" المعارضة السورية.
وصرح في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة "موقفنا المشترك هو إننا نحتاج إلى دعم الجهود لعملية سياسية في التسوية السورية".
وأوضح أن "ذلك يتطلب بدء محادثات واسعة بين ممثلين عن الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية، بدعم من لاعبين خارجيين".
كما أعلن لافروف أن روسيا والأردن اتفقا على "تنسيق" العمليات العسكرية في سوريا.
وقال إن "القوات المسلحة الأردنية والروسية اتفقتا على تنسيق عملياتهما بما في ذلك عمليات القوات الجوية فوق سوريا".
الوزير الأردني قال إن اتفاق بلاده مع موسكو، "منسجم مع هدفنا بمحاربة الإرهاب".
و يلتقي وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا، الجمعة في فيينا لإجراء محادثات غير مسبوقة حول الحرب في سوريا التي أصبحت روسيا عنصراً مهماً فيها، منذ بدأت حملة من الغارات الجوية لدعم حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.
فيما ترددت مزاعم تشير إلي توجه الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، وذلك عقب زيارته الثلاثاء الماضي إلى موسكو.
فوری/ منابع آگاه میگویند که بشار اسد احتمالا به زودی سفری هم به تهران خواهد داشت
— mehdi mahmoudi (@mehdimahmudi) أكتوبر 21, 2015
وفي الأزمة السورية، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هاتفياً، مساء الخميس، عدداً من القضايا الإقليمية، تأتي في مقدمتها آخر تطورات الشأن السوري ومستجداته.
مصادر في الرئاسة التركية قالت إن القادة الثلاثة بحثوا التطورات الأخيرة في سوريا، وعلى وجه الخصوص الهجمة التي تتعرض لها حلب، وما سينجم عنها من موجة جديدة من اللاجئين، وأعربوا عن قلقهم البالغ حيال مسار الأحداث الراهنة داخل سوريا، بحسب المصادر ذاتها التي لم تذكر الموضوعات الأخرى التي تناولها أثناء الاتصال.
فيينا ملتقى الفرقاء
العاصمة النمساوية من المتوقع أن تشهد طيلة النهار لقاءات بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظرائه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي أوغلو.
وبعد الظهر سيعقد اجتماع رباعي مخصص للأزمة في سوريا يشكل سابقة دبلوماسية وإشارة على مدى الاهتمام الدولي بإنهاء النزاع الذي أوقع أكثر من 250 ألف قتيل منذ مارس/آذار 2011.
ومن المقرر أن يعقد اجتماع غير مسبوق أيضاً بين أميركا وتركيا والسعودية في فترة الصباح، يليه لقاء بين كيري ولافروف اللذين يحافظان على قناة اتصال رغم تدهور العلاقات بين بلديهما.
إلا أن مواقف موسكو من جهة وواشنطن وأنقرة والرياض من جهة أخرى ما تزال متناقضة حول سوريا.
إذ تقود الولايات المتحدة ائتلافاً من دول حليفة يشن حملة عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ويدعم الفصائل السورية التي تحارب النظام السوري.
رحيل الأسد
وبعد أن طالبت الولايات المتحدة دون توقف بالرحيل الفوري للأسد قبل بدء عملية سياسية في سوريا، يبدو أن موقفها قد لان إذ أقرت في الأشهر الماضية بأن الجدول الزمني قابل للتفاوض.
وخلال قيامه بزيارة، الخميس، إلى برلين قبل أن يصل خلال المساء إلى فيينا، لم يدع كيري بشكل علني إلى رحيل الأسد، إلا أنه أشار أمام صحفيين إلى أن "الشيء الوحيد الذي يقف في طريق (حل سياسي) هو شخص يدعى بشار الأسد".
كما تطالب السعودية برحيل الأسد من السلطة، إلا أن وزير الخارجية عادل الجبير قال، الإثنين، إنه يمكن للأسد البقاء في السلطة إلى حين تشكيل حكومة انتقالية.
كما أن تغييراً طرأ على الموقف التركي للمرة الأولى الشهر الماضي بالحديث عن "إمكانية" حصول عملية انتقالية بوجود الرئيس السوري.
ولم تتم دعوة إيران الحليف القوي الآخر لسوريا إلى الاجتماع في فيينا، إلا أن كيري ألمح، الخميس، إلى أن إيران وعلى غرار الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا "موافقة" على مبدأ حل سياسي في سوريا.
الدور الروسي
في المقابل، أطلقت روسيا الحليف القديم للأسد حملة غارات جوية في سوريا قبل 3 أسابيع لمحاربة "الإرهاب"، بحسب موسكو، بينما تتهمها واشنطن وحلفاؤها بأنها تسعى فقط لحماية الأسد ونظامه.
وقبل أن يوفد وزير خارجيته إلى فيينا الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "الولايات المتحدة تريد التخلص من الأسد".
لعبة مزدوجة
كما ندد بوتين، الخميس، بما اعتبره "لعبة مزدوجة" يمارسها الغربيون مع "الإرهابيين" في سوريا.
وقال في كلمة ألقاها في سوتشي: "من الصعب دائماً ممارسة لعبة مزدوجة، أن يقول المرء إنه يتصدى للإرهابيين وفي الوقت نفسه يحاول الاستفادة من قسم من هؤلاء لخدمة مصالحه في الشرق الأوسط".
وشدد الرئيس الروسي على أن "هدفنا هو مساعدة الأسد على الانتصار على الإرهاب".
وتابع "عندها سيكون بإمكاننا إيجاد الشروط لإطلاق وإتمام عملية سياسية بنجاح كما أتمنى".
وكان بوتين استقبل الأسد الثلاثاء، وأعلن انطلاق "عملية سياسية".
ويترافق الدعم التاريخي والدبلوماسي غير المشروط الذي تقدمه موسكو إلى دمشق بتسليم تجهيزات دفاعية، ومنذ 30 سبتمبر/أيلول بشن أكثر من 800 ضربة جوية، بحسب قائد العملية العسكرية الروسية الجنرال أندريه كارتابولوف.
كما انتقد بوتين حملة الائتلاف الدولي التي شنت آلاف الغارات منذ أكثر من عام ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق متسائلاً: "لماذا لم تحقق بعد أهدافاً ملموسة؟".